مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 إفلاس الصحافة المصرية

 

الشريف

 

بقلم : سعد رجب صادق
..........................


المتأمل فى حال الصحافة المصرية يستطيع بسهولة أن يميز أربعة نماذج للإفلاس الفكرى والأخلاقى والمهنى والوطنى ، والعجيب أن أصحاب تلك النماذج يظنون أنهم يحسنون صنعا ، ويتوهمون أنهم رواد التنوير والحداثة ، وقادة الإصلاح والتغيير ، والأغرب من ذلك أن خيالاتهم أوعزت إليهم أن الإنسان المصرى مرتكس فى المذلة والهوان ، يعانى ويلات الفقر والتخلف والاستبداد ، لأنه لا يستجيب لدعاواهم ، ولا ينتفض لإشاراتهم ، وتناسوا جميعا أن ذلك الإنسان لو توسّم فيهم خيرا لتبعهم ، ولو وجد فيهم أمانة وإخلاصا لصدّقهم ، ولكنه يعلم بفطرته أنهم كاذبون منافقون مدلسون متاجرون بماضيه وحاضره ومستقبله .

النموذج الأول هو صحافة الندب والولولة .. مقالات لا تعرف غير البكاء والعويل على حظنا العاثر ، وما آلت إليه أحوالنا المائلة ، وكيف تقدم الآخرون وتأخرنا ، وكيف يسابقون الزمن ونحن نمشى الهوينى ، وكيف تتحسن أحوالهم وتزداد أحوالنا سوءا ، وكيف ينعمون بالحرية ونعانى من الاستبداد ، ويرفلون فى النعيم ونتلظى فى الشقاء ، وكأن القارئ يكاد يسمع كتابها ينتحبون ، ويراهم يلطمون الخدود ، ويشقون الجيوب ، ويهيلون التراب على أدمغتهم الفاضية ، ولو تفرغ هؤلاء لمشاكل المجتمع وقضاياه ، يعرضونها بدون تهوين أو تهويل ، ويبحثون فى أسبابها بدقة وحيادية ، ويقدمون لها الحلول والمقترحات ، لو فعلوا ذلك لكان خيرا لهم ولقرائهم ، ولرفعوا درجة الوعى والإدراك بين الناس ، ولشحذوا الهمم والعزائم لإصلاح الأحوال وتحسينها .

النموذج الثانى هو صحافة الردح والشرشحة .. مقالات تشتم فى رئيس البلاد على مكثه فى الحكم لكل تلك السنوات ، وتسب فى ابنه المنتظر للحظة التوريث ، وتهجو كل الوزراء والمسؤولين على تفريطهم فى حال التعليم ، وعلى تقصيرهم فى تحقيق الاكتفاء من القمح وغيره من المحاصيل ، وعلى بيعهم القطاع العام بأرخص الأثمان ، وعلى قتل الصناعة الوطنية وتحويل مصر لسوق للاستيراد والاستهلاك ، وعلى إغفالهم لشبابنا وفتياتنا حتى عز عليهم الزواج ، وفقدوا الولاء والانتماء ، وفضلوا الهجرة ولو انتهى بهم الحال فى قاع البحار أو فى بلاد غير البلاد ، وعلى ما يعانيه الناس فى المصالح الحكومية من وقف الحال ، وما يعانونه فى أقسام الشرطة من المذلة والامتهان ، وعلى تخليهم عن بعدنا العربى والإسلامى والأفريقى حتى انكشفت ظهورنا ، واقتربت الأخطار من حدودنا ، وبُنيت السدود لحجز الماء عن نيلنا ، وغير ذلك الكثير مما يحتاج إلى قوائم طوال ، ولو حث هؤلاء الناس جميعا على أداء أعمالهم ، والقيام بواجباتهم ، وضربوا لهم المثل والقدوة ، حتى يصبح حب العمل وحب الإتقان عادة لصيقة فى طباعنا وسلوكياتنا ، لو فعلوا ذلك لما احتجنا للردح والشرشحة ، ولأرسينا أسس التعامل الحضارى القائم على احترام القوانين والضوابط .

النموذج الثالث هو صحافة التدليس والكذب والنفاق .. مقالات تتحدث عن حق المرأة ، وتنسى حق الرجل ، وحق الطفل ، وحق الأسرة ، وحق المجتمع بأكمله ، وتتحدث عن حق الأقلية القبطية ، وتنسى حق الأغلبية المسلمة ، وتتحدث عن حق أهل النوبة ، وتنسى الإهمال الواقع على صعيد مصر كله ، وتتحدث عن حق البهائيين ، وحق الارتداد عن الدين ، وتنسى أن للمجتمع المسلم حق إقامة شريعته ، وحق تطبيق حدوده ، وصيانة أبناءه من المرجفين والفاسدين ومن يفتنون الناس عن ملتهم وعقيدتهم ، وتتحدث عن فرعونية مصر التى كانت من آلاف السنين ، وتنسى عروبتها وإسلامها الآن ، وتتحدث عن دور الحملة الفرنسية فى نهضة مصر وتنسى أنها كانت احتلالا بغيضا ككل صور الاحتلال ، ولو اهتم هؤلاء بهويتنا الإسلامية ، ولغتنا العربية ، وكيف نحافظ عليهما ، مع الاستفادة من كل التقنيات الحديثة ، والانجازات العلمية والفكرية التى هى تراث بشرى مملوك للناس جميعا ، لو فعلوا ذلك لما كنا نعانى الآن من فقدان الهوية ، وضياع الانتماء ، والتغريب فى سلوكياتنا وعاداتنا، حتى أصبحنا أمساخا مشوهة ، مذبذبة بين هؤلاء وهؤلاء .

النموذج الرابع هو صحافة التطاول على الله سبحانه .. مقالات تناصب الخالق الرازق العداء ، ويجعل كتابها من ذواتهم الهزيلة أندادا لملك الملوك ، وهم لا يفعلون ذلك عن جهل ، وإنما عميت أبصارهم ، وأظلمت بصائرهم ، فانطلقوا فى سفه ووقاحة ظانين أن اجتهاداتهم البشرية أكثر نفعا للبشرية من شريعة المولى عز وجل ، والمتابع المدقق لما تنشره الصحافة والمجلات المصرية يجد كما هائلا من تلك الكتابات ، ويجد من يدافعون عنها تحت حجج واهية مثل حرية التعبير ، وحرية الإبداع ، وضرورة إطلاق العقل البشرى من عقال العرف والدين ، فإذا تأمل المرء ذلك الإبداع تملكته الدهشة من سطحية الأفكار وضحالتها ، وتفاهة المعانى وتدنيها ، وتطفح بتلك الترهات كتابات الكثيرين مثل جمال البنا وخالد منتصر ووسيم السيسى وحلمى النمنم وسحر الجعارة وفاطمة الناعوت ورضا البهات ونوال السعداوى وغيرهم ، ومن الأمثلة الصارخة على ذلك ما كتبه سليمان جودة فى المصرى اليوم بتاريخ 8-11-2010 تحت عنوان ( يد الفريق شفيق ) : ( الذين أخذوا طائرة مصر للطيران ... لا بد أنهم لاحظوا أن نداء ينطلق بالصوت والصورة داخل الطائرة بمجرد استقرار كل راكب على مقعده ، وهو نداء يتضمن آية من آيات القرآن الكريم تقال فى العادة عند السفر ، ومع الآية دعاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام يوصف بأنه دعاء السفر‍! ، لا اعتراض أبدا على الآية ، ولا اعتراض مطلقا على الدعاء المرفق بها ، ولكن الاعتراض على اختيار هذه الآية بالذات من بين 6236 آية فى القرآن الكريم ، ثم يبقى الاعتراض بقوة أيضا على اختيار هذا الدعاء على وجه الخصوص ... نقول هذا دون حرج لأنه ليس معقولا أن يسمع الراكب بمجرد وصوله إلى المقعد عبارات من قبيل " كآبة المنظر " و " سوء المنقلب " ، وقبل ذلك يكون الراكب نفسه قد أحس قطعا بخوف فى داخله وهو يسمع النداء يقول : " وإنا إلى ربنا لمنقلبون ! " ... هذا التسجيل ... فى حاجة ... إلى إعادة نظر عاجلة ، وإلى تطوير أيضا ، لأن القصد عند بداية كل رحلة إنما هو طمأنة الناس ... وليس القصد ... تأبين كل واحد ) ، وسليمان جودة معروف بتلك الشطحات البلهاء ، ومعروف أيضا بشططه فى الخصومة ، ولججه فى العداوة ، وإصراره على أخطائه ، ولهذا عندما وجد تعليقات القراء ، ومقالات بعض الصحافيين الآخرين ، توجه له النقد على اقتراحه ، كتب مقالا ثانيا بعنوان ( وضع لا يرضاه الفريق شفيق ) ، دافع فيه عن رأيه ، وخلص مرة أخرى إلى أن ( أغلب الظن أن الوضع بصورته الحالية على طائراتنا ينفر ولا يبشر بسبب سوء اختيار - يقصد اختيار آية ودعاء السفر - ، علاوة على أننا يجب أن نراعى أن هذه الطائرات يركبها أجانب ليسوا مصريين ولا مسلمين ، ويركبها مصريون غير مسلمين ) [ المصرى اليوم 10-11-2010 ] ، وكأنه هنا يظهر مكنون نفسه ، فكل ما يعنيه الأجانب والمصريين غير المسلمين ، رغم أن الأجانب فى غالبيتهم من أكثر الناس تقديرا واحتراما لمن يتمسكون بعاداتهم ، إنه هنا يفعل ما ذكرته آنفا من الحديث عن حق الأقلية وتجاهل حق الغالبية فى طقوسها ودينها ، كما أنه يتجاهل أن آيات القرآن الكريم وأحاديث رسول الله (ص) ليست مجالا للتفاضل والاختيار والانتقاء ، والدعاء والآية موضع اعتراض جودة لمن يملك القلب الخاشع والعقل السليم غاية فى طمأنينة القلب والنفس : كان (ص) إذا خرج من بيته ، وأراد ركوب دابته ، يقول : ( بسم الله ، فإذا ما استوى عليها قال : الحمد لله الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، ثم يقول : الحمد لله ثلاث مرات ، الله أكبر ثلاث مرات ، سبحانك إنى ظلمت نفسى فاغفر لى إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، ويقول : اللهم نسألك فى سفرنا هذا البر والتقوى ، ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا ، وَاطْوِ عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب فى السفر ، والخليفة فى الأهل ، اللهم إنى أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب فى المال والأهل ، وإذا رجع من سفره قالهن وزاد فيهن : آيبون ، تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون ).

وسليمان جودة كما أسلفت لا يكف عن تلك الآراء المختلة ، ومن ذلك ما ذكره فى مقاله ( لا .. يا شيخ ) ، وفيه يتعرض بالنقد لأحد أصحاب الفنادق ، ولشركة مصر للطيران على منعهما تقديم الخمور :( قرار الشيخ عبد العزيز البراهيم صاحب فندق جراند حياة فى القاهرة بمنع تقديم الخمور يحتاج إلى وقفة ... هنا نتكلم عن صناعة عالمية اسمها صناعة السياحة وهى لها شروط ولها مقتضيات ولها مواصفات دولية لم نضعها نحن ... إنها صناعة مثل أى صناعة لها مقاييس ومعايير ... وهناك تجربة مشابهة لمصر للطيران فى هذا الاتجاه ) [ المصرى اليوم 5-5-2008 ] ، وكأننا لا بد لنا من تقليد الآخرين فى كل شئ ، حتى وإن كان حراما فى ديننا وثقافتنا ، وكأن الصناعة التى يتحدث عنها معاييرها مقدسة ، لا تقبل التغيير ، ولا بد من فرضها على الجميع ، والعجب العجاب هنا أن جودة لا يتجاهل مقاييس صناعة السياحة ومعاييرها اللامقدسة ، بينما يتجاهل أحكام ديننا وضوابطه المقدسة ، ويتجاهل أيضا أن دولا مثل تركيا وغيرها بدأت فى تقديم نوع جديد من السياحة النظيفة الخالية من الخمور وغيرها من المحرمات ، وتجد إقبالا كبيرا من جمهور يروق له تلك النوعية من الخدمات ، ولا يكتفى جودة بهذا المقال بل يمارس عادته فى الجدل والمهاترة فيكتب مرة أخرى فى الموضوع محاولا تسويق آرائه البائرة .

وفى العام الماضى أصاب سليمان جودة الانزعاج الشديد عندما وجد بعضا من المصريين عندما يردون على التليفون ، بدلا من أن يقولوا ألو أو هالو ، يقولون السلام عليكم ، فكتب سلسلة من المقالات فى المصرى اليوم يسفسط فيها ويزيد ويعيد ، وكأن شبكة التليفونات المحلية والعالمية سيدب فيها الاضطراب ، وستنشب الحرب الأهلية فى مصر بين فريق ألو المتحضر المتعصرن ، وفريق السلام عليكم الرجعى الظلامى ، الذى يريد أن يعيدنا إلى الكهوف والمغارات ، ويحرمنا من مباهج الحياة الحديثة ، والمثير للتقزز فى حملات جودة وأمثاله من دعاة الحرية والإبداع ، أنهم يريدون ذلك لهم وليس لغيرهم ، فهم أحرار فى قول ألو وهالو ، والآخرون ليسوا أحرارا فى قول السلام عليكم ، وقد دعانا الله سبحانه إلى إفشاء السلام بيننا ، ( فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة ) النور 61 ، ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شئ حسيبا ) النساء 43 ، ( ودعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) يونس 10 ، ودعانا رسوله الكريم (ص) إلى نفس الدعوة ( إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك ) الترمذى ، ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أَوَلا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) مسلم ، وفى حديث آخر متفق عليه ( أن رجلا سأل رسول الله (ص) : أى الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) ، أليس أمرا عجبا أن فقهاء المسلمين قد أجمع غالبيتهم على أن السلام سنة ، وأن رده فرض ، بينما سليمان جودة يريد أن يجعل ألو فرضا ، والسلام عليكم حراما أو مكروها ؟!، أليس الأولى بسليمان بدل أن يبدد جهده فيما لا ينفع أن يركز ذلك الجهد فى دعوة شركة مصر للطيران وشركات الفنادق إلى تقديم خدمة متميزة ، ومعاملة طيبة للزبائن ، تعكس التميز والخصوصية الدينية والحضارية لبلادنا ؟! أليس من ألأولى له أن يدعو الناس إلى التواد والتراحم وإحسان المعاملة بدل هذا الكلام الفارغ عن ألو وهالو ؟!

غير أن مشكلة تلك النوعية مع الكُتاب لا تتوقف عند القضايا التى تؤرق جودة ، وتقض مضجعه ، وإنما تمتد لتشمل الإسلام كله ، ولذلك فهم يريدوننا أن نخرج تماما من ديننا ، ونتخلى عن ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ، من أجل اللهاث تارة شرقا وتارة غربا ، والدلائل على ذلك كثيرة ، ومنها مثلا استطلاعا لآراء القراء نشرته صحيفة الشروق بتاريخ 8-7-2010 وفيه ( بعد أن أطلق شاب إيرانى مناشدة دولية لمساعدة والدته التى تواجه عقوبة الرجم حتى الموت بتهمة الزنا ، بموجب حكم أصدرته السلطة القضائية فى تبريز بإيران ، هل ترى أن الرجم هو حكم لحدود شرعية ؟ وما هى الأدلة التى تسمح بتطبيق الحكم ؟ هل ترى ملاءمة هذه العقوبة للعصر الحديث والقرن الحادى والعشرين ؟ شاركنا برأيك ) ، إلى هذا الحد يريدون الناس أن تقول رأيها فى أحكام الله وحدوده ، وكأنها قضايا يجوز فيها الاستطلاع أساسا ، فإذا مثلا صوت %51 بلا ، جاز لنا أن نلغى الشريعة ، وفات الصحيفة أيضا أن الأمانة العلمية تقتضى أن تذكر للقارئ أن تلك المرأة متهمة أيضا بالاشتراك فى قتل زوجها ، وأن القضية مازالت منظورة أمام المحاكم ، ولم يصدر فيها حكم نهائى بعد .

وفى دليل آخر على أن المقصد هو الإسلام كله ، كتب حامد عبد الصمد مقالا بعنوان ( هل أفلست الحضارة الإسلامية ؟ ) ، نشرته صحيفة اليوم السابع بتاريخ 10-10-2009 ، وفيه يقول : ( آن الأوان أن نشهر إفلاسنا ... علينا أن نقول وداعا لرموزنا وأبطالنا ... علينا أن نودع مفهومنا القديم للشرف والكرامة ، ونستبدله بمفهوم جديد أكثر نفعا لنا ... علينا أن نحرر مقرراتنا التعليمية من هذه المناهج التى تقسم العالم إلى كافر ومؤمن ... علينا أن نقول وداعا لثوابت الأمة إذا كانت ستقف عائقا أمام تحررنا وتقدمنا... آن الأوان أن نشهر إفلاسنا لعلنا نبدأ بداية جديدة على أسس جديدة بعيدا عن النفخة الكدابة والمشاعر المتقيحة ... روح المدنية والحداثة هى الحرية والفردية ، وحرية البحث العلمى والفكر ، والمساواة التامة بين الرجل والمرأة ، والقدرة على نقد الذات ، ونقد التراث ، ولكننا بدلا من ذلك تجدنا نتمسك بما يسمى بثوابت الأمة ، ويعلم الله أننى لا أدرى ما هى ثوابت هذه الأمة ) .

والسؤال المشروع بعد كل ذلك هو : هل كان سليمان جودة مثلا سيدبج المقالات لو أن شركة مصر للطيران أظهرت فتاة بلباس البحر تتمنى للركاب رحلة طيبة ؟! وهل كان سينزعج لو أن الفنادق وشركات الطيران رفعت شعار " زجاجة خمر أو جرعة هيروين لكل نزيل ولكل مسافر ؟! وهل كان سيغضب لو أن المصرين قالوا : شالوم عند الرد على التليفون ؟ أم أن ذلك عنده من التطبيع المحمود الذى يطهر القلوب من عداوات الماضى ؟! وهل يحق لمفلس لا يعرف ثوابت الأمة أن يتحدث عن إفلاس الحضارة الإسلامية ؟! وماذا سيكون حالنا لو أن كل هؤلاء المفلسين من الكتاب فعلوا شيئا نافعا ولو صغيرا بدلا من التنظير والثرثرة ؟!!

( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ) الزمر 45

سعد رجب صادق
saad1953@msn.com

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية