مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

انا كافر .. بألهة الحرية الجدد

 

 ذكى

 

بقلم : ماهر ذكى
....................

بعد ان عشت سنوات وسنوات أكتب و أبحث و احاول في رحلة البحث عن الحرية مثل غيري الألاف من المصريين والعرب.. ماتخيلت يوماً انني سأعيش لحظة كُفري بهذه الحرية .. قد يكون العيب ليس في الحرية بل فيمن جاءت على أياديهم تلك الحرية.ان الديمقراطيه حينما تأتيني من الولايات المتحده الأمريكيه .. مزخرفة بألوان أوروبيه .. على مائدة قطرية ..أعدت بأيادي تركيه .. لابد لي ان أكفر بها .. و كيف لا و انا أرى هذه الولايات المتحده تعتقل بشراً لأكثر من عشرة سنوات بدون تحقيق في – منتزه - جوانتانامو الذي اقامته خارج حدودها لتضع فيه المخلوقات التي لا تخضع لقانون الانسانيه المطبق على المخلوقات التي تعيش داخل حدود هذه الولايات المتحده .. كيف لي ان أثق بالأوربيين الذين إنهالوا على بلد عربي( ليبيا ) بكل انواع الاسلحه بحجة دعم الديمقراطيه .. في حين ان بلداً مثل كوريا الشماليه مثلاً التي تمتلك سلاح ردع مدمر و جاهز للرد .. لا يدخل احداً من سكانها إلى الحمام من دون قرار جمهوري و لم نجد ان عرق الديمقراطيه قد نضح على الساده الاوروبيين ولا الأمريكيين لدعم المخلوقات في كوريا الشماليه .. و انما ذهبوا مسرعيين لليبيا ليدكونها على رأس من فيها و يعيدونها لعصور ماقبل التاريخ كما فعلوا مع العراق قبل عشرة اعوام .. و نسوا او تناسوا حين وقف رئيس وزراء انجلترا و خطب في الناس بملئ فمه وقال .. لو تعلق الأمر بالأمن الوطني .. لا تكلمني عن ديمقراطيه ولا حقوق انسان .. و ضرب معارضيه و سحلهم في الشوارع .. سيرد احدهم الأن ويقول لي .. هل ستساوي الرد الأمني على المظاهرات في انجلترا بما جرى في ليبيا .. و سأجيبه .. و هل المتظاهر الليبي أمام القذافي كان مثل المتظاهر الانجليزي من حيث النوع و الفهم و السلاح ؟؟ .

هل تريدني ان اصدق قناة الجزيرة التي تملكها دولة قطر في حين ان هذه الدولة ليس بها نقابة صحفيين أصلاً ؟؟ هل تريدني ان اقنع نفسي بأن قطر تساند الشعوب العربية من اجل الحرية .. اي حرية تلك التي تطبقها قطر و تشعر بالشفقه على باقى الشعوب العربية لفقدهم اياها ؟؟ هل قطر بها اي نقابة لأي مهنة ؟؟ هل قطر بها برلمان ؟؟ هل قطر بها صحف معارضه ؟؟ هل قطر بها أحزاب ؟؟ هل يجرؤ المواطن القطري ان يسأل عن ميزانية قطر .. هل يجرؤ مواطن قطري ان يسأل عن أموال صادرات قطر أين تذهب .. أصلا هل يجرؤ مواطن قطري ان يذكر اسم أميرها من دون ان يسبقه بكلمة ( سيدي ) و يتبعه بكلمة ( المفدى ) .. هل مايعيشه المواطن القطري سياسياً يمكن أن نسميها عيشه ذات كرامه ..هل المواطن القطري يصدق ان الكرامه هي ان تأكل وتنام و تركب سيارة فارهه .. اي حرية هذه التي تحاول قطر ان تصدرها للعرب .. و من ذاك المخبول الذي يصدقهم ان هم ادعو ذلك في الجزيرة او غيرها؟؟

ألهة الحرية المعاصرين هم أول من يكفر بالحرية إذا ماتعلق الأمر بأمنهم و سلامتهم و عروشهم .. باراك أوباما هاجم النظام في مصر حينما استعمل القوه في فض إعتصام مسلح .. و نسى ان يخبرنا كيف رد أفراد أمنه على من أطلق النار على البنتاجون .. اعتقد أنهم بادلوه بالورود ..صحيح؟؟
و نفسه هذا الاوباما إستنكر تدخل الجيش المصري في الحياة السياسية المصرية .. في حين منح نفسه حق التدخل العسكري الأمريكي في الشأن السياسي السوري .. أي معايير تلك التي يستخدمونها ؟؟ و الأمر بالطبع ينسحب على الأوروبيين و الذيول من دول الشرق لأنهم يتبعون أمريكا.

فقط اريد أن اطرح سؤالاً .. إن كان الأوروبيين يؤمنون بأن المخلوقات في البلاد العربية لهم حقوق تشابه حقوق الانسان .. هل لهم ان يعوضننا عن سنوات الاحتلال التي سرقوا فيها خيراتنا .. هل لهم ان يعوضوننا عن سلب كرامة أجدادنا و إستعبادهم ؟؟ هل لهم ان يعوضوننا عن الجهل و التخلف الذي نعيش فيه جراء إحتلالهم لأراضينا و بلادنا لسنوات طوال .. ان كانوا أمنوا بوجودنا كان يجب عليهم على الاقل الإعتذار لنا على مافعلوه في بلادنا في الماضي .. و أن يبدأوا معنا صفحة جديده .. هل هم فعلوا؟
هل يعتقد رجب اردوغان ان أحدا يمتلك ولو نصف عقل ممكن ان يصدقه في زعمه كُره اسرائيل مثلاً.. هذا الاردوغان تجرأ على مصر شعباً وقيادة لأنهم خلعوا زميله في التنظيم من سدة الحكم .. و وصف فض الاعتصام في مصر بالعمل الاجرامي و وصف ما يدور في سوريا من النظام بالجرائم ضد الانسانيه .. ذلك قبل ان يغسل يده من دماء المتظاهرين ضده في ساحة ميدان تقسيم و الذين ماتوا على يد رجال أمنه .. هذا الاردوغان الذي غادر مؤتمر دافوس اثناء كلمة شيمون بيريز بخصوص غزه إعتراضا على الكلمه قبل اعوام في مشهد درامي رائع .. ثم أكمل السهره مع نفس البيريز ووزير مالية إسرائيل في غرفته لإعداد ترتيبات ميزانية تدريب الطيارين المحاربين الاسرائيلين في تركيا كأكبر حليف عسكري لإسرائيل في العالم.. نفس الطيارين الذين طاروا بطائراتهم و قاموا بضرب غزه التي دافع عنها اردوغان نفسه في تكملة لمشهد عجيب لم افهمه حتى الأن ...
هل يعتقد هذا الأردوغان ان أحداً لا يفهم ان تركيا تتمنى ان تلعب دور شرطي أمريكا و أوروبا في المنطقة العربيه ؟؟ و ان اردوغان هو بهلوان هذه اللعبه التي لن تكتمل لأن الأوروبيين و الأمريكان لا يثقون بالإسلاميين أساساً.
نعم .. انا كفرت بتلك الحرية التي ادعاها أناس أطلقوا لحاهم و ضللوا البسطاء بإسم الدين و لما تمكنوا داسوا على الجميع .. و يوم ان وقف لهم الناس هددوا بحرق بلدهم و تدميرها وهاهم يفعلون .
انا كفرت بهذه الحرية التي جاءت بقوة السلاح على اساس ضرب لجذور و قواعد اول عمليه ديمقرطية جرت في تاريخ مصر ( وان كنت للأسف من مؤيديها و بشده ) لكن الطرف الأخر لم يترك لنا خيارات أخرى.
الحرية لا تـُمنح و لا يهبها أحد لأحد .. الحرية تنتزع .. و الهة الحرية الجديد يعتقدون انهم هم من يمنحنا حريتنا .. و لهذا انا كافر بهم و بحريتهم المزعومة

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية