أنا لست هو
...............................................................
أنا لست هو
|
شعر : حسين راشد |
صدقوني .. صدقوني
ربما تشبهني صورته
لكنهم لم يصلبوني
بل أنا من فرد ذراعيه طوعاً
و دق في كفيه مسامير الشعر
و أحلام الفنون
أنا من عانق السماء ببوحه
و وجهي في العلياء منصوب
أنا لست هو
صدقوني
صدقوني
نعم
من تلاميذي من خانني
و من قومي الكثير أذوني
ولي في نبوءتي خلاصٌ
لكل من ترصدوني
وهذه العذراءُ أمي
لكنني جئتُ من مخاض
الطين
فدثروني بماء النيل
و أطعموني من دلتاه
لتحيوني
دعوتي السماحة
لكنني ..لا أدَعي
أني أشفي سقيمي
صدقوني .. صدقوني
ما كنت على سفح الجبل يومها
و ما سمعتُ الظلمة
وما جادت سمائي بالغيوم
كنتُ .. انتظر الميلاد كغيري
و أحدقُ في كل العيونِ
لم أر المجدلية
ولم يكشف سري
سوى
منْ عشقوني
فلا تعبدوني
ولا تتركوهم يصلبونني
من الكهان و الكتبة
من يحلقون حولي
يبذرون الفتنة في الصدور
لم أصعد معهم .. لم أرافقهم
ولن ينتخبوني
سلموني في اليوم الأول للشعر
و في الثاني جلدوني
ثم قاموا ليفتكوا بي طوعاً وكرهاً
لكنهم في الثالث
لم يجدوني
صدقوني .. صدقوني
جاءوا لي بعشاءٍ من القصيدة
و التفوا حول المائدة
وهذا الذي التقط الصورة
و عبث بها
لم يرني .. ولم يروني
شُبِهَ لهم ..أني معهم
وارتجفوا حينما افتقدوني
صدقوني .. صدقوني
حتى لو خلصتكم من كل الذنوب
و بعثت فيكم حضرتي
وأمنتكم يوم الخروج
ما كان علي أن أنفي وجودي
ما كان علي أن أترك السيارة
يرهبوني
لا زلت هنا .. بينكم
أحتسي الشعر في خمر جنوني
و أعلقُ أنفاسكم على
خشبات عقمكم
و ارتباكات المجون
دلوا علي كما تريدون ولا
تحذروني
فأنا وهبت نفسي للحياة
والموت أبلغ من قصيدةٍ
حبلى
بهذيان المرتبكين
هبوا علي
بكل أسلحتكم العنيفة
و أمنحوني
ألقاب الفتى المتوعد المجنون
ما عادت تيجانكم تصلح لشعري
و ما عاد الشوكُ يدمي فنوني
صدقوني... صدقوني
بلغتكم رسالات قلبي
و قلبي عليكم إلى يوم تلاقوه و تلاقوني
لا أحمل لكم غير شفقةٍ
و حسرة المصدومِ
بالله ما كنت هو
بالله ما زلت أنا
و كلٌ في الحياة
بين مفتونٍ و ملعون
و مقبول
و آخرين تشابهت قلوبهم
لم يحملوا الذنب إلا عندما
عرفوني
أنا لست هو ..
صدقوني ..صدقوني
هذا كتابي .. وهذه دنيتي
بين فرشاتي و أنيني
كل الذي ألقاه
فيهما
حرف جرٍ
و دمعة المفقود
ظنوا .. كما تشاءون
ولا تعبثوا بالقصيدة
لكافكم ألف نون
و أنا
بينكم .. حقيقة
لقصيدتي آلاف آلاف آلاف
المتون
و الهمازون اللمازون
الغمازون
يحملون الهامش
و يخفون ما بالحقيبة
فلا يجرمنكم شنئان قومٍ
يختالون بنثريات
عقيمة
كي يجهضون مولود
القصيدة
أنا هذا الذي
ما بين ضفتي الحروف
يعانق سطوة الأقلام
و هزهزات الفرشاة
و ألوناً كونتها
بعرق العلوم
فلا تُفتنوا
أنا لست هو
فهل تصدقوني
حسين راشد رئيس الاتحاد العربى للاعلام الالكترونى
info@auem.org