مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 تبادل الزوجات ظاهرة جديدة وخطيرة
...............................................................

 

تبادل الزوجات جريمة

 

بقلم : سعد رجب صادق
..........................

عرفت وسائل الاعلام مصطلح تبادل الزوجات wife swapping لأول مرة عام 1957 فى الولايات المتحدة الأمريكية ، وفى ثمانينات وتسعينات القرن الماضى تغير المصطلح الى swinging ليكون أكثر قبولا فى النفس البشرية التى تثير كلمة swapping امتعاضها ، بما تحمله من معانى مهينة للمرأة ، ورغم أن الفعل واحد فى الحالتين ، الا أن التلاعب بالألفاظ والمصطلحات أمر معروف فى الثقافة والسلوك الغربى ، الذى ينظر لتبادل الزوجات على أنها علاقة جنسية واجتماعية ، وحسب المصادر التاريخية فان روما القديمة عرفت هذا السلوك فى صورة حفلات جنسية جماعية orgies ، وهو ما يعرف الآن ب swinging parties شاع هذا السلوك حديثا فى زمن الحرب العالمية الثانية ، وكذلك أثناء الحرب الكورية ، وخاصة بين الطيارين الأمريكيين الذين كانوا من الغنى والثروة بما سمح لهم بنقل زوجاتهم الى مساكن اشتروها قريبا من قواعدهم العسكرية ، وبعد انتهاء الحرب تفرقت تلك الأسر ، غير أنهم أبقوا على تواصلهم عن طريق أندية كونوها عرفت بأندية المفتاح key clubs ، وفيها يلقى الأزواج بمفاتيحهم فى كومة ، لتقوم الزوجات بالتقاطها عشوائيا ، حيث تكون كل زوجة من نصيب صاحب المفتاح الذى التقتطه ، وتبهت وسائل الاعلام الى تلك الظاهرة ، فكتبت عنها مجلة Mr بنيويورك لأول مرة فى سنة 1957، وسمتها wife swapping ، ثم نشرت اعلانات فيما بعد للراغبين فى المشاركة ، وتطورت أشكال الممارسة لتشمل أنماطا جديدة : ثلاثية trios أو threesome ( امرأة ورجلان أو رجل وامرأتان )، ورباعية foursome ، وكذلك المجموعات groups ، وامتدت لتشمل غير المتزوجين ، ولتصبح ظاهرة أمريكية عامة ، لتنتقل بعد ذلك الى جميع البلاد الغربية ، حتى أنه فى بريطانيا على سبيل المثال لا توجد مقاطعة الا وبها نادى لتبادل الزوجات ، ثم الى أوربا الشرقية ، وروسيا ، حيث يوجد عدد من تلك الأندية فى موسكو وعدد من المدن الكبرى الأخرى ، وبجانب الأندية توجد مجلات واعلانات ، ومواقع على شبكة الانترنت تعادل عدد المواقع الاباحية ، أى أكثر من 400,000 موقع ، تتناول أخبار هؤلاء وشئونهم ، كما كونوا لهم أيضا منظمة يطلق عليها Sexual Freedom League ، تأسست فى Berkley بولاية كاليفورنيا ، وتغير اسمها لاحقا الى North American Sexual Club Association أو NASCA ، ثم أصبحت بعد ذلك منظمة عالمية NASCAI ، وطبقا لتقرير John Stossel الذى أذاعته عام 2008 محطة التلفزيون الأمريكية ABC فان عدد الأمريكيين الذين يمارسون هذا السلوك هو أربعة ملايين couples، غير أن هناك تقارير أخرى تصل بهم الى الضعف ، بينما عدد نوادى تبادل الزوجات فى العالم يفوق 3000 نادى.

الدافع لتبادل الزوجات هو الادعاء بتجديد الحياة الجنسية ، واضفاء الاثارة والجاذبية عليها ، بعد أن اعترتها الرتابة ، وافتقتدت مع الأيام والمسئوليات ، وتقدم السن ، والانشغال بتربية الأطفال ورعايتهم ، كثيرا من رونقها وزخمها ، وتجديد الحياة الجنسية قد يكون الدافع الوحيد الذى يبرر به أصحاب هذا السلوك ما يقومون به ، وهو ادعاء وهمى ، لأنه من البديهى والمنطقى ألا يصلح الشئ بما يفسده ، والزواج لا يفسده الا الخيانة والغيرة ، وتبادل الزوجات خيانة ، كما أنه أيضا يسبب الغيرة ، وقد وجدت الدراسات التى جرت فى المجتمع الأمريكىReinisch,1996 أن السبب الرئيسى فى الطلاق هو الخيانة ، وعدم الاشباع الجنسى ، والاشباع الجنسى لا يحدث بسبب أن الطرف الخائن فى العلاقة يوجه جهوده خارج العلاقة الزوجية ، فيترك احساسا بالهجر والحرمان لدى الطرف الآخر ، كما أن العلاقة الزوجية تحتاج الى أكثر من الجنس ، انها تحتاج الى مشاعر عميقة من الحب والمودة والاحترام وتحمل المسئولية والنضوج العاطفى والسلوكى.

وقد وجدت كثير من البحوث والدراسات أن تبادل الزوجات يؤدى الى الاحساس بعدم الأمان insecurity ، والى الشعور بالاستياء والامتعاض والغيظ resentment ، والغيرة الجنسية sexual jealousy ، ويشترك الرجل والمرأة فى تلك الأحاسيس ، وان كانت المرأة أكثر غيرة وتضررا نفسيا ( %78-%87 من النساء فى الاحصائيات الأمريكية ) ، يضاف الى ذلك احساس المرأة بفشلها فى الحفاظ على زوجها ، ودفعه لطلب الاثارة والمتعة مع نساء أخريات ، وهو ما يؤدى الى الشعور بعدم الثقة فى النفس low self-esteem ، وهناك علاقة ايجابية بين الغيرة وشعور الرجل بعدم الأمان فى حياته الزوجية ، وفى رجولته ، كما أن هناك علاقة ايجابية أيضا بين الغيرة وشعور المرأة بعدم الثقة فى نفسها، ويحاول بعض المدافعين عن تلك العلاقات الادعاء بأنها مجرد علاقة جنسية ، وتعتمد على التجاذب أكثر من الحب والعاطفة liking rather than romantic love ، وهو ما يكذبه تداخل المشاعر والعواطف مع الجنس ، ولذلك تؤدى تلك العلاقات الى الغيرة من رؤية الآخر فى علاقة جنسية ، ومحاولته أشياء جديدة لا يفعلها فى علاقته الأصلية ، واستمتاعه بذلك ، ولهذا فان التفريق بين الخيانة الجنسية sexual infidelity والخيانة العاطفية emotional infidelity ليس له ما يعضده ، وأن كليهما يؤديان الى الاحباط والألم ، وفقدان الثقة فى العلاقة الزوجية ، ورغم التفاوت بين الرجل والمرأة ، والتفاوت من مجتمع لآخر ، الا أن المجمع عليه أن الخيانة العاطفية والجنسية دليل على خلل طرأ على العلاقة الزوجية ، وأن كليهما يتركان آثارا نفسية سيئة .

ولكن لماذا تحدث الخيانة ؟! وجدت الراسات الأمريكية أن %45 من الحالات لاشباع الرغبة الجنسية عند الرجال ، بينما %33 لاشباع الرغبة العاطفية عند النساء ، ووجدت الاحصائيات الأمريكية The National Survey of Sexual Attitudes and Lifestyles أن نسبة الخيانة بين الرجال %21 ، وبين النساء %11 ، ومن أسباب الخيانة أيضا مشاهدة المواد الاباحية pornography ، وما يتبع ذلك من خيالات جنسية fantasies تكون فى معظم الحالات العامل الرئيسى فى الخيانة الزوجية ، والتردد على المومسات .

وجدت الدراسات أيضا أن الرجل فى العادة هو من يدفع زوجته للتبادل ، وعند حدوثه يجد صعوبة شديدة فى تقبله ، ويفقد رغبته فى استمراره ، بينما النساء عادة ما يجدن صعوبة فى تقبل الفكرة وممارستها واستمرارها ، وهذا الشعور الذى يعترى المرأة والرجل سببه الغيرة ، والاحساس بالخيانة ، وهو ما يضفى الشك على دعوى القائلين بأن الأمر ليس خيانة لأنه يتم برضى وتوافق الزوجين ، وفى استطلاع على مجموعات كندية كان الرجل فى %58.7 من الحالات هو صاحب الاقتراح ، وكانت المرأة فى %12 من الحالات .

رغم ما يقدمه البعض من مبررات ومعاذير لتلك العلاقات ، الا أن دراسة أمريكية نشرت عام 1974 أثبتت من تتبع سجلات كل الذين أقلعوا عن هذا السلوك فى الولايات المتحدة من واقع المعالجة النفسية لهم أن تبادل الزوجات له من الأضرار على المشاركين ، والعواقب الوخيمة على الزواج ما يجعله عملا محفوفا بالمخاطر أكثر من كونه اثارة ومتعة ومغامرة اجتماعية وجنسية ، وبالنظر الى أرقام تلك الدراسة نجد أن %24 تركوا تلك الممارسات بسبب ما تولده من غيرة jealousy ، و %15 بسبب الاحساس بالذنب guilt ، و %15 بسبب الخوف على العلاقة الزوجية ، و %12 بسبب تطور أحاسيسهم عاطفيا تجاه الشركاء ، و %11 بسبب الملل من هذا النمط من الحياة ، و %7 بسبب خيبة أملهم ، وتهاوى توقعاتهم ، و%6 بسبب ما أودت اليه من الانفصال أو الطلاق ، , %6 بسبب عدم تقبل الزوجة ، و %3 بسبب الخوف على المظهر الاجتماعى فى حالة معرفة الآخرين ، وكلها كما يبدو عوامل هامة لا يمكن تجاهلها ، ولا يمكن التقليل من شأنها تحت دعوى الاثارة والمتعة.

ما هو الحل ؟

1- تبادل الزوجات تقليد غربى أعمى ، لا يأخذ فى اعتباره الدراسات والأبحاث التى تثبت الأضرار النفسية والاجتماعية ، والعواقب المدمرة على العلاقة الزوجية ، ويتجاهل أيضا ما أثبتته التقارير عن شيوع تعاطى الخمور والمخدرات بين المشاركين ، وانتقال الأمراض الجنسية ، وحدوث الحمل . وادعاء الملل ، ورتابة الحياة الزوجية ، وفتور الرغبة الجنسية ، أو انطفاء جذوتها ، لا يعالج بما يزيد الأمور سوءا من الغيرة واحساس الخيانة وغيرها ، وانما بتعاون الزوجين نحو تجديد حياتهما ، واضفاء شئ من الاثارة والجاذبية عليها ، وهو مجال مفتوح لهما ، والمعروف أيضا أن المخ هو أهم الأعضاء الجنسية فى الجسد البشرى ، وهذا من منطلق أنه موطن الأفكار والتصورات ، وخيالات الانسان لا تعرف حدودا فى هذا المجال أو غيره ، مع مراعاة ألا يوقع المرء نفسه أو زوجه فى حرام ، والحديث النبوى الشريف يقول : ( لا طاعة الا فى معروف ) ، كما يجب تجنب كل ما يضر الانسان فى بدنه ونفسه ، والقاعدة أنه ( لا ضرر ولا ضرار ) ، ويجب على الزوجين التماس العون من الطبيب أو الاخصائى النفسى اذا تطلب الأمر ذلك ، كما يجب على الزوج فهم التغيرات النفسية والهرمونية التى تطرأ على الزوجة ، ويجب على الزوجة أيضا فهم التغيرات التى تطرأ على زوجها بسبب السن ، وضغوط الحياة وغيرها ، وأن يراعيا كليهما الأبعاد المختلفة للعلاقة الزوجية ، والتى تشمل بجانب الجنس المودة والرحمة والتعاطف والألفة والاحترام وغيرها من المعانى النبيلة ، وأن يكونا مدركين أنه بعد سنوات الزواج الأولى ( 3-7 سنوات حسب دراسة الأمريكى King,1996 ) سيحتاج الأمر أكثر من اللمسة والنظرة ، واللتين كانتا كل ما يحتاجانه فى بداية الزواج لتأجيج العواطف والرغبات.

2- يجب على المسلم أيضا ألا ينسى أن تبادل الزوجات زنا ، وقد نهانا الله سبحانه عن مجرد القرب من الزنا ( ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا ) الاسراء 32 ، وعده فاحشة لها أوخم العواقب فى الدنيا والآخرة ، علاوة على كونه كبيرة يلزمها الحد ، فان ضرره محقق على الفرد والأسرة والمجتمع ، وتبادل الزوجات يتجاوز التصور المعروف للزنا بعدا وقبحا ، لأنه يتجاوز المألوف من رجل وامرأة الى رجال ونساء ، وعورات ظاهرة ، وتبادل بينهم ، واذا كان رسولنا الكريم (ص) نهانا فى الحديث الذى رواه الامام أحمد فى مسنده ، عن كشف خبايا العلاقات الزوجية ، ومثل ذلك ( فانما مثل ذلك مثل شيطان لقى شيطانة فغشيها والناس ينظرون ) ، فكيف بهذا المشهد الشيطانى المرذول لرجال ينظرون الى زوجاتهم يمارسن الفحشاء مع آخرين ، ونساء ينظرن الى أزواجهن يمارسون الفحشاء مع أخريات ، مع التبادل والتغيير؟!!

3- يتجاوز التبادل جرم الزنا الى جرم آخر أرذل وأقبح ، وهو جرم الدياثة ، والتى هى أبعد ما تكون عن الطبع السوى ، والفطرة السليمة ، ولذا حرمت الجنة على كل ديوث ، قال (ص) : ( لا يدخل الجنة ديوث ، قالوا : ومن الديوث يارسول الله ؟ قال: الذى لا يغار على محارمه ) رواه الامام أحمد فى مسنده.

4- اذا كان الوازع الدينى هو أقوى ما يملك الانسان لمقاومة الشهوات والآثام ، فان على المجتمع أن يوفر لأبنائه البيئة النظيفة ، وأن يحارب مصادر الاغراء والشهوات وأخطرها المواد الاباحية والتى لها تأثير قوى على كل الانحرافات الجنسية ، وهناك كثير من المواقع الاباحية على شبكة الانترنت ، تقدم خدمات الاعلان والتوفيق بين راغبى الحرام من زنا ولواط وسحاق وتبادل للزوجات ، وأخص منها موقع Adult's Friend Finder ، والذى يحتوى على عشرات الآلاف من الاعلانات لمصريين ، وجنسيات عربية أخرى ، مما يستوجب حجب مثل تلك المواقع ، حماية لأسرنا ومجتمعنا من المفاسد والانحرافات.


saad1953@msn.com

 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية