مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 على وزير الثقافة الاعتذار فوراً

حسين راشد
...............

لا شك أننا بعد بعد انتفاضة الشعب المصري على الغلاء و الفساد و المحسوبيات و ما إلى ذلك من أسباب أدت إلى تلك الانتفاضة الشعبية الكبيرة والتي أدت على غير المتوقع بسقوط النظام السياسي كاملاً أن نرى بعد هذا السقوط صعوداً للاتجاهات الفكرية القويمة .. و لا تصعد هذه الاتجاهات الفكرية إلا في مناخ صحي ثقافي حضاري تكون عتباته الأولى إحترام الآخر مهما دنت أو علت درجته الوظيفية , و بعد انهيار جهاز الشرطة و محاولاتنا المستميتة إعادة هيبة الشرطة في عيون الخارجين عن القانون فكان علينا أن نعطي شرفاء الشرطة مكانتهم ليتبوءوا مكانتهم التي ستجعل من حياتنا المعيشية حياة مستقرة آمنة في حال ما أفشينا بيننا ثقافة الحوار المحترم و احترام الجميع و خاصة إذ يتساوى الوزير و الغفير طالما هناك إحترام .. أقول هذه المقدمة البسيطة لمرارة ما حدث و خاصة إذا كان هذا من شخصية تترأس و تقود وزارة من أهم وزارات الوعي وهي من المفترض أن يكون أداؤها مختلفاً و مؤثراً .. فالمثقف الواعي يعرف كيف يكسب الجمهور نحوه بما يتمتع من آداب الحديث و مرونة الفكر و الحوار .. على بوابة القلعة استوقفني موظف أمن يسألني أن يتم تفتيشي قبل الدخول .. فرفعت يداي و أجرى إجراءات التفتيش المعتادة .. وأنا أبتسم له .. وجهه البسيط كان يريد أن يقول شيئاً .. نظرت عن يميني للضابط الذي سألني عن جنسيتي فقلت له أنني مصري فطلب مني إثبات الشخصية فأخرجت له بطاقتي .. و على وجهه بشاشة .. وبعد أن شاهد بطاقتي آثر أن يستميحني عذراً قائلاً عفواً فهي إجراءات أمنية لا أكثر ولا أقل لتأمين هذا المكان الحضاري .. ابتسمت له وقلت له وهذا واجبك .. أصدقائي الذين كانوا يصاحبونني الرحلة ظنوا أن هناك أمراً فقالوا له هذا هو الأستاذ حسين راشد يعمل بالصحافة ... ثم تابعت له قائلاً وبعد أن تم إجراءه الأمني .. و أيضاً فأنا مرشح حزب مصر الفتاة لرئاسة الجمهورية ... حينها وكأنني ضغط على جرح الضابط الذي حكى لي ما حدث بينه و بين السيد الوزير .. وزير الثقافة أي وزيراً لمكارم الأخلاق .. و التحضر .. قال لي وهو يعقد مقارنته بين ما قدمت أنا و ما قدمه السيد الوزير الذي تعالى على عامل الأمن البسيط الذي يؤمن بهذه الإجراءات الشكلية معلماً من معالم الثقافة المصرية .. و بدلاً من أن يشكره على أدائه نهره ولطمه في صدره قائلاً له " أنا وزير الثقافة" وهذا البسيط من أين يعرف أن هذا الخص وزير الثقافة.. و ما الفرق بين الوزير و المواطن .. في مثل هذه الأمور .. و بدلاً من أن تكون انتفاضة الشعب المصري ضد الاستعلاء مهذبة لنا .. و أن يكون وزير الثقافة خاصة نموذجاً يقتدى به .. صدمنا بهذه الحادثة .. فحين لمح الضابط "المقدم/زين العابدين سعد" المسئول عن شرطة السياحة هذا الأمر أصرع بأن يقلل من سخونة الموقف و طلب من السيد الوزير إبراز تحقيق الشخصية .. و لكن هذا الأمر لم يعجب السيد الوزير الذي هدد الضابط بأنه سيبلغ وزير الداخلية .. وقال لي الضابط المحترم وهو يتعجب أنه لا يعرف ماذا سيقول الوزير للوزير! .. فهو لم ينهره و لم يتعدى عليه كما اعتدى الوزير على فرد الأمن .. و أنا أيضاً لا أعلم ماذا سيقول الوزير للوزير .. هل سيقول له أن القلعة يحرسها ضابط مهذب .. وهل هذه تهمة؟ . وما أثار هذا كله أنه قال له أنتم ضيوف عندنا .. بالطبع قالها من حيث أن المكان معلم أثري يندرج تحت مسئولية وزارة الثقافة .. و لكن .. من الضيف؟ هل الضيف هو من يؤمن البيت؟ .. أم أن من يؤمن البيت هو صاحبه ؟!! .. وهل أصبحت مصر منفصلة و منقسمة هذه القطعة بيتاً للوزير المختص بإدارة العمل بها؟ الأسئلة كثيرة و مريرة .. لكننا في نهاية الأمر .. و نحن نعلم أن السيد الوزير رجل يعي معنى و مغزى الثقافة .. و يعلم أيضاً أننا بتنا في عصر يحتاج منا أن نحترم بعضنا البعض دون تعالي .. بل و إنكاراً للذات . وبعد شهادة بعض الشهود على الواقعة .. و الذين قالوا ما حدث بمرارة كان علي أن أنتصر للثقافة المصرية العميقة و أن أطالب السيد الوزير عماد أبو غازي بالاعتذار لفرد الأمن و الضابط اللذان كانا مثالاً مشرفاً بطريقة أدائهم وظيفتهم بكل احترام و ثقافة و أسلوب مهذب و حضاري. ليعطي للشارع المصري الثقة في قيادة الثقافة في مصر و أن يكون رأس الثقافة مثل أعلى للحوار الواعي المتفاهم

رئيس الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني


 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية