مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 اجتثاث الفكر العربي .. واستبداله بالفكر الصهيوني
...............................................................

 

اجتثاث الفكر العربي

 

بفكر : حسين راشد
......................


من الصعب على المواطن العادي الذي لا يعلم عن أمور السياسة أن يفقه الدور الخفي من وراء الأحداث المعلنة أمامه على شاشات الفضائيات المتحدثة بلغته .. واللغة هنا تقتصر على الهجاء والمقصود بها أنها لا تكلمه عن ثقافته الوطنية .. فاللغة ليست اصطلاحات خفية بل من المفترض أن تكون لها دلالات تصل للجمع الغفير ممن يتحدثون تلك اللغة .. حتى تصبح ( لغة) أما ما هو حاصل الآن فلدينا ألسنة تتحدث بما يشبه لغتنا ولكنها لا تمت بصلة للغة الشعوب .. ولكنها لغة إعلامية غير معروفة الهوية ومشكوك في انتماءها و جغرافيتها ..

وقد ساعد على هذا الاغتراب في اللغة تاريخ بعض هذه الفضائيات والذي بدء ما بعد افتعال أحداث 11 سبتمبر .. وقد زادت و تفاقمت بعد احتلال بغداد .. ما آثار المتلقي العربي للخبر .. وجعل هناك هوة كبيرة بين ما اعتاد عليه من تلقي الخبر .. فثقافته التي تغيرت فجأة .. كان لها مغزى ومنحى آخر .. يصعب على المتلقي العادي استساغته وهضمه ..

نحمل أنفسنا كثيراً من النقد الذاتي حتى أصبح هذا النقد سيف مسلط على رقابنا جميعاً .. فتحول من مجرد نقد الذات إلى حرب الذات .. وفي خضم هذه الافتراءات الإعلامية والتضليل بسم المعرفة .. أصبح من الصعب إيجاد نقطة التلاقي بين الكاتب وبين القارئ .. والقارئ هنا يحمل قارئ الأخبار حتى ولو كانت على شاشات التلفاز ..

وهذا يقودنا للنظر جيداً ككتاب ومفكرين في إعادة صياغة ما تم هدمه ونسفه في الحقبة الزمنية الفائتة .. وإعادة الصالح كما كان .. وهذا العمل أعتبره واجب قومي على كل قلم واع .. و يحمل حبر الوطن في دماءه ..

فهل لنا أن نصر على لغتنا .. التي يحاول البعض عبر هذه القنوات الإعلامية محوها .. وبالمصطلح السائد في هذه الحقبة ( اجتثاثها) .

وهذه اللغة الجديدة التي يريد العدو الصهيوني زرعها فينا ليتسنى له الإشارة لمجتمعنا العربي بأنه مجتمع دموي و مجتمع يترقب كل منه بالآخر .. ولا يميل للحوار ..

وأعتقد أن قرار الاحتلال الأمريكي السابق باجتثاث حزب البعث على شفاه عملائه المعينين أمريكياً على القطر العربي الشقيق .. ما هو إلا بداية لهجمة منظمة .. قد لا يراها الشعب العربي بالقدر الكاف .. ولكنها عميقة الأثر و توابعها أخطر من بداياتها ..

هي إذاً مسئولية كبيرة تلقي بذاتها على عاهل كل من يحمل هموم الوطن .. و تنتظر أن يكون حجر بناء في هذا الكيان العظيم الذي أثمر على مدى قرون .. وأنار العالم بعد ظلمت الجهل ..

إننا اليوم أمام أحداث شتى .. يريد بها العدو الصهيوني أن نلتهى بها .. وفي ذات الوقت يساعده جهل الشعوب بالخطط الصهيونية والفكر الصهيوني .. الذي أهمل القادة السياسيين على مدى السنين تعريف العامة بخطره .. و إلقاء الضوء على هذا الخطر للحماية والوقاية من عواقب هذا الخطر الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ودس بها ما ينسفها من جذورها ..

بداية من الدين مروراً بالقومية واصلاً إلى عالم بلا هوية وذلك لفرض الهوية الجديدة التي يحلم بها الصهاينة على مدى القرون .. وهي الهوية الصهيونية العالمية ..

وأظن أن اصطلاحات العالم قرية صغيرة ما هو إلا نتاج طبيعي لهذا الفكر وما يريد أن يصل إليه .. ولكن الأخطر في هذا المصطلح تحديداً .. هو محو الهوية والقومية و الخصوصية التي يختص بها كل مجتمع من عادات وتقاليد ولغة مشتركة لمدى تاريخ طويل .. واستبدالها بإملاءات صهيونية لا يعلم المتلقي العادي لها جذور فكرها و لا فروعها وبالطبع لن يصل إلى أين ستصب في نهاية الأمر ..

والمطلوب من كل من لديه قناعة بالوطن أن يحارب هذا الفكر بالفكر .. وأن يتمسك بإيجابيات ثقافته و (لغته) وكما أشرنا أن اللغة ليست الهجاء بل ثقافته وموروثاته .. كي يظل الوطن العربي عربي .. كائن حي ..

ولنعيد حساباتنا مرة أخرى .. ونعاود تقييم الذات العربية و دفعها نحو الرقي .. كفانا نقد الذات أمام الأخر .. لأن النقد أصبح هو السلاح الذي بدأ يقتلنا من داخلنا .. و لنجعل نقد الذات داخل الذات .. و لنتفق على أن لنا الحق في التعبير دون تجريح أو أهانه

وأن لنا عدو واضح المعالم يجب أن تتكاتف السواعد لمجابهته ..

و الحديث لا ينتهي
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية