حرب مصر القادمه ..
...............................................................
| |
الرئيس الاثيوبى جرما ولد جيورجس | |
بقلم : مجدي المصري
........................
إتهمت أثيوبيا التي تتزعم مجموعه الدول الافريقيه التي يطلق عليها دول المنبع لنهر النيل وهي أثيوبيا بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا .. إتهمت مصر بالمماطله في ملف تقسيم مياه النيل ..بل وأضافت بأنها سوف توقع إتفاقيه جديده فيما بينها في منتصف مايو القادم للتوزيع العادل لمياه النهر .. وأن الإتفاقات السابقه لتوزيع مياه النهر كانت إتفاقات موقعه تحت الاحتلال وبالتالي لم تكن تستطيع تلك الدول رفضها ..
وقد إستضافت مصر مؤتمرا لتلك الدول بالاضافه الي مصر والسودان وهما دولتي المصب في محاوله منها لإثناء تلك الدول عن موقفها ولكن فشل المؤتمر أمام إصرار تلك الدول علي موقفها بل والجديد في الأمر هو تكتلها الجماعي معا في مواجهه مصر والسودان ..
وبعيدا عن الشعارات البراقه والكلمات الرنانه وتجاره الكلام نعود الي الوراء قليلا منذ سنوات طويلا مضت حذر الخبراء الاستراتيجيين من تواجد إسرائيل وبقوه في تلك الدول والتي هي "الفناء الخلفي لمصر" وسنعود الي هذا المصطلح لاحقا ..
وما حذر منه الخبراء في السنوات الماضيه ولم يلتفت اليه أحد هو تواجد خبراء زراعيين وسياحيين ومستثمرين يهود في تلك الدول والتخطيط لإنشاء العديد من المشاريع الزراعيه والسياحيه التنمويه في تلك الدول وهو ما لاقي ترحيبا شديدا في تلك الدول .. بل وأيضا عرض اليهود شراء مياه النيل الغنيه بالعناصر الطبيعيه والغرين من منابعها والتي تعرف إسرائيل كيف تستخلص عناصرها وغرينها لتحويل ما تبقي من مناطق صحراويه في إسرائيل الي جنات خضراء ..
ومن هنا جائت المطالبات بل والاصرار علي تعديل حصص مياه النيل فدول المنبع ليست بحاجه فعليه لكميات إضافيه من المياه بل وفيها العديد من منابع المياه الأخري ولكن الوضع اليوم إختلف .. يوجد من يريد أن يشتري تلك المياه التي سوف تحتجزها السدود المزمع إنشاؤها بطميها وغرينها وعناصرها الزراعيه تمهيدا لنقلها الي المشتري ..
وهنا نتوقف قليلا لنتبين الخيارات أمام مصر إذا سارت تلك الدول في مخططاتها غير عابئه بمصر وتصريحاتها ..
أولا الإلتجاء الي المؤسسات الدوليه وهذا ما تريد تلك الدول دفع مصر اليه فإسرائيل ومن ورائها أمريكا تسيطر وتهيمن علي تلك المؤسسات وبالتالي لن تكون النتائج في صالح مصر بل سيفرض علي مصر توقيع إتفاقات جديده تتنازل بموجبها عن جزء كبير من حصتها المائيه وهنا سيضعف موقف مصر تماما في أي خيار آخر وستكون باغيه إن تخيرت خيارا آخرا في مواجهه المجتمع الدولي الذي سيقف في مواجهتها ..
الخيار الثاني وهو الخيار العسكري أي أن تهاجم مصر المشروعات والسدود التي ستقام علي النهر وتدمرها وهذا الخيار يعتبر مستحيلا بالمقاييس العسكريه فمصر لا تملك منظومه الصواريخ الموجهه عن بعد سواء المنطلقه من منصات أرضيه أو بحريه وبالتالي فالتدمير إما بالضرب بالطيران أو بإنزال قوات للتدمير أو أخيرا الدخول في حرب مباشره ..
فالطيران ليست أجواء تلك الدول مفتوحه وإنما تعلم إسرائيل جيدا إمكانيه قيام سلاح الطيران المصري بالهجوم علي تلك المنشآت وبالتالي فهي ترصد التحرك من أراضيها وتتولي الدفاع الجوي من أراضي تلك الدول أي ستكون إسرائيل بالتكنولوجيا الأمريكيه طرف غير مباشر في صد الهجوم الجوي المصري ..
وعمليه إنزال قوات خاصه للتدمير نحن لا نمثل فيلم رامبو و سلفستر ستالوني تقدم به العمر ولم يعد يستطيع ذلك الآن .. ولكن تحتاج تلك العمليه الي تدريبات خاصه ومساعده لوجستيه من دول الجوار فهل هي متوفره ..
أما الدخول في حرب مباشره فهل سيسمح جنوب السودان بمرور القوات المصريه من أراضيه إن سمح شماله وهو من يسعي هذه الأيام للإنفصال عن الشمال ..
من كل هذا يعد الخيار العسكري صعبا إن لم يكن مستحيلا ..
يتبقي خيارا أوحد ليس خيار الحكومه المصريه النائمه في العسل لعده عقود وإنما هو خيار رجال الاعمال المصريين الذين أثروا ثراءا فاحشا في العقود الماضيه مستفيدين من التسهيلات الممنوحه لهم من الحكومات المتواليه وهو إنشاء صندوق مشترك فيما بينهم لضخ عده مليارات من الدولارات لانشاء مشروعات تنمويه وزراعيه وسياحيه في تلك البلدان دفعه واحده بل والدفع بالايدي العامله المصريه العاطله لتلك البلدان وهم بلا شك سوف يتربحون الكثير من ذلك ..
وبهذا يتم تأمين الفناء الخلفي لمصر ومنابع النهر وللعلم تلك الدول سترحب بذلك أيما ترحيب وهذه الدول يهمها بالمقام الأول مصالحها فإن كانت تلك المصالح مع مصر فمصر هي الشقيقه الكبري لهم وإلا فالبدائل قاتمه ..
وأخيرا حد سامعني ..؟