مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 تداعيات الأزمه الإقتصاديه علي برعي
...............................................................

 

دراجة برعى العالمية

 

مجدي المصري
.................

ظهرت تجليات وآثار الأزمه الإقتصاديه العالميه علي إقتصاديات الكثير من الدول والتي لن تتعافي من آثارها في القريب العاجل ولكن اليوم ما يهمنا هو تأثيرات تلك الأزمه علي إقتصاد الأسطي "بُرعي" صاحب ومدير محلات بُرعي الشهيره لتأجير الدراجات للصبيه والأطفال ..والأسطي بُرعي موضوعنا اليوم هو نموذج يجب أن يُدرَّس بالجامعات لما له من نظريات إقتصاديه بالرغم من أنها لم تُدرس في الجامعات من قبل ولكن نجحت بتفوق علي أرض الواقع ومن أهم نظرياته الإقتصاديه هي نظريه "الإقتصاد التراكمي" ..

هل سمع أحدكم بها من قبل ؟؟ .. إذا لنشرح ..

وقبل أن نشرح نظريه الاقتصاد التراكمي لبُرعي “BORAEE” يجب أولا أن ننوه بلمحه بسيطه عن نشأه هذا الإقتصادي العربي العظيم فالبروفوسور بُرعي لم يدرس في أكسفورد أو السوربون ولا حتي قرأ عن "كينزي" أو "ماكندر" لسبب بسيط جدا وهو أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب كما أنه لم يعي معني الحمايه الجمركيه ولكن سبحان الله برع في "الأفضليه المطلقه" و"الإقتصاد الجزئي" بدون أن يتمكن من فك رموز الخط والكتابه ..

ولد برعي في ليله سوداء عتماء في إحدي الحواري المجهوله في إحدي المدن المصريه الصغيره وكان ترتيبه الخامس بين ثمانيه إخوه وأخوات كلهم لم يعرفوا شيئا عن التعليم أو المدارس الحكوميه أو حتي الخاصه بمصروفات حيث كان والده رحمه الله يعتنق مذهب إقتصادي شهير هو "العيل الذي يولد يولد رزقه معه" وبالتالي كثره الإنجاب تعني كثره الرزق فكل طفل بمجرد أن يستطيع المشي يجب أن يسعي في سبيل الرزق إما بالتسول أو بجمع المخلفات البلاستيكيه من بين القمامه أو إن فشل في كل ما سبق من "بيزنيس" يرسل الي أحد المحلات أو الورش ليتعلم صنعه وهذا أضعف الإيمان ..

وبُرعي كان من هذا النوع الأخير وبالتالي أرسله أبوه الي محل "عجلاتي" ليتعلم صنعه ومرت الأيام ببرعي بحلوها ومرها حتي بلغ الخامسه عشر من عمره عندما توفي أبوه والذي لم يفكر أحد في تكريمه لما له من إنجازات ونظريات ساهمت كثيرا في النهضه التنمويه الحاليه التي تشهدها البلاد بل وتم دفنه بطريقه غير لائقه في مقابر الصدقه وبدون شاهد قبر ربما حتي لا تتعرف الأجيال القادمه علي مكان رفاته وتكرمه ..

وكان موت والد برعي هو اللحظه الفارقه بين الإقتصاد الإشتراكي الموجه "الوالد" والإقتصاد الليبرالي التراكمي "الإبن برعي" ..

فإستقلال برعي الإقتصادي عقب وفاه الآب أتاح له حريه حركه وآليات لتطبيق نظريته الاقتصاديه "الإقتصاد التراكمي" كالآتي :-

بدأ برعي في جمع مخلفات الدراجات القديمه سواء الصالحه للإستعمال أو التالفه في الساحه المجاوره للدار وعندما إزداد "تراكم" بقايا الدراجات بدأ برعي في المرحله التاليه وهي عمليه الفرز وتجميع الصالح ولو حتي مسمار أو صاموله في جهه والطالح أيما كان في جهه ثانيه ثم من "يوميته" أي راتبه يشتري أجزاء وقطع غيار جديده ومستعمله ..

ومع مرور الوقت والسنوات والخطه الاقتصاديه تحقق نجاحات ملحوظه بدأ برعي المرحله الثالثه من الخطه وهي تجميع تلك البقايا وقطع الغيار في دراجات كامله وكلما أتم تجميع دراجه أعاد طلائها لتبدوا كالجديده ووضعها في "المخزون الإقتصادي الإستراتيجي" ..

وهكذا مرت السنون ببُرعي حتي تجمع لديه 150 دراجه كامله كمخزون إقتصادي لم تستطيع أي حكومه سابقه تحقيقه في فتره مماثله ..

وأخيرا ظهر للعلن العملاق الإقتصادي "بُرعي" بعد أن باع كومه الخرده الموجوده لديه وإستأجر محلا فسيحا ووضع ال 150 دراجه فيه كأكبر معرض تأجير دراجات في المدينه بدون منافس متخطيا بذلك كافه النمور الأسيويه وإقتصادياتها ..

وهكذا إستطاع برعي فرض نفسه علي الساحه المحليه كعملاق إقتصادي واعد تعمل له كافه القوي الإقتصاديه الاقليميه والدوليه 1000 حساب بل وأيضا أصبح شبه محتكر لهذا النشاط عندما تدني بأسعار التأجير عن السوق كله ليصبح التأجير لديه بشبه الحجز المسبق

وهكذا أثبت برعي لكل الاقتصاديين وحتي أساتذه علم الإقتصاد في الجامعات أن نظريه "الإقتصاد التراكمي" تختلف وليست مجرد نظريه كالنظريات الاقتصاديه الأخري وإنما نجحت بإمتياز في التطبيق العملي ..

رويدا بدأت تظهر إستثمارات برعي في سوق الدراجات وبدأ إسم برعي يلمع في أسواق المال المحليه وإرتفعت أسعار أسهم برعي للدراجات في كل المضاربات في كل البورصات ولكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي الدراجات ..

فحدثت الأزمه الإقتصاديه العالميه وخنقت الكثير من الإقتصاديات ومن ضمنها "بُرعي جروب" التي تأثرت إستثماراتها كثيرا فتدني أسعار الدراجات وتوقف وإفلاس العديد من البنوك أدي الي إصابه "مجموعه برعي" في مقتل إستدعي تصفيه الكثير من الفروع وتقليص العديد من الإستثمارات الخارجيه ولكن بالرغم من كل الإجراءات التي إتخذتها "مجموعه برعي" للنهوض مره أخري الا أنها معرضه للإنهيار التام أو شراء أحد الشركات الصينيه لأصول "مجموعه برعي" أو علي أقل تقدير دخول شريك أجنبي في المجموعه ونحن في إنتظار ما ستأتي به قادم الأيام ..
 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية