الدرس انتهى .. لموا الكراريس
| |
جاهين | |
بقلم : ماهر ذكى
....................
الدرس إنتهى .. لموا الكراريس .. بالدم اللي على ورقهم سال .. هكذا أعطى الشاعر العظيم صلاح جاهين القرار بإنتهاء الدرس .. و أيده الملحن العظيم سيد مكاوي في هذا القرار فقام بتلحين هذه الكلمات الحادة كالسكين .. و حملها للعالم صوت ملائكي وصل لقلب كل من سمع اللحن و الكلام فدمعت عيناه .. صوت الفنانة العظيمة شاديه التي هي شادية بحق.
كانت رسالة من جوف ام مكلومة و اب مكسور وطفل حلق كالعصفور في سماء التاريخ ليصرخ في وجه الظلم ويقول لا للدم .. و كان ذلك عقب غارة صهيونية على مدرسة بحر البقر الإبتدائية في العام 1970 لتحرم الدنيا من نور ثلاثين طفل نحتسبهم عند الله تعالى من الشهداء.
ولم اكن اتخيل ان استخدم كلمات هذه الأغنية في حدث أخر..و لم اتمناها مطلقاً.. لكن و كما أؤمن انا دائماً ان التاريخ يدور في حركة دائرية .. وذلك يسهل إعادة تكرار نفس الحدث حتى و ان اختلفت شخوصه و ظروفه..لكن أحداثه تتشابه كثيراً.
تراني اليوم اريد أن اقول لمن .. الدرس انتهى لموا الكراريس ؟
أقول للثائر المصري .. لقد خرجت في الشوارع لتعبر عن غضبك .. و صممت على التغيير .. و بدأت أولى خطواته بإزاحة ألهة العجوة من المشهد .. لكنك رحلت قبل ان تغلق أفران العجوة .. وجاء صناع عجوة جدد و شرعوا في صناعة إله جديد .. و الإله هذه المرة أصعب و أكبر من الكفر به .. لأن له من الأتباع مَن آمن بأنه حقاً إله .. أقول لك و لمن معك .. الدرس إنتهى لموا الكراريس.
أقول لأهالي اطفال حادث أسيوط .. قلبي يعتصر ألماً على من رحل من أطفالنا في هذا الحادث الأليم .. و سمعتكم تقولون كما قال أولي الأمر في بلادنا ان هذا قدر الله و قضاؤه .. و انا مثلكم أؤمن بقدر الله و قضاؤه .. لكنني أؤمن أيضاً بتحمل المسئولية .. فإن رئيس بلدكم الحالي حصل على جائزة أفضل برلماني في العالم لما قدمه من نقد للنظام السابق عن حادث مشابه و ان كان أقل فظاعة .. و ظني انه وقتها لم يكن يصدق بالقضاء و القدر فقط .. و لم يكن يعرف غير إهمال النظام الذي أدى إلى هذا الحادث الأليم .. و عليه طالب بتغيير الحكومة و محاسبة المسؤلين عن الحادث .. و هذا ما لم يفعله هو مع حكومته ولا مع من هو مسئول عن هذا الحادث .. و هو أعلى سلطة في البلاد.. اليوم أقول لأهالي العياط أصحاب الحادث الأول .. لكم في قطار منفلوط أسوة حسنة .. إنها إرادة الله .. و أقول للباحثين عن الحقيقة في مصر .. الدرس إنتهى لموا الكراريس.
أقول للأطفال الشهداء .. لا تغضبوا من رئيس بلدكم حين ترككم أشلاء على قضيب القطار و ذهب ليجتمع بأردوغان و حاكم قطر ليبحث ملف غزة في نفس اليوم .. و كأن غزة و أهلها تأتي في مركز متقدم على اهل مصر و اطفالها .. اقول للشهداء .. لا تغضبوا من الرئيس الذي لم يغير حكومته و لم يحاسب وزير نقلها ولا رئيس سكك حديدها و أعدكم انه سيفعل لو أن هذا الحادث وقع في غزة لا قدر الله .. أقول لكم أيها الأبرياء لا تنتظروا شيئاً من بابا مرسي .. فأنتم في الجنة كما قال هو و عشيرته .. وايضاً اقول لكم .. الدرس إنتهى لموا الكراريس.
أقول لثمانية عشر شاباً من خيرأجناد الأرض تم قتلهم و قت الإفطار في رمضان الماضي على حدود مصر الشرقية برصاص الغدر والإرهاب.. لا تحزنوا فإن حقكم في رقبتنا بعد أن قتلكم أخوتكم الذين أفرج عنهم رئيسكم بقرارعفو لا يستحقونه لينفذوا ما قد كُلفوا به بمعاونة أخوة لكم من غزة الشقيقة .. حقكم الذي حنث رئيسكم في الوفاء به لابد و ان يأتي يوم و تأخذه لكم مصر .. و أقول لذويهم .. لا تنتظروا العسل من رحم الذباب .. الدرس إنتهى لموا الكراريس.
أقول لكل من آمن بأصحاب اللحى و سعى ورائهم و صدق كلامهم .. اليوم هل طبق شيوخكم شرع الله على رئيس بلدكم الذي قسم الشعب لفسطاطين متناحرين و أعطى الأوامر لرجاله بالهجوم على المعتصمين على بابه مطالبين إياه بسحب فرمان ديكتاتوري لم يكن من حقه شرعاً ولا قانوناً أن يصدره .. و دخل رجاله على المعتصمين خيماتهم فوجدوا عندهم ( جبنة نستو يا معفنين ) دليل دامغ على العمالة للغرب الكافر الذي يتأمر على دولة الإسلام .. و تسبب ذلك في إزهاق روح عشرة من شباب مصر حاول شيوخكم سرقة جثثهم ليخرجوا بها في جنازة ترمز أنهم هم الضحية و الجانب الأخر قتلهم .. الجانب الذي كذب رئيس بلدكم أيها المشايخ وقال انهم مقبوض عليهم و اعترفوا بالمؤامرة و أرشدوا على من حرضهم عليها ودفع لهم .. ثم في اليوم التالي ظهر الحق و تم الإفراج عنهم جميعاً لعدم وجود أسباب للقبض عليهم .. أقول لكم يا من تصدقون شيوخكم .. الدرس إنتهى لموا الكراريس.
أقول لرجال النيابة العامة .. بعد إغتصاب السلطة القضائية و فرض نائب عام ( مُعين ) اثبت تدخله في سير التحقيقات و مطالبته بحبس أبرياء ترضية لرئيسه .. لا تخافوا .. فأنتم تنشدون العدل .. و ستنتصرون ان شاء الله .. و اقول للسيد النائب العام .. يقولون ان تاريخك مشرف .. إنقذه قبل ان تلطخه العشيرة بما لا يليق برجل قضاء .. عزيزي النائب العام .. الدرس إنتهى لم الكراريس.
أقول لكل أسرة فقدت شهيداً على يد الصهاينة في عدوان 1956 او عدوان 1967 او حرب 1973 .. اقول لهم لا تذكروا أبناؤكم و انسوهم رحمة لكم .. و لا تحسبوهم من الشهداء لأنهم قتلوا بيد اخوتهم اليهود المصريين الذي دعا مستشار رئيسكم و نائب رئيس حزبه الحاكم ( عصام العريان ) دعا اليهود المصريين للعودة لبلدهم مصر و العيش في أمان مع اخوتهم في الوطن من باقى المصريين .. و بعد ان صورته كل وسائل الإعلام الصهيونية على صورة البطل الهُمام .. لا يمكنني ان اقول لكم غير .. الدرس إنتهى لموا الكراريس.
أقول لمعدومي الدخل الذين كان اسمهم قديماً محدودي الدخل .. بعد حزمة الضرائب التي خبئها لكم رئيسكم خلف ظهره ليفاجئكم بها بعد التصويت على الإستفتاء و حصوله على ما كان يريد منكم .. أعانكم الله على المستقبل و على تدبير شئوون حياتكم التي لا أعرف كيف ستعيشونها أصلاً .. أقول لكم ان إرتفاع أسعار السلع بما لا يناسب دخولكم لا يوجد عندي أي تعليق عليه سوى بالدعاء لكم بأن تبقوا أحياء .. و اقول لكم أيضاً .. الدرس إنتهى لموا الكراريس.
أقول لجماعة الإخوان المسلمين .. رفقاً بالقوارير .. ماهكذا تورد الإبل يا جماعة الخير .. لا تظنوا انكم ملكتم مصر .. إن كان مُلكها دام لغيركم ما كان وصل إليكم .. إحذروا شعب مصر .. فإنه قد يصمت و ( يكبر دماغه ) لبعض الوقت .. لكنه إذا هاج فإياكم و هوجة المصريين .. مصر ليست عزبة ولا وسية .. مخططكم لن يتم .. لن تستطيعوا أن تخطفوا مصر .. مصر ليست للخطف .. مصر أكبر منكم و من كل من يفكر انه أكبر منها... إنتبهوا .. فقد إنكشفتم أمام الملايين .. وهبط التعاطف معكم بنسبة كبيرة كبيرة .. إنتبهوا قبل ان تفقدوا ما تبقى من تعاطف المغيبين معكم .. لأنكم تقتربون من منطقة الرعب عند المصريين .. صدقوني يا جماعة الإخوان المسلمين .. الدرس إنتهى لموا الكراريس.
أقول لجماعات المعارضة المصرية .. عارضتم مبارك .. و رحل مبارك و فشلتم ان تأتوا مكانه .. عارضتم المجلس العسكري .. و رحل المجلس العسكري و فشلتم ان تأتوا مكانه .. تعارضون الإخوان المسلمين اليوم و هم شركاؤكم في الأمس .. هل تظنون انه إذا مارحل محمد مرسي ستجيئون مكانه .. اقول لكم لا .. لأنكم لا تملكون ما يجعل الناس تلتف حولكم .. لأنكم لا تملكون مشروعاً يجمعكم انتم اولاً حتى يجمع الناس من حولكم .. لا تعارضوا من هو مثلكم .. أنتم مثل نظام مبارك و المجلس العسكري و الإخوان .. لا تملكون الرؤية التي تحتاجها مصر .. لا يغرنكم نسبة المشاركين في مظاهرات التحرير و الإتحادية ولا نسبة الرافضين للإستفتاء .. فهُم لم يفعلوا ذلك و ( انا منهم ) تأييداً لكم .. و إنما وعياً بمخاطر الأحداث و تفهماً للواقع.. اما انتم .. لي عندكم رجاء .. الدرس إنتهى لموا الكراريس.
أقول للدكتور محمد مرسي .. انت رئيس بلدي المنتخب .. و كما ان لك عندي حق التقدير و الإحترام .. فإن لي عليك حق النقد دون ان تكفرني انت وجماعتك .. لا تنظر للإعلام على انه عدو لك .. الإعلام لم يفبرك أحداث أو أقوالاً عليكم حتى تتهمه بالعمالة و الخيانة.. الإعلام يتصيد أخطاؤكم و هذا دور الإعلام في أي مكان في العالم .. ان أردت ان تخرس الإعلام فعليك بإتخاذ المسلك الصحيح في إدارة شئوون البلاد .. و ابتعد قليلاً عن الجماعة ..أنت رئيس لكل المصريين و لست رئيساً للجماعة .. الجماعة لها رئيس هو أعلى منك شأناً في تنظيمها الداخلي .. و انت إذا نظرت لهم على انهم فصيل من مصر ستكون أنت رئيساً لرئيس الجماعة الذي هو رئيسك في التنظيم.. انا أفهم انك لا تستطيع التبرئ من الجماعة و لا أطلب منك ذلك .. لكن طلبي هو ان تبعدهم قليلاً عنك .. لأنهم بما يقومون به من أفعال و تصريحات سيكونوا مثل الدبة التي قتلت صاحبها.. أدعوا الله ان يوفقك لما فيه الخير لمصر .. و أقول لك انت .. الدرس إبتدى إفتح قلبك لمصر.