مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 سعيد في انتخابات لبنان السعيدة !!
...............................................................


 بقلم د. محسن الصفار‏‏
...........................

 

انتخابات لبنان

 

سعيد مواطن لبناني ليس كباقي مواطنيه فهو لا يحب السياسة ولا يؤمن بالطائفية وخصوصاً الطائفية السياسية التي يعتبرها هي رأس البلاء في بلده و السبب الأصلي لوقوف عجلة التنمية وضياع فرص التقدم وهجرة الشباب إلى مختلف دول العالم ولأن في لبنان كل من لا يتحدث بالسياسة لا يعتبر إنساناً محبوباً, فلم يكن جيرانه يقيمون جسور المودة معه كثيراً حتى إقتربت الانتخابات فإذا به فجأة يصبح محبوباً وشعبياً لأن صوته هو من الأصوات الحائرة والتي يحاول كلا الفريقين إصطيادها , لم يعر سعيد الموضوع أهمية في باديء الأمر ولكن في إحدى الليالي رنّ جرس الباب فإذا بجاره الذي ينتمي إلي تيار الموالاة يقف على العتبة وبيده صينية لحم بعجينة وعلى فمه إبتسامة عريضة وما إن رأى سعيد حتى قال:

- ولو مساء الخير يا جار كيفك؟ وينك؟ بشرفي عملت صينية لحمة بعجينة وقلت لحالي يا صبي ما في حدا بهالجيرة أحسن من حبيب قلبي سعيد اكلهن معه مع كاسة شاي شو قلت؟

- أهلاً وسهلاً يا جار، ولو بلا صينية لحمة بعجينة انت على العين والراس شرف خيّي فوت على جوّه.

ما إن جلسا حتى رنّ جرس الباب مرة ثانية نهض سعيد وفتحه فإذا بجاره الاخر الذي ينتمي إلى تيار المعارضة على الباب وبيده صحن من الحلويات.

- مرحباً سعيد، هاي وينك يا عمي ما حدا بيشوفك؟

- والله مشاغل.

- أنا جبت هالحلويات وقلت لازم أكلهن مع حبيبي سعيدعلى فنجان قهوة شو قلت؟

- خيّي هلا فيك ناكلهم مع مناقيش جارنا الثاني.

ما إن رأى الجاريين أحدهما الآخر حتى علت وجوهيهما نظرة تدل على الامتعاض ولكنهما سلّما على بعضهما على مضض كما يفعل زعمائهم في جلسات الحوار الوطني يسلّمون ويبتسمون ثم ما ان يخرجون حتى يشبعون بعضهم شتماً وتخويناً، وبعد اكل اللحمة بعجينة والحلويات وشرب الشاي والقهوة بدأ الجار الموالي الحديث وقال:

- إيه جار نحنا متاكدين أنه شخص وطني ومخلص ولبناني صرف مثلك راح يصوت لجماعة 14 آذار في الانتخابات.

وهنا قفز الجار الآخر المعارض قائلاً:

- ولو يا اخ سعيد انت طول عمرك بتحب المقاومة وأكيد ما راح تبخل عليها بصوتك ونحنا متاكدين انك راح تصوت لجماعة 8 اذار .

ردّ سعيد بهدوء:

- والله أنا يهمني أعرف نتيجة فوز كل فريق شو راح تكون للبلد و بعدين أقرر اما شهر اذار كله من اوله لاخره مابيعنيلي شي .

ردّ الموالي بالقول:

- احنا إذا فزنا راح نحرر لبنان من النفوذ السوري والايراني !!

أعقبه المعارض

- احنا إذا فزنا راح نحرر لبنان من السيطرة الامريكية !!.

ردّ عليه سعيد:
- حلو, بس ما يهمني تحرير لبنان من نفوذ وإخضاعه لنفوذ ثاني أنا بدّي حكومة مستقلة تماماً لا تخضع لنفوذ أي بلد أجنبي أيا كان وتقيم علاقات منطقية وتعاون مع كل الدول على أساس مصلحة لبنان مش مصالح هديك البلدان، بالعربي ما بدنا حكومة تأخذ أوامراها لا من سفارات ولا من وزارات خارجية ولا مرجعيات دينية في دول ثانية مين فيكم يضمن هالشي؟
سكت كلا الجاران ولم ينطقا بشيء وهنا أكمل سعيد:

- طيب والاقتصاد شو ناويين تعملو فيه؟

ردّ الجار الموالي:
- إذا فزنا فسنجلب إستثمارات غربية وعربية وسيأتي السواح وتزدهر الفنادق والمطاعم والبلاجات والمصايف .

قاطعه الجار المعارض:
- إي بلا فنادق بلا مسخرة نحنا إذا فزنا راح نجيب استثمارات إسلامية بالمليارات.

سأله سعيد:
- وفي أي قطاعات راح تستثمرهالأموال؟ وشو بدكن تعملو بدين الاربعين مليار ياللي تشاركت كل اطياف لبنان السياسية على تحميله للشعب ؟ لك معقولة كل طفل بيخلق في لبنان عليه دين 10 الاف دولار ؟ لبنان بلد سياحي صحيح بس السياحة مش كل شي البلد بحاجة إلى صناعة وزراعة وهاي كلها تدهورت بسبب نقار السياسيين السخيف مثل الديوكة , والزراعة الوحيدة ياللي يتربح هي حشيشة الكيف والباقي كله خسارة معقولة ؟

سكت الجاران مرة أخرى وهنا اكمل سعيد:

- شوفو يا جيران ما بدي أطوّل عليكن انا راح اعطي صوتي للفريق اللي يحارب الطائفية ويسعى لإلغائها ويحارب الفساد والنفوذ الغير مشروع لبعض الشخصيات ويحارب المحسوبية ويتعهد بان لبنان تكون كلمته بإيد أهله بس, ويكون زعمائه معهم الجنسية اللبنانية وبس مش كل واحد شايل 4 جنسيات في جيبته!!!، ويتعهد بملاحقة اللي سرقوا البلد عبر النفوذ وصاروا من أصحاب المليارات ويسترد كل ليرة منهم ويحطها في خزينة الدولة ويتعهد بان الدولة تكون هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في الاقتصاد والدفاع والسياسة ويكون السلاح فقط بايد الدولة ياللي مابتردد عن الدفاع عن حدود بلدها وابناء البلد مش يستقبلو الاسرائيلي بكاسات الشاي !!! ومحاكمة أي جهة تقيم علاقات مع أي بلد أجنبي وتستلم اموال او مساعدات اي كان نوعها, وتبطل المناصب تتوزع على فلان وعلاّن لأنه شيخ أو بيك أو صاحب مليارات, ويتعهد بتقوية الاقتصاد كله مش بس البارات والمراقص, وتوزع الكهرباء بالتساوي على كل لبنان مش منطقة 24 ومنطقة 3 ساعات باليوم.

وآخر شي يتعهد بان سفراء كل الدول يكونوا مراسلين لبلدانهم مع الحكومة وبس والسفير اللي يصرح بأي شي اله علاقة بالشان الداخلي اللبناني ينطرد ثاني يوم ويكون ولاء المواطن اللبناني للوطن وليس للطائفة .ويكون القرار اللبناني في لبنان مش اي دولة ثانية .

يالله قولوا من فيكن راح يعمل هالشي منشان بكره باروح أصوت لصالحه في الانتخابات؟

نظر الجاران إلى سعيد وحملا صحونهما الفارغة وخرجا وقال سعيد:
- لوين؟ ما جاوبتوني جيران.

ردّ عليه أحد الجيران:
- إيه روح تضرب انت وصوتك, ياللي قلته فيلم خيالي مش برنامج إنتخابي قال لبنان بدون طائفية كيف هالحكي ؟ شو انت اجدب ؟.

وأكمل الآخر:
- ان شاء بنرجعلك على انتخابات سنة 2100 يمكن هالشي يصير !!ويكمن على الارجح مايصير, خاطرك جار !

وكل انتخابات في لبنان وانتم بخير !!


* هذه القصة خيالية ولاوجود لاحداثها او شخصياتها على ارض الواقع في لبنان !!!

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية