مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 العذرية والسينما المصرية وأغشية البكارة الصينية
...............................................................

 

 أغشية البكارة الصينية

 

بقلم : سعد رجب صادق
............................

العذرية ليست موضوعا خفيفا للهزل والتسلية ، وليست أمرا مرتبطا بفرد واحد أو مجموعة قليلة من الأفراد ، وانما قضية هامة لها أبعاد وآثار على الفرد والأسرة والمجتمع بأكمله ، وخلال العقود القليلة الماضية طرأت على المجتمع المصرى ، والمجتمعات العربية والاسلامية عموما تغيرات كبيرة ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية ، أحدثت خللا هائلا فى أفكار الناس وتصوراتهم ، وزعزعت كثيرا من المعانى الراسخة فى أذهانهم ، وبدلت من مواقفهم وسلوكياتهم ، وقد أدت تلك الموجة العارمة التى تجتاح مجتمعاتنا بجانب ما أحدثته فى القيم والمفاهيم ، الى خلخلة الولاء والانتماء للأمة بدينها وتراثها وتاريخها ، وافراز أجيال ضحلة مائعة ، انبهرت بالثقافات الغربية ، وعشقت كل ما هو مستورد ، وقلدت كل ما هو غريب ، وليت الأمر اقتصر على ذلك ، فقد ساعدت الأنظمة الحاكمة بفسادها واستبدادها ، الى احداث تدهور شامل فى اقتصاديات بلادها ، وانهيار كامل فى كل مناحى الحياة ، من تعليم وعمالة ورعاية صحية وتوزيع للثروة واسكان وخدمات ومرافق وغيرها ، وقد ساعدت النخبة الضالة المضللة الأنظمة فى أداء دورها التدميرى لحاضر الأمة ومستقبلها ، بنفاقها وتملقها ، وتشريقها وتغريبها للعقول ، وتخليها عن دورها فى التوعية والتنوير والتحديث ، وشحذ الهمم والعزائم ، فماذا كانت النتيجة ؟ شباب جاهل ، لم يتعلم شيئا ، ولم يتدرب على شئ ، وبافتقاده للعلم والخبرة والمران ، افتقد فرص العمل ، وامكانية الحياة الكريمة ، خاصة مع منظومة اقتصادية فاسدة ، تهتم بأصحاب الثروة ، وتهمل غالبية الناس ، حتى أصبح حلم الحصول على مسكن ، وأمل الزواج وتكوين الأسرة ، أمرا صعب التحقيق ، بعيد المنال ، وفى تلك الأجواء المضطربة نشط العلمانيون والمستغربون فى الفن والاعلام يتلاعبون بالعقول والقلوب ، ويقللون من دور القيم والأخلاق ، وأهمية العذرية والعفاف ، ويتعرض هذا المقال للعذرية ، والجوانب المختلفة المرتبطة بها .

أولا : لماذا يجب الحديث عن العذرية ؟
والأسباب لذلك كثيرة ، ومنها :

1- أن الله سبحانه أمرنا بالعفة واحصان الفرج ، ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ان الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ...) النور 30-31 ، ووصف المؤمنين ( والذين هم لفروجهم حافظون . الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فانهم غير ملومين . فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) المؤمنون 5-7 ، ( والحافظين فروجهم والحافظات ) الأحزاب 35 ، وشرع كل ما يساعد على العفة من غض البصر ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم...وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن...) النور 30-31 ، والتأكيد على الحشمة ، ومواصفات الزى الاسلامى ( يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن...) الأحزاب 59 ، ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) الأحزاب 33 ، ( ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن...) النور 31 ، ( ...ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) النور 31 ، والدعوة الى الزواج لمن يقدر عليه ، عن ابن مسعود (رض) ، قال (ص) : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج ...) صحيح البخارى ، والباءة هى تكاليف الزواج .

2- وحرم الزنا ( ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا ) الاسراء 32

3- وجعله كبيرة توجب على صاحبها الحد فى الدنيا ( الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) النور 2 ، وتستوجب نفور الجماعة المؤمنة من الزناة ( الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين ) النور 3

4- وغضبه جل وعلا فى الآخرة ( والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى آثاما . يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا . الا من تاب وآمن وعمل صالحا فألئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) الفرقان 68-70

5- كما أن القتل المرتبط بما يعرف بجرائم الشرف ، فى مصر وغيرها من بلاد المسلمين ، يترتب عليه مفاسد كثيرة للأفراد والأسر والمجتمع ، مما يخالف شرع الله سبحانه ، وما حده من حدود.

ثانيا : العذرية والفن والاعلام

دأب أهل الفن والاعلام على التهوين من قيمة العذرية ، وجعلها رمزا للتخلف والرجعية ، وكبتا واعناتا للشباب ، وأمرا من الماضى ، الذى يجب أن نتحرر منه ومن تبعاته ، وطوال عقود عديدة قدمت لنا السينما المصرية أفلاما مختلفة للفتاة التى تفقد عذريتها فى علاقات الحب السينمائية ، أو تحت مبرر الوعد بالزواج ، ويستدر صناع تلك الأفلام عطف الناس وشفقتهم عليها ، باظهارها طيبة رقيقة ، ولكنها سرعان ما تجد نفسها حاملا ، أما الحبيب فقد سافر للدراسة ، أو أرسله والده الباشا للخارج للتنزه أو التعاقد على عمل من أعمال التجارة ، أو غير ذلك من التلفيقات، وتضطرالبنت والتى عادة ما تكون فقيرة للهرب خوفا من الفضيحة ، لتلقى الصدفة السينمائية فى طريقها برجل من أهل الخير والاحسان ، فيرعاها أو يتزوجها ، وغير ذلك من المعالجات البلهاء ، وفى الماضى جسدت فاتن حمامة ومريم فخر الدين وغيرهما هذا النموذج الضحية ، وجسدته فى الحاضر عديدات من الممثلات ، ورغم أن تلك الأفلام جميعها حاولت جاهدة تقديم الفتاة فى صورة تبعث على تعاطف الناس ورحمتهم بها ، الا أن الفارق الجوهرى فى المعالجة بين أفلام الأمس واليوم ، أن أفلام الأمس لم ترفض تماما قيمة العذرية ، ولكنها دعت الى تفهم موقف الفتاة ، والاشفاق عليها ، وعدم القسوة فى نظرة المجتمع اليها ، وتعامله معها ، أما أفلام اليوم فتجعل من العذرية شيئا غير ذى أهمية ، وتوجد المبررات والمعاذير للفتاة فى نفس الوقت ، ومن أمثلة ذلك فيلم ( زى الهوى ) ، والذى كتب القصة والسيناريو والحوار له أحمد عبد الفتاح ، وأخرجه أكرم فريد ، وعرض عام 2006 ، وقام بالدور الرئيسى فيه خالد النبوى ، الذى ماتت والدته ، وتركت له أختا متأخرة عقليا ، ولكونه مهندسا يعمل فى ورشة غادة عبد الرازق ، ويرتبط بها فى نفس الوقت فى علاقة جنسية محرمة ، وفى الأدوار الجانبية ريهام عبد الغفور ، التى فقدت عذريتها فى علاقة من تلك العلاقات ، فيقول لها محمود عبد الغنى : ( فيه حاجات كتير أهم من الفرجينيتى) ، والفرجينيتى virginity هى العذرية ، أى أن الفيلم خلال أحداثة البالغة السطحية ، ومعالجاته التى تتصف بالعته والبله يريد أن يقول لنا ببساطة ، وبدون لف ودوران أن العذرية لا قيمة لها ، وأن أشياء أخرى كثيرة أهم وأولى منها ، وهذا ما أظنه غرض الفيلم وهدفه ، حتى وان جاء الافصاح عنه للمواربة فى أحد الأدوار الجانبية .

ولا يقتصر الأمر على تضليل السينما لروادها ، والذين هم عادة من صغار السن ، وانما يلعب الاعلام أيضا دورا تضليليا خطيرا فى هذا المجال ، ومن رائدات التضليل نوال السعداوى ، والتى أفنت عمرها تتهجم على ما تسميه المجتمع الذكورى ، وهو مجتمع وهمى لم تعرفه البشرية ، ولا يوجد الا فى خيالها ، وتدعو الى حرية المرأة الجنسية ، تقول فى مقالها ( حيرة المرأة بين الجنس والفقر ) ، والمنشور بتاريخ 23-3-2010 ، فى صحيفة المصرى اليوم : ( ...ربط مشاكل المرأة الجنسية - الختان ، العذرية ، المفهوم الخاطئ للشرف ، البغاء المقنع فى الزواج ..الخ - بمشاكلها الاقتصادية والاجتماعية - الفقر والأمية - حرمانها من العمل بأجر - تميز الولد عن البنت ..الخ ...ثم تمضى فى مقالها متعاطفة مع كاتبة شابة لم تسمها ( وأظنها تعنى نفسها فى بدايات عملها بالكتابة) ، كتبت مقالا عن التحرير الجنسى للمرأة ، وأن تحرير الجسد يتبع تحرير العقل ، وشرحت فيه مخاطر القيود الجسدية على صحة النساء الجنسية والنفسية ، وربطت بين ما تسميه الختان الجسدى والختان العقلى ، مما جلب عليها تهمة أنها لا تؤمن بالعذرية والفضيلة ، وأن مقالها تشجيع للنساء على الفساد الأخلاقى ) ، والعجيب أن نوال السعداوى وأمثالها لم يشرحن لنا المقصود بالتحرير الجنسى للمرأة ، وهو ما لا يحتمل الا معنى واحدا ، لا يمكن الا أن يكون حرية الزنا ، وهى حرية ليست موجودة على اطلاقها ، حتى فى المجتمعات غير الاسلامية ، والتى تنظر للمرأة اللعوب نظرة تفتقد الى الاحترام والتقدير ، وتتصف بالشك والريبة ، وفى تلك المجتمعات عندما ترتبط المرأة بعلاقة مع رجل ما ، يصبح واجبا عرفيا وأخلاقيا عليها الاخلاص والوفاء له ، وعدم خيانته ، حتى وان كان هذا الارتباط بغير زواج ، كما أن جعل العذرية من مشاكل المرأة الجنسية ، والتلاعب بالألفاظ فى الاشارة الى ما تسميه المفهوم الخاطئ للشرف ، لهو الهزل والعبث بعينه ، فالعذرية ليست مشكلة جنسية ، وانما دليل للطهر والعفاف ، والشرف مفهوم وسلوك عام ، يشمل من ضمن ما يشمل العذرية .

أما ايناس الدغيدى فهى نموذج نسوى آخر ، لها ريادة ودور متميز فى الالهاء والتضليل ، من خلال أفلامها التى تعرضت فيها لموضوع العذرية وغيرها ، وبرامجها التلفزيونية ، حيث لا ترى حرجا من علاقات الشباب الجنسية قبل الزواج ، تقول حسب ما نشرته المصريون بتاريخ 18-3-2010 ، نقلا عن حديثها مع وائل الأبراشى على فضائية نايل لايف : ( أرفض العقد ، وأدعو لوجود فكر جديد مع الشباب المحروم ، والمقيد بالحلال والحرام ... ما المانع من أن يكون للشباب هفوات جنسية ، تجعلهم يستفيدون منها فى حياتهم ، وتعطيهم خبرات ) .

ثالثا : هل العذرية فعلا فقدت أهميتها وقيمتها فى المجتمعات المعاصرة ؟

الاجابة على هذا السؤال نلتمسها عند الباحثين والمتخصصين فى علم النفس والاجتماع وشئون الأسرة ، وليس عند الفاسدين والمضللين من تجار الفن والاعلام ، يقول Donald Orr فى بحثه المنشور بالمجلة الأكاديمية الأمريكية Pediatrics , vol. 87 , no. 2 , Feb. 1991 ، بعنوان Premature Sexual Activity as Indicator of Psychological Risk ( العلاقات الجنسية المبكرة ودلالاتها على المخاطر النفسية ) ، وفيه يقارن بين الفتيات اللائى فقدن عذريتهن ، ومن لم يفقدنها ، فى الفئة العمرية 16 عاما ، ويخلص الى أن الفتيات اللائى فقدن عذريتهن يكن ست مرات أكثر قابلية لتناول الكحول مقارنة بمن احتفظن بعذريتهن ، وعشر مرات أكثر قابلية لتدخين المخدرات ، وأربع مرات أكثر قابلية لترك الدراسة ، وتسع مرات أكثر قابلية للقبض عليهن فى مخالفات قانونية ، وست مرات أكثر قابلية للتفكير فى الانتحار .

بينما يذكر Ray E. Short فى كتابه Sex , Dating and Love ( الجنس والعلاقات والحب )، والصادر عام 1994 ، عن دار Augsburg Publishing House ، أن من تمارس الجنس قبل الزواج ستكون على الأرجح أكثر عرضة للطلاق ، وأكثر قابلية للخيانة والزنا بعد الزواج ، كما ستكون أكثر احساسا بالحرمان من الارتباط العاطفى الذى يحدثه الجنس فى العلاقة الزوجية ، وتكون أيضا أقل رضا بحياتها الجنسية ، وأقل سعادة مع زوجها، وقد أجمعت كثير من الدراسات على الأضرار المتعددة لفقد العذرية قبل الزواج ، ومنها : افتقاد الاحساس بالارتباط مع الزوج ، وضعف المقاومة للعلاقات الجنسية المتعددة promiscuity ، وسوء السمعة bad name ، والاساءة للأسرة ، والفصام بين الجنس والحب وامتداد ذلك لما بعد الزواج sex not necessarily love ، والاصابة بالأمراض الجنسية ، وتدمير الثقة destroy life long trust ، والاحساس بالذنب guilt complexes ، وسوء اختيار الزوج أو اختياره للأسباب الخاطئة ، والتعرض للحمل ، والاجهاض ، أو رعاية الطفل بمفردها single mother ، وقد وجدت الدراسات والاحصائيات أيضا أن الأزواج الذين لم يفقدوا عذريتهم قبل الزواج يجدون لذة جنسية أكثر ، ويمارسون الجنس أكثر more frequently ، وينطبق هذا على كلا الجنسين ، ولذلك فليس عجيبا أن تتصاعد الدعوات فى المجتمع الأمريكى للاحصان والعفة بين تلاميذ المدارس ، والانتظار حتى الزواج ، وترى Valerie Huber المسئولة عن برنامج الاحصان فى التعليم فى الولايات المتحدة Executive Director of the National Abstinence Education Association فى حديثها لصحيفة Washington Post أن ثقافة المجتمع تخلع هالة من البريق على الجنس ، مما يوجب تشجيع العفة والاحصان حتى الزواج We have a highly sexualized culture that glamorizes sex . We really need to encourage abstinence until marriage programs ، وهو ما دفع أيضا مجلة Newsweek الأمريكية الى جعل العذرية الموضوع الرئيسى لعددها الصادر بتاريخ التاسع من ديسمبر 2002 ، وحمل غلافها الخارجى عنوان العذرية الجديدة The New Virginity ، وتساءلت المجلة تحت هذا العنوان : لماذا يختار كثير من المراهقين والشباب العذرية والامتناع عن ممارسة الجنس ؟ Why More Teens are Choosing not to have sex . The Politics of Abstinence ، والغريب أنه من بين الأسباب التى تمنع هؤلاء من العلاقات الجنسية هو الامتثال لأمر الله God says so ، وأظهرت احصائيات الحملة القومية ضد الحمل والأمراض الجنسية National Campaign against Pregnancy and STD أن %87 من الشباب ( فتيان وفتيات ) لا يخجلون من التصريح بالعذرية ، وأن %82 يتمنون الزواج والبقاء فى علاقة واحدة مدى الحياة ، وأن %63 ممن فقدوا العذرية (من كلا الجنسين ) يتمنون ألو انتظروا حتى الزواج ، والمتأمل لكل تلك الحقائق والأرقام فى المجتمع الأمريكى الذى لا تحكمه تعاليم الاسلام ، يتملكه العجب والاندهاش من النخبة الفاسدة فى بلادنا ، والتى لا يردعها حياء ، أو يمنعها علم أوفهم أو ادراك ، عن ترديد دعاواها لنشر النجاسة والفحشاء فى المجتمع .

رابعا : العذرية وغشاء البكارة

غشاء البكارة hymen غشاء رقيق ، يغطى فتحة المهبل introitus أو vaginal opening ، والغرض منه حماية تلك الفتحة والمناطق المحيطة بها خلال سنوات النمو الأولى للأنثى من الميكروبات وغيرها من مسببات الأمراض ، ويلتصق بالشفرين الداخليين labia minora أو inner lips للفرج vulva ، ويأخد أشكالا وأحجاما مختلفة ، فقد يكون على شكل حلقة annular ، أو يكون مثقبا cribriform ، أو مفصولا أو مقسوما بغشاء أو حجاب فاصل septate ، وقد يكون غشاء مسدودا أو غير مثقوب imperforate ، والأشكال الثلاثة الأولى تسمح بخروج دم الحيض ، أما الشكل الرابع فهو نادر ، ويغطى الفتحة تماما بما لا يسمح بخروج دم الحيض ، ولذا يحتاج الى عملية بسيطة لازالته ، وعند بلوغ الفتاة تفرز المبايض هرمون الاستروجين estrogen ، مما يحول بيئة الفرج للحامضية acidic ، وهى ما يحفظه من الخمائر والميكروبات ، أى أنه بعد البلوغ تصبح الحماية مسئولية البيئة الحامضية ، بعد أن كانت مسئولية غشاء البكارة فى سنوات ما قبل البلوغ .

تفقد الفتاة غشاء البكارة أثناء الاتصال الجنسى لأول مرة ، ولذا ارتبط الغشاء بالعذرية ، وفى حالات أخرى ولأن الغشاء بطبيعته يسمح بدخول القضيب ، كما قد يكون أيضا مطاطا ، فانه قد لا يكون هناك دم ، أو قليل منه ، وعند تمزق الغشاء تبقى أجزاؤه، وهى التى يمكن ربطها معا بجراحة بسيطة لترقيعه hymenalplasty واعادة العذرية ، وفى بعض الحالات قد تفقد الفتاة عذريتها بسبب الأنشطة الرياضية كركوب الخيل أوالدراجات ، أو عند استعمال التامبون tampon المستخدم لامتصاص دم الحيض ، وفى تلك الحالات قد لا يكون هناك احساس بالألم ، وقد تنزل قطرات قليلة من الدم ، أو لا يكون هناك دم بالكلية ، وتولد أيضا بعض الاناث بدون الغشاء .
يقول د . وسيم السيسى فى مقاله ( البكارة ) ، بصحيفة المصرى اليوم ، بتاريخ 24-10-2009 : ( فى أحد حفلات الآلهة اليونانية ، تقابلت هيمينيا ، ربة العفة ، مع هيجيا ، رب الصحة ، فأحبا بعضهما وتزوجا ، والأسطورة اليونانية تريد أن تقول أن الزواج يجب أن يقوم على العفة والصحة . أخذ الطب الكثير من مسمياته من الأساطير اليونانية ، فأخذ كلمة hymen من هيمينيا ، وهذه الكلمة معناها غشاء العفة أو غشاء البكارة ... الطبيعة لا تعنيها البكارة فى قليل أو كثير ، ولكنه لحماية المهبل والرحم من الميكروبات الخارجية قبل سن البلوغ...) ، والحقيقة أن السيسى قد سرح به الخيال ، فطبقا لدائرة المعارف البريطانيةEncyclopaedia Britannica ، وكذلك القاموس المصور للأساطير الأغريقية والرومانية The Illustrated Dictionary of Greek and Roman Mythology ، والصادر عن Peter Bedrick Books ,N.Y.,1986 ، وغيرهما من المراجع ، فان هيجيا Hygeia هى ربة الصحة والنظافة ، وابنة رب الطب Asclepius ، كما أن هيمينيا Hymenaios أو Hymenaeus هو رب الزواج ، ولا أدرى كيف يغير جنس هيمينيا وهيجيا فيجعل المذكر مؤنثا ، والمؤنث مذكرا، ثم يتخيل حفلا للآلهة ، انتهى بقصة حب وزواج ، وكأنه يكتب قصة فيلم مصرى باقتدار، والأعجب من ذلك أنه يقرر فى نهاية قصته حكمته عن قيام الزواج على العفة والصحة ، ثم لا يلبث أن ينقض قيمة العفة أو البكارة ، ويرى أنها لا تعنى الطبيعة ، ورغم أن الطبيعة لم تخلق الانسان بأجهزته وأعضائه ، الا فى التصور الداروينى السقيم ، والمشكلة الأكبر هنا هى غياب الدقة والأمانة ، وتضليل القارئ ، وقد أصبحت سمة شائعة فى كثير مما يكتب ويذاع فى الصحافة والاعلام ، فكيف بالله يمكن للمرء أن يثق فيما يقدم له من معلومات ؟!!

خامسا : العذرية وما يرتبط بها من قضايا من المنظور الشرعى

هناك العديد من القضايا التى ترتبط بالعذرية ، وتشغل بال الناس فى المجتمع المصرى ، مثل ترقيع غشاء البكارة ، واغتصاب الفتيات ، وما قد يترتب عليه من حمل ، واجهاض هذا الحمل ، وغيرها مما سنتعرض له هنا :

1- الزنا وهو وطء بالتراضى على غير نكاح صحيح ، وعقوبته الجلد مائة لغير المحصن ، وهو ما يعنينى هنا لارتباط المقال بالعذرية أو البكارة ، والبكر هو أول كل شئ ، والمرأة البكر هى من لم تجامع بنكاح أو بزنا ، ( الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) النور 2 ، ويلاحظ هنا أن الحكم يشمل الرجل والمرأة ( الزانية والزانى ... كل واحد منهما ... ولا تأخذكم بهما...وليشهد عذابهما ) ، وهو ما يرد على ما يردده السفهاء من الطاعنين فى الاسلام من ادعاء اطلاق حرية الرجل ، وتقييد حرية المرأة ، أما ذكر الزانية قبل الزانى فى الآية الكريمة فهو لأن الزنا لا يحدث الا اذا مكنت المرأة من نفسها ، بينما فى حد السرقة مثلا يأتى ذكر الرجل أولا ، ( السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم) المائدة 39، لأن الغالب هو سرقة الرجال .

2- الاغتصاب هو اكراه على الزنا ، وهو ما يضعه ضمن جرائم الحرابة ، وعقوبته القتل ، ( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم ) المائدة 33 ، والذين يطنطنون بالكلام الفارغ عن قسوة حد الزنا والحرابة وغيرها من حدود الاسلام يتجاهلون أن سلامة المجتمع ، وأمن أفراده فى أنفسهم وأعراضهم وأموالهم هو مما تستقيم به الحياة ، ولذا كان حفظ النفس والعرض والمال من مقاصد الشريعة ، وفى خطبة الوداع ، يقول (ص) : ( أيها الناس انما المؤمنون أخوة ، ولا يحل لأمرئ مال لأخيه الا عن طيب نفس منه ... أيها الناس ان دماءكم وأعراضكم حرام عليكم الى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا ) ، ويقول الشهيد سيد قطب فى تفسيره ( فى ظلال القرآن ، ج 4 ) : ( ... فالرأفة بالزناة الجناة حينئذ هى قسوة على الجماعة ، وعلى الآداب الانسانية ، وعلى الضمير البشرى ، وهى رأفة مصطنعة ، فالله أرأف بعباده ... والله أعلم بمصالح العباد ، وأعرف بطبائعهم ، فليس لمتشدق أن يتحدث عن قسوة العقوبة الظاهرة ، فهى أرأف مما ينتظر الجماعة التى يشيع فيها الزنا ، وتفسد الفطرة ، وترتكس الحمأة ، وتنتكس الى درك البهيمية الأولى ) .

3- الفتاة التى تغتصب لا ذنب عليها ، ولا حد عليها ، لأنها تكون فى حكم المكره ، والذى دلت عليه الآية الكريمة ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم اليه ) الأنعام 119 ، والحديث الشريف عن ابن عباس (رض) : ( ان الله وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) ابن ماجه 2045 ، ابن حبان 360 ، الدارقطنى 497

4- يترتب على الاغتصاب فقدان الفتاة لعذريتها ، وحيث أن المغتصبة وطئت مكرهة ، ولا اثم عليها ، فانه لا مانع شرعا من ترقيع غشاء بكارتها ، شريطة ارتباط ذلك بالتقرير الجنائى الذى يثبت اغتصابها ، ويلزم الطبيب بمراعاة ذلك منعا من شيوع التلاعب والتحايل ، وهو ما ذهبت اليه دار الافتاء المصرية فى الفتوى الصادرة فى 26-6-1419 هجرية ( أنه لا مانع شرعا من العمليات الجراحية التى تجرى للأنثى التى اختطفت ، وأكرهت على مواقعتها جنسيا لاعادة بكارتها ) .

5- أما الفتاة التى زالت بكارتها بغير اغتصاب ولا زنا ، كما فى ممارسة الرياضة وغير ذلك ، فحكمها حكم البكر ، ويجوز رتق أو ترقيع غشائها ، ولا يعد ذلك غشا أو كذبا على الزوج ، يقول ابن قدامة فى ( المغنى 9/411 ) : ( واذا ذهبت عذريتها بغير جماع ، كالوثبة أو لشدة حيضة أو بأصبع أو عود ونحوه فحكمها حكم الأبكار ) ، وهو ما ذهب اليه كثيرون من السلف مثل الشافعى والزهرى والثورى والنخعى والامام أحمد وآخرين ، ولا يجوز للزوج فى تلك الحالات فسخ نكاحها .

6- أما فقدان العذرية نتيجة للوقوع فى الزنا فقد انقسم المعاصرون بشأنه الى قسمين : القسم الأول يرى أنه لا يجوز ترقيع غشائها مطلقا ، لما فى ذلك من غش الزوج ، والكذب عليه ، وهو مما نهى عنه الشرع ، بل وأجاز للزوج فسخ النكاح عند ذلك لعدم العفة ، كما أن الترقيع هنا يؤدى الى شيوع الزنا ، وقد يؤدى لاختلاط الأنساب ، وغير ذلك من المفاسد الكبيرة للمجتمع ، أما القسم الثانى فيرى جواز الترقيع اعتمادا على أن ستر المسلمين مندوب شرعا ، وفى الحديث الشريف عن أبى هريرة (رض) ، قال (ص) : ( ... ومن ستر مسلما ستر الله عليه فى الدنيا والآخرة... ) مسلم وأحمد وأبو داود والترمذى ، وممن ذهبوا الى ذلك المفتى الحالى على جمعة الذى أجاز الترقيع ، ونصح من تفعله ألا تخبر زوجها ، وكذلك سعاد صالح ، والتى ذهبت خطوة أخرى فذكرت أنها على استعداد للتبرع من مالها لاجراء تلك العمليات ، وليس صعبا ادراك فساد رأى هؤلاء ، وذلك لأن الآية الكريمة فى عقاب الزنا لغير المحصن سمت الحد عذابا ، ودعت لعدم الرأفة ، وشهادة طائفة من المؤمنين لتنفيذ الحد ، وكلها مما يناقض الرحمة والستر الذى يدعو اليه أصحاب هذا الرأى ، ( الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) النور 2

7- استعمال ما يسمى أغشية البكارة الصينية مهزلة مخزية من مهازل مجتمعاتنا المعاصرة ، وقد وجد الاعلام الهزيل ضالته فى هذا الموضوع ، فأخذ يلوكه فى الصحافة واافضائيات ، وبدلا من الحض على الفضيلة والعفاف ، وتيسير الزواج ، واصلاح أحوال الشباب ، تبارى الجميع فى الافساد والتضليل ، وقد أفتى مجمع البحوث الاسلامية بحرمة تداول واستخدام تلك الأغشية ، لما فيها من غش وتدليس ، واشاعة للفاحشة ، وتيسير لها ، وقد أفتى البعض مثل د . عبد المعطى البيومى عضو مجمع البحوث ، وجمال قطب الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر ، و د . آمنة نصير العميد السابق لكلية الدراسات الاسلامية بالأزهر ، بادخال جلب وترويج الأغشية الصينية تحت حد الحرابة ، لما فيه من العبث بقيم وأخلاقيات الأمة ، والمساهمة فى نشر الرذيلة والفحشاء .

8- قد يترتب على اغتصاب الفتاة الحمل ، وهنا أباح الفقهاء المعاصرون اجهاضه شريطة أن يتم ذلك قبل مرور 120 يوما ، وهو موعد نفخ الروح ، وذلك للحديث الشريف ، عن عبد الله بن مسعود (رض) ، قال (ص) : ( ان أحدكم يجمع خلقه فى بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقى أو سعيد ...) البخارى 3208 ، مسلم 2643 ، وقد أفتت دار الافتاء المصرية ، فى فتواها الصادرة فى 26-6-1419 هجرية بأنه ( لا مانع شرعا من تفريغ أحشاء أنثى من نطفة نتيجة الاختطاف والاكراه على المواقعة ، بشرط ألا يكون قد مر على هذا الحمل مائة وعشرون يوما ، لأنه لا يحل فى هذه الحالة اسقاط الجنين لكونه أصبح نفسا ذات روح يجب المحافظة عليها ) ، أما الاجهاض بعد نفخ الروح فهو حرام باجماع الفقهاء لأنه يصبح قتلا للنفس التى حرم الله قتلها ، ويستثنى من ذلك اذا كان بقاء الحمل يعرض حياة الأم الى هلاك محقق ، وقد أفتت بذلك دار الافتاء المصرية ، حسب ما نشرته اليوم السابع فى 11-4-2010 ، ردا على طلب لجنة الشئون الصحية بمجلس الشعب حول شرعية بعض الفقرات الخاصة بالاجهاض فى مشروع قانون المسئولية الطبية ، ( ...وذلك بأن يقرر الطبيب العدل الثقة أن بقاء الجنين فى بطن أمه فيه خطر على حياتها أو صحتها ، وفى هذه الحالة يجوز شرعا اسقاطه ، مراعاة لحياة الأم وصحتها..) ، وما ذهبت اليه دار الافتاء يوافق رأى المجمع الفقهى الاسلامى لرابطة العالم الاسلامى بمكة المكرمة ( اذا كان الحمل قد بلغ مائة وعشرين يوما لا يجوز اسقاطه ...الا اذا ثبت بتقرير لجنة طبية من الأطباء المختصين أن بقاء الحمل فيه خطر مؤكد على حياة الأم ، فعندئذ يجوز اسقاطه ..دفعا لأعظم الضررين ) ، ويوافق أيضا اللجنة العلمية للموسوعة الفقهية التى تصدرها وزارة الأوقاف الكويتية ( الحفاظ على حياة الأم اذا كان فى بقاء الجنين فى بطنها خطر عليها أولى بالاعتبار ، لأنها الأصل وحياتها ثابتة بيقين ) 2/57 ، وأيضا رأى لجنة كبار العلماء فى المملكة العربية السعودية ، رقم 140 بتاريخ 20-6-1407 هجرية ( بعد اكمال أربعة أشهر للحمل لا يحل اسقاطه ، حتى يقرر جمع من المختصين الموثوقين أن بقاء الجنين فى بطن أمه يسبب موتها ، وذلك بعد استنفاذ كافة الوسائل لانقاذ حياتها ) .

9- اذا جاز شرعا اسقاط الحمل للمغتصبة قبل مرور مائة وعشرين يوما ، فان منع الحمل بعد الاغتصاب بتناول العقار الخاص بذلك ، وهو ما يعرف ب morning- after pill ، يعتبر أيضا جائزا ، ما لم يترتب على ذلك ضرر ، ويمنع هذا العقار الحمل اذا تناولته المغتصبة فى خلال ثلاثة أيام من الاغتصاب ، وذلك بمنع الحيوان المنوى من الوصول الى البويضة ، أو منع البويضة فى حال تلقيحها من الالتصاق بجدار الرحم ، أو منع المبايض من اطلاق البويضة أصلا ، ومن المعروف أنه جائز شرعا ( مجمع الفقه الاسلامى 39/1409 هجرية ) التحكم المؤقت فى الحمل بتناول العقارات الخاصة بذلك .

10- جرائم الشرف ، وهى شائعة فى بعض مناطق مصر ، وغيرها من بلاد المسلمين ، وفيها يقوم أهل الفتاة بقتلها اذا اتضح لهم فقدها لعذريتها فى علاقة آثمة ، ولا شك أن ذلك تجاوز لحد الله سبحانه ، والذى أوجب الجلد مائة ، ولم يوجب القتل ، كما أن الحدود ليست وظيفة الأفراد ، وانما وظيفة المجتمع المسلم ، يقوم بها الحاكم أونوابه ، ومن يفعل ذلك يكون قاتلا ( ...أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) المائدة 32 ، ومستحقا لغضب الله وعذابه ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) النساء 93

سادسا : ما هو الحل ؟

لا شك أن شبابنا وبناتنا فى موقف عصيب ، فمع تدهو التعليم ، والفساد الاقتصادى ، وسوء توزيع الثروة ، وقلة المشاريع الانتاجية ، وغيرها من المشاكل الكثيرة التى تعصف بنا ، انتشرت البطالة ، ووجد الكثيرون أنفسهم عاجزين عن ايجاد المسكن ، وغيره من متطلبات الحياة الأساسية ، ونتيجة لهذا الوضع المأساوى وصل عدد العزاب والعوانس ( تخطى سن 35 بدون زواج ) فى المجتمع المصرى الى 13.3 مليون ، منهم 7.6 مليون من الذكور ، 5.7 مليون من الاناث ، وذلك حسب الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء لعام 2006 ، كما جاء بصحيفة المصرى اليوم 11-10-2009 ، ومع الهجمة التغريبية على المجتمع ، أضيف الى هموم هؤلاء ومعاناتهم النفسية ، أجواء الفوضى الأخلاقية ، ودعوات الاباحية ، مما ساهم فى نشر المفاسد الجنسية المختلفة ، وحل تلك المشكلات ليس بالأمر الهين ، لأنه يتطلب اصلاحا شاملا للمجتمع بجميع أجهزته ومؤسساته ، غير أن هناك خطوات بسيطة يمكن اقتراحها هنا لنشر العفاف والطهر، ومنها :

1- على شبابنا أن يغير نظرته ومفاهيمه للحياة ، وألا يحس عيبا فى البساطة فى الملبس والمسكن والمأكل ، وغيرها من المظاهر ، وألا يحس أيضا عيبا أو خجلا فى تقبل ما توافر من الأعمال ، حتى ولو كان ذلك أمرا مؤقتا حتى يحصل على مبتغاه من العمل المناسب لملكاته وقدراته ، والحقيقة أن هذه هى الحال فى كل بلاد العالم ، حتى فى البلاد الغربية ، فالعمل خير من البطالة ، والحياة المتواضعة خير من الجلوس انتظارا لتحقق الآمال والأحلام ، والتى لن تتحقق بالجلوس والانتظار ، وليتذكر الجميع أن المرء لا يبدأ ثريا مترف الحال ، قد توافرت له كل الكماليات ، وانما يكمل متطلبات حياته خطوة خطوة ، وعلى شبابنا أيضا أن يتحرروا من عقدة الشهادات ، فان شهاداتنا الجامعية لا قيمة لها ، ولذلك لا بأس أن يغير الانسان من مسار حياته ، فان وجد تدريبا أو مرانا أو دراسة أخرى تحقق له مراده ، فليطبها بجد واخلاص .

2- الزواج هو نصف الدين كما أخبرنا رسولنا الكريم (ص) ، ( اذا تزوج العبد فقد كمل نصف دينه ، فليتق الله فى النصف الآخر ) البيهقى ، وهو طريق الطهر والعفاف ، الذى يعصم صاحبه من الرذائل والفواحش ، ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج ...) البخارى عن عبد الله بن مسعود (رض) ، واختيار الزوجة الصالحة ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) البخارى ومسلم عن أبى هريرة (رض) ، أو اختيار الزوج الصالح ( اذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، الا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد عريض ) الترمذى وابن ماجة عن أبى هريرة (رض) ، هو ما يتحقق به هدف الزواج من المودة والرحمة ، والحياة التى يرضى فيها الطرفان بما أنعم به الله عليهما ولو كان قليلا ، مع السعى والاجتهاد من أجل الآمال والطموحات .

3- فمن لم يستطع الزواج ، فعليه بكل ما يعينه على الصبر والعفاف ( ...ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء ) البخارى عن عبد الله بن مسعود (رض) ، والوجاء هو الوقاية ، ومن طرق الوقاية أيضا غض البصر، يقول (ص) : ( اضمنوا لى ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة ، اصدقوا اذا حدثتم ، وأوفوا اذا وعدتم ، وأدوا اذا أؤتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم ) رواه أحمد ، ويقول (ص) فى حديث آخر : ( يا شباب قريش لا تزنوا ، ألا من حفظ فرجه فله الجنة ) رواه الحاكم ، والخطاب وان كان لشباب قريش الا أنه يقصد كل شباب المسلمين ، ويقول (ص) لعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه : ( يا على لا تتبع النظرة النظرة ، فان لك الأولى وليس لك الآخرة ) الترمذى ، وتجنب الخلوة المحرمة ( لا يخلون أحدكم بامرأة الا مع ذى محرم ) البخارى ومسلم ، ( اياك والخلوة بالنساء ، فوالذى نفسى بيده ما خلا رجل بامرأة الا دخل الشيطان بينهما ) الطبرانى ، وتجنب المواقع الاباحية ، وغيرها من عوامل الاثارة ، التى توقع صاحبها فى الزنا وغيره من الانحرافات الجنسية.

4- على أهل الفن والاعلام أن يتقوا الله فى الشباب .. كفى هزلا وتهريجا ، واعتداء على محارمنا ، وانتهاكا لمقدساتنا ، واستخفافا بعقولنا وقلوبنا تحت دعاوى الابداع وحرية التعبير .. كفى تضليلا وافسادا .. كفى عريا واباحية .. كفى أفلاما هزيلة ، ومسلسلات تافهة ، ومسرحيات مسفة ، وأغانى خليعة ، وتذكروا قوله تعالى ( ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) النور 19

saad1953@msn.com


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية