مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 قاموس زمن العولمة
...............................................................
 

 

جامعة القاهرة

 

بقلم د.محسن الصفار‏
..........................


في مكتب الأستاذ الجامعي العائد حديثا من الغرب جلس الطالب سعيد قلقا بأنتظار رأى الأستاذ في البحث الأكاديمي الذي أعده لنيل شهادة الماجستير وعنوانه (العالم العربي مشكلات الحاضر وتحديات المستقبل ) أخرج الأستاذ غليونه من فمه وقال لسعيد بعربية لاتخلو من لكنة أجنبية مصطنعة ( لزوم الوجاهة ) :

- سأكون صريحا معك ياسعيد، بحثك أعجبني وهو يستحق أن يكون مشروعك لنيل الماجستير ولكن لدي عدة ملاحظات عليه تجعلني مترددا في قبوله .
رد سعيد بلهفة :
- ماهي الملاحظات يا أستاذ ؟ أنا على أستعداد لتصحيح أي أخطاء علمية أو أقتصادية أو تاريخية جاءت في الرسالة.
أجابه الأستاذ وهو يقلب الأوراق:
- في الحقيقة هي ليست أخطاء علمية بل هي أخطاء لغوية !!

تعجب سعيد من هذا الجواب الغير متوقع فهو معروف عنه تمكنه اللغوي وأجادته لقواعد اللغة العربية حتى أن بعض أساتذته يسلمونه بحوثهم كي يراجعها لهم لغويا، ولكنه مع ذلك سأل بعفوية :

- ماهي هذه الأخطاء اللغوية أستاذى؟
- عندك أولا مصطلح ( الأحتلال الأمريكي للعراق )
- مابه ؟
- في القاموس الحديث وفي زمن العولمة لايسمى مافعلته أمريكا أحتلالا بل هو فعل عسكري من أجل تحقيق الديموقراطية المدنية في العراق !!

حسب سعيد أن الأستاذ يمزح ولكن النظرة الجادة على وجهه جعلته يغير رأيه وأستمر الأستاذ قائلا :

- كما أن مصطلح الحكومات العميلة لم يعد له معنى ويجب أستبداله بعبارة الحكومات المعتدلة، وحركات المقاومة لم تعد عبارة تتناسب مع العولمة ويجب أستبدالها بالحركات الراديكالية أو الأفضل تسميتها بالمنظمات الأرهابية أما عبارة تحرير الأرض المحتلة فهي اليوم نكتة والأفضل أن تقول مقايضة الأرض مقابل السلام وماحدث في غزة لايسمى حرب أبادة بل ردع عسكري إسرائيلى للصواريخ الفلسطينية المدمرة أما عبارة حصار غزة فيجب أن تصبح الألتزام بمقررات الشرعية الدولية حول المعابر، هذا على الصعيد السياسي.

أبتسم سعيد ساخرا وقال:

- وهل هناك المزيد أستاذي في قاموس العولمة ؟

أجابه الأستاذ وهو ينتقل الى قسم أخر من الرسالة :

- طبعا , فيما يتعلق بالجانب الديني فان عبارة أهانة مقدسات المسلمين لم تعد تصلح ويجب أن تستبدلها بعبارة حرية التعبير الديني والأنتقاد في الغرب ، أما على الجانب الأقتصادي فلا تستعمل عبارات مثل الأنهيار الأقتصادي بل أعادة الهيكلة الأقتصادية والديون تقول عنها ألتزامات مالية طويلة الأمد.

وفي الجانب الثقافي عيب أن تستعمل مصطلحات مثل راقصات ومغنيات بل سفيرات النوايا الحسنة ولا فنانات العري ويجب أن تقول فنانات محتجات على الأحتباس الحراري!!! ، هذا أذا كنت أنسانا متمدنا وتريد أن تعيش في زمن العولمة .

قال سعيد بعد أن أستمع الى كل ماقاله الأستاذ :

- عفوا أستاذ أريد أن أقول لك شيئا ولكني بصراحة لا أعرف كيف تكون عبارة لعنك الله بلغة العولمة فهل لك أن تخبرني ؟

وكل عولمة وأنتم بالف خير.
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية