مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 سيناء ارض الكنوز وعرين الاسود

بقلم الباحث نبيل عواد المزيني
...................................


لازالت ارض سيناء تميط اللثام عن بعض كنوزها الاثرية بين الفينة والاخري ، ولسان حالها يقول مازال في بطني من الكنوز الكثير وفوق سطحي من الخير الوفير ، ولأن ابن سيناء البدوي الاصيل يعرف قيمة سيناء وأرضها ويعيش من خيرها فهو يحافظ علي أثارها مثلما يحافظ علي أمنها ويطالب المسؤلين دائما بالاهتمام بكنوزها سواء في جنوبها او في شمالها كما سنري في هذا المقال.

فقد كشفت ارض الفيروز مؤخرا عن احدي كنوزها في الموقع الأثرى بجبل حذبر بجنوب سيناء ، وهو كشف اثري يحتوى على نقوش فرعونية ونبطية ومسطحين صخريين من الحجر الرملى يعود إلى الأسرة الخامسة الفرعونية ، ذلك حسبما صرح الاثري مصطفى رزق إبراهيم مدير آثار منطقة سرابيط الخادم ، حيث وصف الكشف الاثري قائلا " إن المسطحين متماثلين نُقش على الأول بالهيروغليفية، وعلى الثانى نقوش نبطية، وهذان النقشان يقعا على حافة جبل حذبر المطلة على منطقة الرملة فى إتجاه الشمال الغربى " ، كما يحتوي الكشف الاثري ايضا علي نقش رأسى بالنقر من عدة أعمدة متداخلة من الكتابة الهيروغليفية يوضح ألقاب الملكية الفرعونية للفرعون أمنمحات الثانى ، واسم الموظف الذى كتب النقش ولقبه، ونقش تصويرى يمثل الملك الفرعون .

إن الكتب والخرائط التاريخية تخبرنا بأن ارض سيناء غنية بالمواقع الاثرية ، فعلي بعد ٩٠ كم شرق مدينة ابورديس بجنوب سيناء تقع قرية وادي فيران التي يبلغ تعداد سكانها بتوابعها حوالي ٨ آلاف نسمة ، ويوجد في هذة القرية ومحيطها آثار هامة من مختلف الحقب التاريخية والجيولوجية والدينية ، فبها يوجد دير البنات الذي يحتوي علي كنيستين هما كنيسة النبي موسي وكنيسة الأنبا ديميانوس ، وبالقرب من قرية وادي فيران من ناحية الغرب يوجد جبل المناجاة ، ومنطقة البريجة المليئة بالأثار النبطية ، كما يوجد في محيطها جبل الطاحونة وبة كنيسة النبي إليا وكنيسة النبي اكتافيوس ، وفي منطقة سيل أجلة يوجد سلسلة حبال سريال وهي سريال وسرابيل وسجلية وحبورة ، وفي منطقة دير المحرض توجد أثار رومانية ، وفي وادي صواوين توجد آثار النواويس .

ورغم وجود هذا الكم الهائل من الاثار التاريخية والدينية في منطقة وادي فيران ، إلا انها اصيبت بالتجاهل والاهمال التام من قبل النظام البائد علي مدار اكثر من ٣٠ عام ، وذلك بعد ان كانت هذة المنطقة مزار للسياح من كل انحاء العالم وكانت تدر دخلا علي ابناء البدو العاملين في مجال السياحة ، مما دفع احد أعيان قبيلة مزينة وهو المحامي صالح عودة المزيني رئيس المجلس المحلي بجنوب سيناء الي المطالبة بوضع منطقة فيران على الخريطة السياحية ، موضحا أن المنطقة ستوفر آلافا من فرص العمل ، نتيجة لتميز وادى فيران بالسياحة الدينية التى تهم الكثير من الباحثين والدارسين ، كما أنتقد صالح المزيني التجاهل والاهمال الذي حل بوادي فيران في العهد البائد قائلا " لا يوجد مكان فى جنوب سيناء يحتوى على هذا الكم الهائل من الآثار، مثل فيران، ومع ذلك فلا يعلم الكثير من مواطنى جنوب سيناء بهذه الآثار، بل لا يعلم الكثير من المختصين والمشتغلين بالسياحة بهذه الآثار" .

ان نظام مبارك البائد لم يتجاهل ويهمل تطوير منطقة وادي فيران بسيناء فحسب ، بل ايضا تجاهل وأهمل تطوير مناطق اثرية هامة اخري نذكر منها علي سبيل المثال قرية الوادي شمال مدينة طور سيناء ، فرغم وجود العديد من آلاثار القبطية والاسلامية بها ، مثل ديرالوادي والذي يحوى أربعة كنائس ومعصرة زيتون وبئر للمياه وفرن لتصنيع الزجاج ومنطقة خدمات ، وعلي بعد ٣ ك.م منة يقع حمام موسى ذو المياه الكبريتية الدافئة ، رغم كل هذا فلم يتم ضم هذا الدير الي الأراضى الأثرية إلا في ابريل من العام الماضي ، ولهذا فقد انتقد غريب حسان المزيني النائب البرلماني السابق تجاهل المسئولين في النظام السابق لقرية الوادي ، وخاصة أنها تعتبر مدخل لمدينة الطور حيث ان الزائر لشرم الشيخ لابد وان يمر علي الوادي ومدخلة المهمل وطرقاتة الغير معبدة ، وطالب بالاهتمام بالمنطقة وبتجميل مدخل القرية .

وإذا كان بدو جنوب سيناء من ابناء قبيلة المزينة قد طالبوا بالاهتمام بالمواقع الاثرية في مناطقهم الجنوبية ، فإن بدو شمال سيناء طالبوا ايضا بالاهتمام بالمواقع الاثرية في مناطقهم الشمالية ، حيث طالبت مؤخرا حركة "ثوار سيناء" بالاهتمام بالآثار المتواجدة فى منطقة سوق الخميس في العريش بشمال سيناء ، مثل قلعة العريش التاريخية ، وناشدو المسؤلين بتحويلها الي مزار سياحى يستقطب السياح الي شمال سيناء ، ورغم ان قلعة العريش تعتبر من اهم القلاع الممتدة من عبر حدود سيناء الشمالية ، وشهدت تلك القلعة معاهدة العريش عام ١٨٠٠ م ، إلا انة قد اصابها التجاهل والاهمال لدرجة انها تعاني من انتشار القمامة حولها وتواجد سوق الخميس قربها ، وتذكرنا المصادر التاريخية بأن هذة القلعة تم بنائها في منطقة جنوب غرب العريش علي قمة هضبة مرتفعة ، وهى فرعونية الأصل، وكانت توجد بها نقوش مصرية قديمة ، كما تم ترميمها عدة مرات عبر العصور التاريخية المختلفة ويعتبر اهم ترميم لها كان في عهد السلطان التركي سليمان القانوني .

ورغم معاناة سيناء وبدوها في عهد النظام البائد , ورغم التجاهل والاهمال الذي اصاب جميع مجالات الحياة علي ارضها ، إلا ان سيناء ستظل عرين الاسود ، وبدوها أدري بشعابها وهم حماة رمالها ، ولسان حالهم يقول معي :

بدوى أنا من سينا ومكانى على ضهر الخيول وجمال
القلب الابيض عبايتى وحبك يا مصر فى القلب منشال
أفديك يا الغالية بالروح وعلمك حطه على راسى شـال
شالى علمك بلونه الاحمر والابيض والاسود هو العقال
بابك الشرقى فى القلب عليه مرابط ومعايا من الأسود رجال


نبيل عواد المزيني
باحث وكاتب سيناوي
رئيس مركز المزيني للدراسات والابحاث

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية