مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الله يكفيكم شر الأفراح!!
...............................................................

بقلم د. محسن الصفار‏
.........................


ولد سعيد وترعرع في بلد غير بلده وذلك بحكم ظروف عمل والده, لم يزر سعيد بلده إلا مرات قليلة لم يتمكن خلالها من زيارة مدينة مسقط رأسه لبعدها عن العاصمة، ولكنه أخيراً قرر أن يزورها ويتعرف على أقربائه.

نزل سعيد ضيفاً على ابن عمه، في أول ليلة استيقظ سعيد فزعاً على صوت اطلاق نار من مسدس , أيقظ ابن عمه النائم بقربه فزعاً وسأله عن سبب اطلاق النار أرهف ابن العم السمع ثم قال:

- مسدس أبو غالب من عيار 9 مليمتر أكيد بقرته ولدت بالسلامة.

- بقرته ولدت بالسلامة يطلق الرصاص؟ وماذا سيفعل إذا ولدت زوجته صبي ؟

- طبعاً هذه علامات الفرحة عندنا يا ابن عمي, إذا ولدت زوجته صبي فستضيء السماء من كثرة الرصاص !!

في اليوم التالي كان سعيد راكباً السيارة مع ابن عمه يتجولان في أحد الشوارع فإذا فجأة برجل يوقف سيارته في وسط الشارع ويفتح الصندوق ويخرج رشّاشاً ويبدأ بإطلاق النار في الهواء، فزع سعيد و أحنى رأسه وقال لابن عمه:

- احني رأسك يبدو أن هناك هجوم إرهابي.

ضحك ابن العم وقال:

- أي هجوم إرهابي الله يسامحك يا بن العم هذا جارنا محمد أكيد ابنه نجح في التوجيهي ومن فرحته صار يطلق النار في الهواء.

طار عقل سعيد من هذه الفرحة الغريبة وسأل ابن عمه:

- ولكن ما دخل السلاح الحربي بالفرحة؟ السلاح أداة قتل وموت وليست من علامات الفرح والسرور فكيف يعبر الشخص عن فرحته بأن يطلق الرصاص؟ ثم إلا توقف الشرطة هذا الفعل ؟ أليس مخالفا للقانون

- والله هذه هي العادات والشرطة ستوقف من أو من؟ الكل في هذه المدينة يمارس هذا التقليد

- ولكن ألا تحصل حوادث من جراء اطلاق النار العشوائي؟

- كثير هناك قتلى وهناك جرحى ولكن الأصول أصول.

وبينما هما يتحدثان وإذ بعشرات الرشّاشات تطلق النار في الهواء في مشهد يشبه ساحة حرب حقيقية وسقطت رصاصة على زجاج السيارة وكسرته، نطق سعيد بالشهادتين وتيقن أنه ملاق ربه اليوم ولكن بعد دقائق سكت الرصاص وشاهد وجه ابن عمه المبتسم وهو يقول:

- لماذا خفت يا ابن عمي؟ هؤلاء الأصحاب والجيران ردوا على تحية محمود بتحية مثلها أو أحسن منها.

- أحسن منهما كيف؟ سيطلقون صواريخ أرض أرض مثلاً؟

- لا يا رجل ليس لهذا الحد أنت تبالغ هذه عادات وتقليد. واسمح لي سأخرج الرشاش من الصندوق وأقوم بالواجب عيب الرجل يزعل .

في اليوم التالي استلم سعيد مظروفاً وما إن فتحه حتى بدأ بجمع ثيابه سأله ابن العم :

- خير يا سعيد ما الذي حصل؟ لماذا تجمع ثيابك؟

- والله اجتني دعوة على عرس.

- ولماذا تهرب هكذا كأنك عامل عملة؟

- لأني بعد أن رأيت اطلاق المسدس بسبب ولادة بقرة والرشاشات بسبب النجاح في التوجيهي فأنا متأكد أن العرس لن يمضي دون اطلاق قذائف الار بي جي ومضادات الطائرات فالأسلم لي أن أهرب قبل أن يصيبني صاروخ طائش من شخص فرحان زيادة عن اللزوم ، يا أخي إذا كانت أفراحكم كلها رصاص ونار الله يستر من عداواتكم ساعتها القنابل الذرية ما تكفيكم. خلني أهرب والله يكفينا شر الأفراح
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية