| | | | القانون والقدسيه … ...............................................................
مجدي المصري ...................
القانون هو الحكم و المحتكم .. هو المرجع و الفيصل .. هو الحامي و الرادع .. هو الرهبه و التقديس …المجتمعات البشريه وحتي الحيوانيه يحكمها وتحتكم لقانون حتي الغابه لها "قانون الغابه" ومن يخالفه يدفع عمره ثمنا للمخالفه وان كان قانون الغابه وشرعها غير عادل في نواميس البشر ويتخذها البشر مثال للظلم وقهر القوي للضعيف الا أن الغابات البشريه اليوم أضعاف أضعاف الغابات الحيوانيه بعد أن احتلوا غاباتهم وسكنوها هم ولكن لم يغيروا قوانينها فالسلوك البشري هذبته وارتقت به الشرائع والقوانين وبالرغم من ذلك فالقوانين التي يحتكم لها بعض البشر أقسي بكثير من قوانين الغابه وبالرغم من ذلك يتندرون علي قوانين الغابه !!! …
أما اذا اتجهنا شمالا بعيدا عن الغابات نجد أن الشعوب كلما ارتقت وتحضرت كلما أدركت القانون واحترمته وأعلته فوق رقاب الجميع حكاما ومحكومين حتي أنه أي القانون يبلغ مرتبه "القداسه" في النفوس المتحضره ولا تستطيع أي رقبه كانت أن تشرئب فوق القانون حتي لا يجتثها سيف القانون البتار …
وبالاتجاه نزولا نجد أن سيف القانون فقد "نصله" الحاد وان كانت كتاباته ونصوصه مازالت موجوده علي الجدران وبين دفات الكتب .. ولكن لم يعد بتارا فالتلاعب بالقانون أصبح حرفه ومخالفه القانون أصبحت هوايه والسمو فوق القانون له أناسه حتي أن تمثال العداله الشهير تندر الناس عليه فهو لامرأه معصوبه العينين وتمسك بيدها ميزان والعصابه التي علي عينيها حتي لا تري من تحاكمهم بميزان العدل .. فأصبح التندر الأن عليها بأنهم وضعوا العصابه علي عينيها ليغتصبوها أي العداله ودون أن تري أي العداله مغتصبيها وتقيد الحادثه ضد مجهول …
والاتجاه نزولا .. نزولا بالقانون حيث يتحول القانون المقدس الي "مطيه" عندما تكتسب به الحكومات الشرعيه وتحكم به رعاياها ثم تكون هي أول من يخالف القانون وأحكامه عندما لا تترائي أو لا تروق لها تلك الأحكام فتضرب بها عرض الحائط وفي نفس الوقت تجرد الحملات لتنفيذ نفس أحكام القانون في رقاب العزل من رعاياها أما من يصاهروا الحكومات بأصلابهم وأموالهم فهم بمنأي عن القانون لأن مواد القانون من الهشاشه بحيث لا تقوي في مواجهه الرجال الاساطير أو أساطير الرجال …
فماذا يتبقي للمواطن الصالح أو الذي يريد أن يكون صالحا عندما يري أن المحترفين يتلاعبون بالقانون ويري مواد القانون تتقاذفها أرجلهم في مباريات حاميه الوطيس في ساحات العداله ؟
وماذا يتبقي للمواطن الصالح أو الذي يريد أن يكون صالحا عندما يري بأم عينيه هواه مخالفه القانون يتفننوا و يبدعوا في مخالفه القانون ولا يرون عقابا ولا رداعا لما يقترفوه ؟
وماذا يتبقي للمواطن الصالح أو الذي يريد أن يكون صالحا عندما يري ذوي الأصلاب لهم قانونهم الخاص والذي تختلف تماما مواده عن المواد التي يعرفها ذوي الارحام ويعملوا جاهدين علي الا يخطئوا ويقعوا تحت طائلتها ؟
وماذا يتبقي للمواطن الصالح أو الذي يريد أن يكون صالحا عندما تنهشه كلاب الشوارع من بلطجيه وشوارعيه وأبناء الزواني ولا مجير ولا مغيث في حضره وحمايه القانون ؟
هل يظل صالحا أم يضل السبيل فان ضل السبيل فماذا نقول هل نقول علي الدنيا السلام وأي سلام نبتغيه ؟ أهو السلام الاجتماعي أم سلام النفس ..
تلك النفس التي تمزقت حيره وكمدا فهي تنشد السلام ولكن هيهات .. تنشد السكينه .. تبغي أن تشعر بأدميتها في ظل قانون يحميها ويعطيها حقوقها كما يطالبها باداء واجباتها ولكن هيهات لأنها تحيا في مجتمع الغابه الذي لا يصلح معها الا الأنياب المدببه والمخالب المشرعه والتي هي فقط قوه القانون وقدسيته … 06/11/2014
مصرنا ©
| | ..................................................................................... | |
| | | | |
|
|