مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 درب الحج المصري بين أصالة الماضي وطموح المستقبل
...............................................................

درب الحج المصري فى الماضي

بقلم : نبيل عواد المزيني
.............................


درب الحج المصرى القديم يعتبر من أهم الطرق التي مرت عبر ارض سيناء الحبيبة
ويحظي دون غيرة من دروب سيناء بما لة من بعد ديني وتاريخي في نفوس العرب والمسلمين من مشارق الارض ومغاربها ، ويمكن تقسيم هذا الدرب داخل الأراضي المصرية إلي ثلاث فترات تاريخية وهي :

الفترة الاولي : بدأت منذ الفتح الإسلامي لمصر وحتي قبل عام 491هـ /1098 م عندما احتل الصليبيون بلاد الشام وعندها تعذر استخدام الطريق البري الذي كان يبدأ بالفسطاط مرورا بسيناء الحبيبة الي بلاد الحجاز .

الفترة الثانية : بدأت بعد منتصف القرن الخامس الهجري وحتي عام 666 هـ ، وفيها تم استخدام طريق عيذاب حيث كان الحجاج يركبون السفن النيلية من الفسطاط الى قوص ثم يسافرون بالقوافل الى عيذاب ثم يعبرون البحر الى جدة .

الفترة الثالثة : وتمتد من سنة 667 هـ الى 1301هـ وخلالها عاد الحجاج الى استخدام الطريق البري الساحلي ، وكان السلطان المملوكي الظاهر بيبرس هو الذي أمر بإيعادة قافلة الحج الي هذا الطريق البري في سنة 667 هـ/ ‎ 1268م ، بعد ان استرد أيلة (العقبة حالياً) من الصليبيين عام 665هـ -1267م ، وقام بزيارة مكة المكرمة وكسا الكعبة المشرفة وضرب لها مفتاحاً .

ويعتبر الرحالة الشيخ عبد القادر الجزيري (ولد 911 هـ ) أفضل من كتب عن درب الحج وقافلة الحجاج فقد ورث عن والدة وظيفة كاتب ديوان الحج عام 940 هـ واستمر بها لأكثر من 20 عاما إلي عهد العثمانية ، وقد ذكر الجزيري قبيلة مزينة ضمن قبائل سيناء التي تولت مهام نقل الحجاج وحراستهم من بركة الحاج (بعين شمس وتقع الان شرق المرج) إلى قلعة العقبة، وكانت الرحلة من القاهرة الي مكة عبر درب الحج المصري البري تستغرق حوالي شهر من الزمن كما ذكرالقلقشندي(توفي 821هـ ) عادة الحجاج أنهم يقطعون في كل يوم وليلة منها مرحلتين بسير الأثقال،ودبيب الأقدام ويقطعونها كلها في شهر، بما فيه من أيام الإقامة بالعقبة والينبع نحو ستة أيام.أما من يسافر على النجب مخفا مع الجد في السير فإنه يقطعها في نحو أحد عشر.

كما استخدمت قبيلة مزينة درب الحج المصري حيث عملت أيضا بنقل التجارة والرحلات بين القاهرة والعقبة في غير موسم الحج ، فقد ذكر الرحالة إدوارد روبنسون وزميلة الامريكي ألي سمث عام 1832م في ابحاثة التوراتية بفلسطين والمناطق المجاورة أنة ألتقي في القاهرة بالشيخ خضر شيخ قبيلة مزينة لترتيب رحلتة من القاهرة الي الديار المقدسة بأرض فلسطين، وعندما انتهي استخدام درب الحج المصري استقرت بطون من قبيلة مزينة علي امتداد هذا الدرب ولازالو بها حتي اليوم حيث استقر البرايكة في بركة الحاج والعبايدة والمساعدة في صحراء القليوبية والصبايحة في الشرقية والدهاشنة في الاسماعيلية والدوايدة في القنطرة غرب وباقي القبيلة لازال في أرض الاجداد أرض سيناء .

وقد بلغ درب الحج المصري ذروة مجده من حسن التنظيم وفخامة المركب وعدد الحجاج في آواخر الحكم المملوكي وأوائل العثماني في القرنين التاسع والعاشر، كما وصف ابن فضل الله (القرن السابع) مراحل درب الحج المصري داخل الاراضي المصرية فقال "فإذا خرج الراكب من القاهرة نزل البركة على مرحلة واحدة، فيقيم بها ثلاثة أيام أو أربعة، ثم يرحل إلى السويس في خمس مراحل، ثم إلى نخل في خمس مراحل…، ثم يرحل إلى أيلة في خمس مراحل وبها العقبة العظمى ... "

وقد انتهي دور درب الحج المصري بعد افتتاح قناة السويس ، فقد ذكر الرحالة الانجليزي ريتشارد بيرتون في عام 1295 هـ/1878 م عندما عاد الي المويلح " كانت قافلة الحج قد فاتتنا وهي عائدة الى مصر, لقد تدهورت حالة قافلة الحج من عزها منذ ربع قرن فبعد ان كانت تقاد من قبل باشا او اثنين صار يرأسها رجل برتبة بيه لقد تقلص عدد”المؤمنين” من آلاف كثيرة الى ما لا يزيد عن 800 شخص، هذه السنة لم يمر منهم بالمويلح سوى 80 بل ان المحمل صار ينقل بالبابور،كل هذا رغم ان عدد الحجيج الواقفين بعرفات زاد مؤخرا عن ما مضى , صار الأغلبية يفضلون الإبحار على السفر بالبر,اما الأغنياء منهم فيفضلون استئجار كبينة على بواخر “الكفار” اما الفقراء فيختارون السنابيك”المؤمنة”... " واستطرد بيرتون كاتبا " اذا استمر هذا الوضع فلن يبق من قافلة الحج الا المحمل وحراسه " وقد صدق توقعة حيث تناقص عدد الحجاج حتي وصل في عام 1297 هـ إلي المحمل و200 من الجنود فقط ، كما وصف ذلك محمد باشا صادق ، وفي عام 1302 هـ جئ بالمحمل عن طريق البحر وكانت هذة هي نهاية درب الحج المصري القديم .

كان هذا عن درب الحج المصري في الماضي أما في الحاضر والمستقبل ، ففي أثناء انعقاد ملتقي الأثريين المتخصصين في الأثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلي للآثار منذ أيام , تقدم الأثرى عبد الرحيم ريحان مدير منطقة آثار نويبع وأمين لجنة الإعلام بالإتحاد العام للآثاريين العرب بمشروع قومي لتعمير سيناء من خلال إستغلال الطرق التاريخية وإعادة إحيائها ، ومنها درب الحج المصرى القديم ، ونحن نشارك ريحان الرؤية ان ارض سيناء الغالية يكمن بها الحل للمشاكل الإقتصادية عن طريق إستغلال ثرواتها التاريخية والأثرية (ومنها درب الحج المصري) الإستغلال الأمثل، حيث تحوى هذه الطرق كل مقومات السياحة بسيناء من سياحة ثقافية ، وسياحة السفارى، والسياحة العلاجية بالمياه الكبريتية والنباتات الطبية والشواطئ الخلابة.


المحرر: نبيل عواد المزيني باحث وكاتب مصري - مقيم بأمريكا وينتمى لقبيلة المزينى وهى من أعرق القبائل المصرية فى جنوب سيناء
www.elmozainy.com


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية