مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 ماذا لو دخلت مصر اليوم حربا ..؟
...............................................................

 

نتنياهو

 

مجدي المصري
.................

سؤال بدأت خلجات النفس تردده بكثره هذه الأيام .. صحيح أن مصر إختارت السلام خيارا إستراتيجيا بعد حرب السادس من أكتوبر عام 1973 وأبرمت معاهده سلام مع إسرائيل بل وأعلنت أن حرب أكتوبر ربما تكون هذه آخر الحروب المصريه في المدي المنظور .. ولكن ماذا لو دخلت مصر حربا أو أُدخلت أو أُجبرت علي الحرب ..؟ بعيدا عن الشعارات البراقه والكلمات الرنانه والديباجات السابقه التجهيز نتسائل .. هل مصر اليوم مستعده للحرب ..؟

فكما هو متعارف عليه فإن الحرب تحتاج الي إستعدادات عسكريه من أسلحه وعتاد وزخائر .. هذا جانب وعلي الجانب الآخر إستعدادات إقتصاديه وتوفير مخزون تمويني إستراتيجي تحاشيا لحدوث أزمات في الطعام والأغذيه أثناء الحرب ..

وهذه أمور لانستطيع نحن أن نُفتي فيها فنحن لسنا بالمختصين ولسنا بأهل العسكريه ولا خبراء في التسليح لذلك لن يكون هذا موضوعنا وإنما لنا شأن آخر وهو أهم من كل ما سبق ..

والأهم من كل ماسبق هو المواطن الفرد المقاتل وهو ما تجلي واضحا إبان حرب أكتوبر وهذا المقاتل قلب كل الموازين العسكريه فالتفوق في التسليح الاسرائيلي كان واضحا للعيان والوضع الاستراتيجي المتمثل في الإحتماء بالمانع المائي وخط بارليف الحصين كان وبالرأي الذي أجمع عليه الخبراء العسكريين "إستحاله" العبور والإجتياز بالاسلحه التقليديه .. لابد من السلاح النووي ..

ولكن المواطن الفرد المقاتل كان هو الاسطوره الخالده في هذه الحرب وكانت صيحه "الله أكبر" هي وقود وعزيمه ذلك الفرد في حرب أكتوبر والتي دفعته لعبور القناه وإكتساح ودك كل حصون خط بارليف وخوض أعظم المعارك التي سطرها التاريخ الحديث ..

ولكن .. هل هذا المواطن الفرد "المقاتل الأسطوره" موجود اليوم ..؟

قبل التسرع في الإجابه يجب أن نعقد مقارنه بسيطه بين شباب اليوم والشباب الذين عبروا القناه وحطموا خط بارليف ..

في الفتره التي سبقت وواكبت حرب أكتوبر كان الشباب يسارع في الإنخراط في سلك الجنديه عن عقيده راسخه وإستعداد داخلي للقتال والشهاده في سبيل تراب مصر..

في الفتره التي سبقت وواكبت حرب أكتوبر كان الشباب مؤمن بقضيته مثقف واعي يعرف عدوه جيدا ..

في الفتره التي سبقت وواكبت حرب أكتوبر لم تكن هناك تنظيمات ولا جماعات تحمل أجندات أجنبيه ينضم تحت لوائها الشباب ..

في الفتره التي سبقت وواكبت حرب أكتوبر كان الإنتماء لمصر عقيده راسخه في نفوس كل الشباب ..

في الفتره التي سبقت وواكبت حرب أكتوبر لم يكن الشباب ضائع بين دروب المخدرات المختلفه ولم تكن البطاله تطحنه وكانت تطربه الاغاني الوطنيه الحماسيه وتلهب عواطفه ..

في الفتره التي أعقبت حرب أكتوبر أو بمعني أدق "نصر أكتوبر" لم يجني الشباب الذي حارب ثمار النصر والسلام فيما بعد وإنما جناه آخرون لم يشتركوا في الحرب ولم يضحوا بأرواحهم أو يستشهدوا أو يبتر منهم أرجل أو أزرع نتيجه الإصابه أثناء العمليات وإنما هبطوا علي البلد من حيث كانوا يختبئون أثناء الحرب وإشتروا أملاكها بالبخس تحت يافطه "الخصخصه" وحصلوا علي توكيلاتها التجاريه والصناعيه وتسيدوا عليها وعلي كل من حارب في سبيلها ..

أما شباب اليوم ..

فالشباب يهرب من الجنديه بشتي السبل بل وتعفي الدوله الكثير من دفعاتهم من الإنخراط الإجباري "التجنيد" لعدم الحاجه ..

والشباب اليوم لم تعد لديه قضيه في الأساس ولم يعد لديه أي إيمان بأي شيئ في هذا البلد بل ولم يعد يعرف الفرق بين العدو والصديق لانه معدوم الثقافه مغيب ..

والشباب اليوم إنخرط في كثير من المنظمات والجماعات والتي تحمل غالبيتها أجندات خارجيه وأفكار هي السم الزعاف لهذا البلد ..

والشباب اليوم لا نستطيع أن نقول بأنه فقد عقيده الإنتماء الراسخه لهذا البلد لأنه لم يعرفها في الأساس ولم يربيها أو ينميها أحد في نفوسهم ..

والشباب اليوم ضاع بين رخص أسعار البانجو والكيميا سواء الصناعه المحليه أو المستورده وأصبح يطربه خوار وعواء طرب هذه الأيام بعد أن طحنته البطاله والفراغ الثقافي ..

والشباب اليوم إما أن يكونوا أبناء الأثرياء الجدد ناتج الإنتفتاح والخصخصه وهم من دانت البلد لهم وهم بالتأكيد لو قامت الحرب فلا ناقه لهم ولا جمل بها ..

وإما أن يكونوا أبناء وأحفاد من حاربوا وحققوا النصر سواء إستشهدوا أو أعيقوا أو خرجت أجسادهم سليمه ولكن أرواحهم عليله ووجدوا أنواط وأوسمه وصور تزين جدران البيوت ولكنها لا تغني ولا تسمن من جوع فكفروا بها كما كفروا بالانتماء والتضحيه والفداء ..

ونكتفي بهذا .. ونعود ونتسائل هل مصر مستعده لأن تدخل حربا ..؟

إن كانت مستعده عسكريا وإقتصاديا فهل روح حرب أكتوبر مازالت شاخصه في النفوس أم أن الفرد المقاتل الذي صنع نصر أكتوبر تحول الي أسطوره من بين الآلاف المؤلفه من الأساطير التي تمتلئ بها كتب التاريخ وروايات الرواه ..؟

هل لدي أحدكم إجابه واقعيه بعيدا عن الديباجات والشعارات الرنانه ..؟


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية