| | | | جهل المثقفين والترويج لإسرائيل ...............................................................
بقلم: حسين راشد .....................
من الصعب جداً على أي قلم وطني حقيقي أن يمتلك زمام قلمه دون أن يهتز كيانه وروحه و كل ما له من حواس حين يكتب في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر على الأمة العربية و خصوصاً على قلبها النابض "فلسطين" وما يجري من أحداث سادية صهيونية من قتل وتشريد و إبادة لشعب أعزل لا يملك أدوات الدفاع عن نفسه حتى في ظل حركة مقاومة تحمل من السلاح ما تدافع به عن أفراد محدودة في أماكن محدودة ولن أقول متواضعة.
أمام ماكينات و آلات العدو الصهيوني من طائرات وبارجات و مدافع بجانب جيش نظامي كامل يستند على محاباة كل قوى الظلم والطغيان في العالم و إلى مؤسساته التي لا تتحرك إلا إذا كان الأمر في صالح "الكيان الصهيوني" و ما سمي بالمجتمع الدولي الذي ساهم في إنشاء هذا الكيان السرطاني في قلب الأمة العربية و يدافع عنه دفاع لا يمكن أن يوصف سوى بأنه تواطؤ علني ورسمي بل يحيلنا إلى الشكل الواضح للمؤامرة العالمية على وطننا العربي بلا استثناء .
وإن كانت الاقلام الحماسية من فرط حساسيتها و بأسلوب المصدوم الذي يتخبط كالثمل ولا يعرف لأي مدى ستصل به تلك الكلمات الثورية على الوطن ولغته القومية و من المؤسف أن نجدها ناسية عمداً أو عن جهل إدانة العدو الصهيوني .. وتنتقل لهدم ما تبقى من الروح العربية تحت شعارات الدفاع عن القضية العربية , وبدلاً من أن تكون هذه الأقلام هي وساطة الخير بين الأخوة للم الشمل و ضوء الرشد والهدى أصبحت هي الأخرى في ذات الغمامة بل أصبحت في ظلمات الظلمات فلا هي أنقذت الوطن ولا هي أصلحت ذات البين بل أصبحت كمن يصب الزيت على النار ويقولون اننا نطفأها.
إننا في مثل هذه المحنة العظيمة وهذا الإختبار القاسي على الأمة بصرف النظر عن المتسبب لأن العدو الصهيوني لا يفرق بين عربي وعربي , وليس له أصدقاء ولا حلفاء ولا عملاء كما يحلو للبعض تسميتهم لأن الجميع يعلم أن العقيدة الصهيونية تقول ( اعطني ما أريد لأثبت لك أنني أقوى منك) وأن علوم السياسة لا توجد بها مصطلحات الصداقة و العمالة بل بها (المصالح المشتركة) و نفس هذا الذي بينه وبين الطرف الأخر مصالح تأتي الأيام لتكون المصلحة مع شخص أخر فيعلن عليه الحرب ومن هنا تلوح نظرية " عدو اليوم هو صديق الغد وصديق اليوم هو عدو الغد" أي أنه في هذه الأمور لا يوجد ثبات على أي شيء . ولا توجد مبادئ للعبة السياسية سوى المصلحة .. وهذه المصلحة لا يمكن ان تشكل وطنية بقدر ما تشكل إلتواء وانحراف أحياناً عن الطريق المستقيم و قد ينتهي الطريق على غير هدى أو أن تتلامس الخطوات في نهايةالمسار وتصل للهدف.
أعتقد أن كل هذا غاب عن الأقلام التي تعتبرها القراء "كبيرة" . ومن الضروري جداً بل ومن الواجب على كل من يمتلك زمام قلم و يعلم أن حبره الذي يقطر كلمات على ورق أو يديه التي تكتب على لوحة مفاتيح أن يعرف البعد الذي سيذهب به قلمه .. قد تشكل العواطف فينا الإنسانية وهذه حقيقة لا أنفيها .. ولكن الإنسانية هذه لا توجه إلا لإنسان .. وحين ينزف القلم نزفه فهو يعلم أن قلمه سيصل لعدوه قبل صديقه .. وأن مردود الفعل على الكلمة قد يكون أقوى من الكلمة ذاتها .. وموضعها الذي توضع به هل هو في الصالح الدائم أم في المصالح الوقتية , فللكمة سلطان إما أن تضعه فوق رأسك أو أن تلفه حول عنقك .
قد تكون المقدمة طويلة لكني لو تركت القلم ينزف لنزف أكثر من ذلك مرات ومرات .فحزني على ما وصل إليه العقل العربي ربما يفوق حزني على احتلال البلاد .. لأنه لو دمرت العقول الوطنية حقيقة , فلن تعود البلاد أبداً .. ولكن الاحتلال مصيره إلى زوال كما تعلمنا من التاريخ الطويل في كل الأمكنة والأزمنة على الأرض .أما أن يزوغ عقل المفكر والكاتب أو يصل لدرجة الغباء والانحدار الفكري والاخلاقي بل والوطنية فهذه والله لنكبة أعظم من النكبة ذاتها .
فإننا كعرب يجب أن نبحث عن نقاط اللقاء .. وأن وقت الشدة يجب أن ننسى الاختلاف و نركز على نقاط الخروج من الأزمة طالما الأزمة تمسنا جميعاً .. ولا داعي أن أذكر بأن المحتل الغاصب لأراضينا العربية لا يفرق بين هذا أو ذاك ولكننا في عيونهم وعقولهم ( أمميين) ولسنا من البشر .. وأن العقيدة التي يحاربوننا بها تقول :- من سفر التثنية الإصحاح (20) 10 «حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، 11 فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. 12 وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. 13 وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15 هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا. 16 وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا، 17 بَلْ تُحَرِّمُهَا تَحْرِيمًا: الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، فبالله عليكم أيها المدعون الثقافة والعلم ألا يشكل هذا ركائز ثقافة المحتل ؟؟!! ألا نعرف من هذا أن العدو الذي يضرب بكل ما لديه من قوة لا يفرق بين مدني أو عسكري .. ولا يفرق بين الرضيع و الشيخ والمرأة . إن من الواجب علينا ليس فقط الادانة و التلويح بالعنصرية والسادية الصهيونية . بل يجب علينا جميعاً سد الفجوات التي تحدثها أقلام لا علم لهم بأصول مهنتهم ورسالتهم في التوعية والإرشاد .. بل أصبحت الأقلام اليوم هي للضلال والتضليل ومساعدة الكيان الصهيوني في فرض سيطرته و هيمنته على الأراضي العربية بحجة أن هذه الشعوب وهؤلاء القادة ليسوا سوى خدم عند أسيادهم الصهاينة .. فبالله عليكم من المستفيد من هذه الدعايات الصهيونية غير الصهاينة .
وهل إماتت النخوة وفلك أواصر اللحمة القومية العربية هي من ستعيد أراضينا العربية ؟!! أقولها والكلام لا ينتهي.. يجب أن نقف صفاً واحداً و نجعل هذه القاذورات القلمية داخل كاتبها و لنخرج جميعاً ما لا نختلف عليه .. ألا وهو عدم الاعتراف بالكيان الغاصب .. و عدم الترويج للفتن التي تدمر الوحدة العربية الحقيقية . كفانا تشتيتاً للمتلقي .. وكفى صبيانة الكتابة و الهجوم على بعضنا البعض في تفاهات و نزوات لا صالح منها ولا نافع . وليعلم الجميع أن من يفرق منا لن يسد .. بل يروج للصهيونية بمحض إرادته إذا كان يعلم فتلك مصيبة وإن لم يكن يعلم فالمصيبة أعظم.
وللحديث دائماً بقية
حسين راشد رئيس الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني رئيس تحرير جريدة مصر الحرة الالكترونية نائب رئيس حزب مصر الفتاة وأمين لجنة الاعلام info@auem.org www.auem.org
| | ..................................................................................... | |
| | | | |
|
|