| | | | بنوك أم نوادي خاصة؟ ...............................................................
بقلم : محسن الصفار ......................
عندما دخل سعيد إلى البنك على أمل الحصول على قرض يسدّ به بعض احتياجاته الطارئة , كان على ثقة كاملة بأنه سيحصل على ما يريد لأن تاريخه المصرفي لا تشوبه أي شائبة ومرتبه عالي بما فيه الكفاية للحصول على القرض، جلس على الكرسي وتحدث مع الموظف عن طلبه فأعطاه الاخير عدد من الاستمارات ليملأها وطلب منه إحضار وثائق إثبات ووعده بالرّد بعد 3 أيام. ولدى إنتهاء المدة ذهب سعيد إلى نفس الموظف الذي أخرج ملفه ونظر بداخله ثم قال له:
- أعتذر يا سيد سعيد فقد تم رفض طلبك. - والسبب؟ - بصراحة عدة أسباب أولها أنك تبلغ من العمر 54 عماً وهي سن حرجة, وبلغة البنك أنت أقرب للموت منك للحياة. - سبحان الله الأعمار بيد الله يا أخي. - اصحاب البنوك يفهمون لغة واحدة هي لغة الارقام وليس الغيبيات وعدا عن ذلك , لفتحوا مصلحة أخرى و ثاني سبب أن عليك مدفوعات شهرية تبلغ 30% من راتبك. - ولكن القانون يجيز إلى 50%. - قانون هذا البلد نعم ولكننا نتبع قوانين دولة أخرى ينتمي إليها مساهمي البنك.
- كلامك غريب يا أستاذ أنتم بنك مرخص في هذه الدولة وعليكم إتباع قوانينها وليس أي بلد آخر.
- والله عندك المصرف المركزي ويمكنك تقديم شكوى إذا أحببت وفي النهاية نحن احرار بفلوسنا .
- أما ثالث سبب فهو ... وهنا رنّ جرس التلفون وردّ الموظف وبدأت على وجهه علامات الاهتمام عنما سمع صوت الطرف الآخر وقال: - نعم نعم أهلاً أستاذ ابو الذهب, أي أوامر؟ طلب قرض لأحد أصدقائك؟ من عيني, إذا لم نقرض أصدقاء الاستاذ ابو الذهب فمن سنقرض؟ أي مشكلة؟ عمره 65 سنة؟ ياسيدي 65 سنة هذا في عز شبابه, ثم من نكون نحن لنقرر كم يعيش الانسان الأعمار بيد الله وحده!!! وماذا أيضا؟ عليه دفعات تبلغ 60% من راتبه؟ ليس هناك مشكلة القانون يسمح حتى 50% والبنك على مسئوليته يمكنه رفع النسبة إلى 70%، الأوراق؟ لا بأس سنضع المبلغ في حسابه ويمكنه أن يجلب الأوراق على راحته، لا شكر على واجب يا استاذ ابو الذهب هذا واجبنا فالبنك مؤسسة تهدف الى خدمة الزبائن اولا واخيرا , تحياتي وسلامي للأهل.
تعجّب سعيد من هذه المكالمة التي تناقض كل ما قاله له الموظف ,وتلهف لسماع ما سيقوله له بعدها، فتح الموظف الملف واكمل كلامه لسعيد: - أما السبب الثالث للرفض فهو.... خرج سعيد من البنك وهو يفكر هل هذا بنك أم نادي خاص للأعضاء 06/11/2014
مصرنا ©
| | ..................................................................................... | |
| | | | |
|
|