مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 مشروع الفوضى و استثمار العواطف
...............................................................

 

الفوضى الخلاقه

 

بفكر حسين راشد
....................


لا شك أن للمجتمع الشرقي عادةً عواطف زائدة كما يتم وصفها و يقال عنها أنها جياشة و تجيش هذه العواطف إن لم تكن عاقلة فستكون عارمة هادمة , فالعواطف مكنونها القلوب الرحيمة . و كيانها ينفصل انفصالاً جذرياً عن عالم السياسة المتبع على المستوى العالمي في التعامل الحقيقي , ولا يعنيني الظاهر من التعاطف الدولي مثلاً مع قضية غزة أو مع جنوب لبنان فهذا له معنى آخر و ليس التعاطف بل هو استثماراً لهذه العواطف للاتجار بها و عليها , فماذا فعل المجتمع الدولي على سبيل المثال أمام العواطف الجياشة و الرافضة لغزو العراق ؟!! و ماذا فعلت العواطف الجياشة في وقف حكم إعدام رئيس العراق؟!! وماذا فعلت العواطف الجياشة في مأساة غزة .. و إلى ما ذلك من وقفات العواطف الاستثمارية.

وهنا تكمن الحيلة و الوسيلة لإخضاع شعب شرقي تحت وطأة الفكر الاستعماري بإحداث بلبلة و فرقعة عاطفية ولا مانع من أن يبعثوا لهم مندوباً يطيب خاطر أصحاب المأساة بكلمتين فيحملونه على الأعناق و يفرشون له الأرض بالورود و قد يجعلوه بطلاً قومياً بالرغم أنه ليس من قوميتهم ولا ينتمي إليهم ولم يفعل لهم مثقال ذرة من نفعٍ , و هذا ما حدث مع الكثيرين في الأعوام السالفة , وهذه الخطة خاصة لها رواج كبير في وطننا العربي الذي لم يخرج بعد من وطأة الفكر الإحتلالي , و لم يتحرر بعد من سموم هذا الفكر المريض.

اختفت فجأة الزعامات المتوازنة و المحبة للأوطان داخل القطر العربي الواحد, و بقى لكل قطر عربي زعيم واحد لا غير مع السهو والخطأ المتعمد حتى ولو كان هذا الزعيم مرفوضاً شعبياً و جماهيراً , ولا عجب في هذا , فكلما ازداد بغض الشارع العربي لحاكم كلما ساعد هذا في ترسيخ مكانته الدولية لسبب بسيط للغاية .. لأن الاستعمار المنتظر تواجده يريد هذا المرفوض شعبياً حتى إذا جاء الموعد المحدد أو المنتظر للاستعمار , تبدأ الدعايات بالتحرر من الطغم الفاسدة و المفسدة و تصنع شخوصاً معارضة في شكلها عميلة في كينونتها و تصبح هي المعارضة التي صنعوها و صنعوا لها المجال الإعلامي الذي سيثخِدم على لمعانهم شعبياً , ومن ثم يلجأ المعارضون للمستعمر المنتظر ليقصي الزعامات الموجودة و المستهدفة.. فيسقطون هذه الزعامة بهذا المحتل المستعمر .. وهي النسخة التي تم تجربتها في العراق وكان من المنتظر أن يكتمل باقي السيناريو في وقت قصير إلا أن المقاومة العراقية والشعب العراقي الحقيقي أفسدوا هذه الخطة مرحلياً .

بقى أن ننبه العقول المنساقة خلف الدعايات لكل من علا نجمه في الفضائيات على أنه هو المنقذ و المنتظر وما إلى ذلك من توصيف غير دقيق , و تناسى البعض أو نسوا أن الإعلام موجه توجيهاً مباشراً نحو هدف و إن كان البعض يعتقد أنه مختلف إلا أنه يسري في مجرى واحد وهو مشروع الفوضى , و هذا المشروع ليس جديداً كما أدعته السمراء وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بل هو قديم و يحمل مصطلح " فرق تسد" فمن خلال هذه الفوضى سيحدث انشطاراً لجزيئات المجتمع .. تتجمع بعضها على هذا ثم يذهب ليكون مندوباً لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية للبحث العلمي , و يأتي ذاك ثم سيصبح (........) ولنفس الجهة أو لغيرها , و نأتي للناتج بعد هذا وذاك و هؤلاء .. أن القاعدة الشعبية فارغة , تنتظر من تعرفه إعلامياً غير معنين بالبحث عما يريدون بل ينتظرون أن يأتيهم الإعلام بشخصٍ يلتفون حوله , و هذه مأساة تضاف إلى مآسي الشعب العربي عامة ,

كل هذا و أكثر يضاف إلى الترهل الفكري الذي يحدث على أرض الواقع السياسي و الثقافي العربي , وهذا التغييب المتعمد و الضار بكل الاتجاهات السياسية و على رأسهم الأحزاب الحاكمة أو المالكة , فالكل مستهدف لا محالة, و هم يتناسون أن الأيام دول بين الناس .. أي يتم تداولها بين الناس لا تقف عند أحد ولا تثبت في مكان .. بل تتنقل ويسقط هذا و يصعد هذا .. و أنه يجب على جميع الأطراف أن تعرف أن الهدف ليس إزاحة سلطان ظالم فقط بل و إيجاد سلطان عادل وطني .. و هذا في ظل هذا الجو الإعلامي الفاسد و الذي يعتمد عليه العامة صعب المنال .. ولا شيء مستحيل, فقط علينا أن نعي خطورة الموقف , و نتعامل مع المستجدات بكل حذر و رؤية مستقبلية للمشهد , حينها نستطيع سطر سطراً صادقاً نقذف به هذه الفوضى في سلة المهملات, و نضع أقدامنا على عتبات الوطن بكل ثقة و شموخ و عزة.دون أن تأسرنا الكلمات البراقة فارغة المحتوى , و دون أن نلجأ لعدو يسلب عنا ما تبقى من حرياتنا.. ودون أن نمجد أشخاص لمجرد أنهم قالوا ما يجييش في صدورنا , بل الرهان الأكبر على من يقول لنا ما لا نعلمه و يفيدنا .. و نثق في كونه يستطيع أن يفعل ما يقول.

وللحديث دائماً بقية

حسين راشد
مساعد رئيس حزب مصر الفتاة
و أمين لجنة الإعلام

مرشح حزب مصر الفتاة لرئاسة الجمهورية 2011


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية