مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 ما العيب في زيارة المفتي للأقصى .. يرحمكم الله

 

جمعة

 

بقلم : ماهر ذكى
....................


يبدو أن الأمور في مصر الحبيبة تسير في إتجاه ينذر بعواقب تفوق في حجمها ما حدث في يوم 25 يناير من العام الماضي .. لأن الأمر الأن أصبح بيد مجموعة أفراد لا يملكون فى قرارة أنفسهم لا الحلم ولا المشروع الذي يمكن له ان يجذب المصريين كلهم حوله .. و من ثم تأسيس لمصر جديده فيها اي نوع من التعويض عن مصر الماضية . و أنا اقصد هنا وبشكل مباشر جماعة الإخوان المسلمين بالإشتراك مع باقي جماعات الإسلام السياسي التي ظهرت من حيث لا ندري في الواقع السياسي المصري.
و انني هنا لا يقلقني غياب الرؤية والمشروع الحقيقي عن جماعة الإخوان بقدر ما يقلقلني ملف التبعية لدولة أقل مايقال فيها انها فأر يريد لعب دور الأسد و هي دولة قطر .. و طبعاً أنا أقصد النظام في قطر وليس الشعب القطري . وأقول .. من حق قطر ان تحلم بدور كبير وان تسعى له .. هذا لا يعيبها في شئ .. و لكن العيب عند الجانب الأخر .. الجانب الذي تخيل انه من الممكن ان يستفرد بمصر وان يضعها تحت تصرف من يشاء .. هذا الجانب الذي لم يقرأ في حياته كتاب تاريخ واحد من ألاف كتب التاريخ التي تخص المصريين .. ولم يفهم أن محاولة التكويش و الإستحواذ على مصر ستكون حماقة كبرى من هذه الجماعة أو من نظام قطر نفسه إن إقتربوا من هذه المحاولة .. لأنها ستقلب الطاولة على كل من يشترك في هذه اللعبة .

مصر بلد ينعم شعبها بجذور تاريخية عميقة و هم يحبون هذه الجذور .. ويتباهون بها .. و كل من حاول ان يستقطب مصر حتى بالمجئ لإحتلالها كانت عاقبته أسوأ مما تخيل هو نفسه .. و كم من إمبراطورية كبرى تحطمت على ابواب مصر حتى وان كانت نجحت في البداية من خلال بعض المصريين الذين كانوا يتصفون بالبلاهه و الغباء .. إلا إنهم و في نهاية الأمر إنتهوا هم وأغبيائهم شر نهاية.

اليوم نجد جماعة الإخوان و أتباعها في مصر تقيم الدنيا من أجل زيارة الشيخ على جمعة مفتي مصر للمسجد الأقصى بدعوى ان ذلك به حرمانية أقر بها بعض أهل العلم .. و أبرزهم القطب الإخواني الذي تقدسه الجماعة الشيخ يوسف القرضاوي .

إن الجماعة إرتأت في زيارة المفتي للمسجد الأقصى مخالفة صريحة لفتوى أفتى بها شيخهم الجليل ( من وجهة نظرهم ) و لذلك حشدوا حشدهم لمهاجمة المفتي .. و وصل الأمر للمطالبة بإقالته .. بل و بإعلانه التوبه كما طلب أحدهم .. وانا لا أفهم هل سيتوب المفتي توبة إلى الله أم إلى القرضاوي ( الله أعلم ) .. لإنك إذا أتيت فعلاً محرماً ملزم للتوبة فإنك تتوب لمن حرم الفعل .. و القرضاوي هو من حرم ذلك.

ذلك الموقف ينذر بأنه بداية لبعض الأمور التي ستحدث لاحقاً بطبيعة تطور الأمور إذا كانت هذه هي البداية وهذا هو اسلوب التعامل مع من يخالف .. أستطيع أن أقول براحة ضمير ان مصر سيتم حكمها من البلاط الأميري بقطر في حال إستفراد جماعة الإخوان المسلمين بالمشهد السياسي المصري .. لأن الرئيس الإخواني و رئيس الحكومة الإخواني و رئيس البرلمان الإخواني يأخذون أوامرههم جميعا من المرشد العام و هذه هي طبيعة الجماعة .. و المرشد العام يأخذ أوامره من القرضاوي .. والقرضاوي يأخذ أوامره من حاكم قطر .. فأوامر حاكم قطر عند القرضاوي أقوى من أوامر الله تعالى ( و لنا في فتواه السياسية مؤخراً الدروس الكبيرة ) .

و اقول هذا لن يحدث ابدأ و ستكون المواجهه بين محاولة تركيع مصر امام حاكم قطر و بين جماعات صد هذه المحاولة مواجهات شديدة للغاية .. وإن عواقبها ستكون وخيمة جداً على جميع الأطراف.. و سينال ضررها النظام في قطر بقدر لم يكن يتخيلون انهم واصلون إليه .. بل و ستكون هذه المحاولة هي الضربة القاضية لتواجد جماعة الإخوان المسلمين في الشارع العربي بصفة عامة.

لكنهم كالعادة لا يفكرون في اي فعل قبل أن يقوموا به .. بل تحركهم شهواتهم وملذات الحكم كالعادة حتى يقعوا في الخطيئة .. و الجماعة دفعت ثمن شهوتها للحكم في الماضي 60عاماً مضت .. لكن هذه المره سيكون الثمن حتى تقوم الساعة.

المفتي قام بزيارة المسجد الأقصى و هذا الموضوع له طرح من ثلاثة جوانب ..
الجانب الأول قانوني تشريعي .. و الجانب الثاني ديني عقائدي .. و الجانب الثالث مجتمعي بإتفاق المجتمع عليه ..
اما الجانب الأول .. لايوجد في مصر ولا في اي بلد في العالم عربياً كان او أعجمياً قانون يمنع زيارة القدس لا على المسلمين ولا المسيحين .. اي ان القانون المصري لا يوجد به قانون يمنع او يعاقب من يريد ان يزور المسجد الأقصى او القدس بشكل عام .. إين المخالفة التي تريدون إقالة الشيخ من منصبه بسببها إذاً.. و إذا كانت الجماعة ترى ان ذلك الفعل لا يجوز قانوناً .. فهم يملكون التشريع في مصر منذ أشهر .. لماذا لم يشرعوا قانوناً بذلك حتى يحاسبوا من خالفهم ؟

أما الجانب الثاني .. اطلب من الجماعة ان تعطينا حديث او آية من القرأن الكريم او سُنة سنها التابعون تحرم على احد زيارة المسجد الأقصى الذي يقع تحت الإحتلال .. و هنا أسأل سؤال .. حينما أسُري بالمصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى وصلى بالأنبياء إماماً في المسجد .. هل كان يقع تحت يد المسلمين ام الكفار ؟؟ و حينما أدى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء ( بعد صلح الحديبية ) أكان المسجد الحرام تحت يد المسلمين أم المشركين الذين آذوه و اخرجوه من مكه مكرهاً؟؟ .. إذا كان الرسول الكريم قدوتنا لم يشرع ذلك بل بالعكس ذهب و زار المقام المقدس الذي يقع تحت يد الكفار .. فمن أين جاءت الفتوى التي تحرم هذا الفعل.

هل لو كان في ذلك دعماً للكفار او تطبيعاً معهم كان فعلها الرسول الكريم ؟؟ ..

روى جابر بن عبد الله ( أن رجلاً قام يوم الفتح وقال يارسول الله إني نذرت لله إن فتح الله عليك مكة .. أن أصلي في بيت المقدس ركعتين .. فقال صل هاهنا .. ثم أعاد عليه .. فقال صل ها هنا .. ثم أعاد عليه .. فقال شأنك إذاً ) اخرجه أحمد و أبو داوود و الدارمي و البيهيقي والحاكم .. وصححه على شرط مسلم .. واقره الذهبي و وافقه الألباني ( إرواء الغليل 147/4 )

و من ذلك نجد أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم نفسه لم يمنع أحداً من زيارة المسجد الأقصى و الصلاة فيه و هو يقبع تحت يد الإحتلال الصليبيي .. هل أصدق رسول الله و أتبعه و أهتدي به .. أم القرضاوي وأضل به.


الحافظ ضياء الدين المقدسي عالم مبرز .. ذكر في كتابه ( القلائد الجوهرية ) هجرة المقادمة من فلسطين إلى دمشق بسبب إضطهاد الكفار لهم و حكى هجرتهم بالتفصيل و كان مما قاله تردد بعض العلماء من الشام إلى فلسطين والعكس .. فقال ( و كان جماعة من أصحابنا يأتون مدة فيقيمون مدة ثم يرجعون ) ثم سرد أسماؤهم و أخبارهم ( 1/33 القلائد الجوهرية ) و هو هنا يتحدث عن العلماء والفقهاء .. ولو كان في هذه الزيارات تطبيع او إعتراف بالصليبيين لكان أنكر عليهم فعلهم هذا .. وهذا مالم يحدث.

الجانب الثالث .. وهو الإتفاق المجتمعي .. وهنا أسأل سؤال .. هل إذا كان المسلمون يزورون المسجد الأقصى على مدار العام و بكثافة .. هل سيجرؤ الصهاينة على الإقدام على أعمال الحفريات التي يقومون بها أمام مرأى ومسمع من زوار البيت المقدس من دون تدخل المسلمين عملياً لوقف ذلك الفعل الذي سيؤدي لبعض التطورات قد تصل لحد الإشتباك مع مسلمين من جميع انحاء العالم ؟؟

هل الصهيانة على استعداد لمواجهة كل دول العالم من خلال مسلمي هذه الدول؟؟
و اسأل سؤال اخر .. هل الفلسطيني الذي يحرس المسجد الاقصى سيتقوى بوجود عشرات الألاف من المسلمين من حوله كل يوم ام سيبقى ضعيفاً مسلوب الإراده كما نراه اليوم ..
و سؤال أخر .. أليس في زيارة الملايين من المسلمين للقدس و التعامل مع مسلمي القدس والنوم في فنادقهم و الأكل في مطاعمهم و الشراء منهم ألا يعد ذلك دعماً لهم في ظروفهم الحالكة تلك و شد من أزرهم .. و ايضاً سيكون الزائر على إطلاع بالحقيقة على أرض الواقع و سينقل التجاوزات لبلده حينما يعود و ستكون فضيحة عالمية للصهاينة ان اقدموا على أي تجاوزات بحق المسجد الأقصى أو مسلمي القدس؟؟

و اذا تحدثنا على وضع خاتم جوازات الصهاينه في المرور على جوازات السفر .. أسأل سؤالاً غبياً .. ألم يزور مصر مئات علماء الإسلام الاجلاء من مختلف دول العالم العربي والأعجمي لزيارة الأزهر الشريف و النهل من علومه و هي تقع تحت الإحتلال الإنجليزي .
ألا يسافر علماء الأمة هذه الأيام إلى كل البلاد الصليبية و يتم ختم جواز سفرهم بأختام بعضها عليه شعار الصليب من دون إعتراض ؟؟ أم ان في ذلك تطبيع مع الصليبيين.

ثم ألم يعتبر العرب بأن الدولة التركية هي محتل و لذلك أعلنوا عليها الثورة العربية الكبرى 1516-1517 و هزموا الحامية التركية و سقطت مكة المكرمة في ايديهم 9 يوليو/تموز 1916 .. إن كان هذا الإعتبار في محله ( بأن الأتراك محتلون لمكة ) فما الحكم فيمن كان يحج إلى الكعبة طيلة ثلاثة قرون واكثر .. هل كان مطبعاً مع المحتل التركي و يأتي للحج ليشد من أزر الدولة المحتلة .. كما يصف القرضاوي مبرراته في حرمة زيارة المسجد الأقصى.

و أقول لكم جميعاً .. (لاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) النحل /92 صدق الله العظيم .
إستقيموا يرحمكم الله
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية