وطن نخسه الشيطان ............................................................... مجدي المصري ................. أستيقظ في الصباح نشيط مفعم بالأمل في يوم جديد مشرق أملا ومتمنيا أن يكون أحسن من سابقه .. وبعد أداء الطقوس الصباحيه من حلاقه ذقن واستحمام وكي ملابس وارتدائها أصبح مستعدا ومتأهبا للانطلاق والخروج من المنزل لملاقاه "قسمتي ونصيبي" فنحن شعب قدري بالدرجه الأولي لذلك يتحبب الينا أن ننسب كل الأحداث التي تمر بنا الي قسمتنا ونصيبنا والمقدر لنا .. “المكتوب علي الجبين لابد أن تراه العين" … أخطوا أولي خطواتي خارج المنزل لتقابلني "غاغه" صوتيه ضاخبه تصدر من حشره اسمها تك تك أو طف طف أيهما أقرب الي الغثيان يسير بسرعه رهيبه بقياده صبي أرعن أقل ما يوصف به وحتي لا نخرج عن حدود الأداب العامه أن الشيطان لم ينخسه بل سكن رحم أمه تسعه أشهر خرج بعدها من رحمها في صوره هذا الصبي الذي يبدأ يومه بتعاطي البرشام المخدر وبالتالي لا يسمع ما يسمعه لنا من كلمات وضيعه بلحن هابط بصوت حمار أرقط وبأعلي صوت متحديا كل الأعراف والقوانين وهادرا كل حقوق الاخرين في الحياه … أتجاوز بصعوبه هذه المحنه "الاصطباحه" وتبعاتها علي سمعي وأصل الي سيارتي لأجد أن أحدهم قد ترك لي ذكري عطره علي الطلاء بواسطه مسمار "برغي" حاد ومما لا شك فيه أن هذا "الأحدهم" قد نخسه الشيطان أيضا .. أحاول أن أدير محرك السياره وقد امتقع وجهي وتغير لون دمي وأبدأ السباحه بالسياره بين أجساد البشر وأحاول جاهدا أن لا تلمس السياره أحدهم وهو يسير بعرض الشارع كما لو كان شاحنه كبيره الحجم أو ثور هائج غير منصت أو عابئ لأصوات الات التنبيه التي تطلقها السيارات والتي بح صوتها من كثره التوسل اليه ليفسح لها مجالا للسير وان تجرأت احدي السيارات ولمست طرف هدب ثوبه الطاهر يلتفت وكأن الشيطان قد مسه ليبدأ وصله من الردح والسباب الذي أرضعته له أمه حولين كاملين محاولا الفتك بصاحب السياره والذي ان أسعده حظه يجد من الماره من يخرجه من بين أنياب ومخالب هذا ال "…..” الهائج والذي نخسه الشيطان أيضا … وبمجرد عبوري أول تقاطع سير أفاجأ بسياره ميكروباص يقودها بلطجي بصحبه مجموعه من أصدقائه الذين علي شاكلته وقد مر من جانبي بسرعه ثم مال باتجاهي واذا ب"الاكصدام" الحديدي الغليظ الموجود بسيارته وقد شق جانب سيارتي من الخلف الي الأمام في خط مستقيم يسر الناظرين وأترجل لأري التلفيات التي حدثت بسيارتي لافاجأ ب"القطيع" والذي كان بداخل الميكروباص ينطلق باتجاهي شاهرين قرونهم المدببه محاولين نطحي واساله دمي كاستباق متعارف عليه في شرع الشارع حتي لا أطالبهم بتعويض عما أتلفوه بسيارتي ويتفرق دمي بين أفراد القطيع ويتحول الأمر الي مشاجره لا يعاقب عليها القانون ولكن العنايه الالهيه ترسل من ينقذني من بين أيديهم ويركبوا ميكروباصهم وينطلقوا كالريح بحثا عن ضحيه أخري .. بالتأكيد نخسهم كلهم مجموعه كبيره من الشياطين متعددي الالوان ... وأخيرا أصل الي مقر عملي سالما غانما ببركه دعاء الوالدين لأبدأ العمل منتبها نشيطا سعيدا لان "الله قدر ولطف" ولم تحدث الوفاه … لتصلني أخبار الوطن تباعا .. سرقات "نخسهم الشيطان" .. اختلاسات "نخسهم الشيطان" .. اهدار المال العام "نخسهم الشيطان" .. اغتصابات "نخسهم الشيطان" .. رشوه "نخسهم الشيطان" .. محسوبيه "نخسهم الشيطان" .. وساطات "نخسهم الشيطان" .. اهدار أدميه "نخسهم الشيطان" .. دعاره "نخسهم الشيطان" .. اتجار بكل شيئ ممنوع "نخسهم الشيطان" .. فهلوه واستهبال "نخسهم الشيطان" .. قتل من أجل جنيهات زهيده "نخسهم الشيطان" .. مخالفات سياره لم أرتكبها "نخسهم الشيطان" .. رسوم ودمغات وضرائب ضعف دخلي "نخسهم الشيطان" … وأخيرا ينتهي يوم عملي "علي خير" وأعود الي منزلي وأتناول عشائي وأسرع الي فراشي التمس قسطا من الراحه وأذهب في سبات عميق وأحلام ورديه في ايجاد حل لمن نخسهم الشيطان في هذا الوطن .. وفي الثانيه صباحا أستيقظ علي صوت مطارق تحطم جدران فأهرع الي شرفتي لأتبين ما الذي يحدث فأجد أحد الجيران الذي فتح الله عليه واشتري جهاز تكييف ولم يصبر حتي الصباح وأراد الا تمر الليله عليه بدون أن "يتكيف" فأحضر العمال لتركيب التكييف في الثانيه صباحا .. لأجد نفسي بدون أن أشعر أصرخ بأعلي صوتي ويشق صوتي سكون الليل أقصد ضوضاء الليل قائلا .. يا وطن مل من نخسه الشيطان ...   06/11/2014 مصرنا ©
	.....................................................................................