| | | | نهود وأرداف
| | حسين | |
بقلم : أحمد حسين .....................
داخل احدى الدوائر الحكومية وفي احد الادوار العليا ، وقفت الغرف يمينا ويسارا كانها زرعت على جانبي البهو المؤدي الى ما لانهاية. اصوات تعلو وتنخفض لموظفين يقطنون هذه الغرف مرددين تحيات وسلامات وابتهالات ودعوات لا تخبو ابدا. تشكيلة متنوعة من النساء والرجال حتى يظن المار ان اوكازيون آخر الصيف قد اقيم في هذه الغرف. ملابس النساء تتدرج ما بين النقاب حتى المجسم وثلاثي الابعاد. والرجال ما بين طليق الذقن الى الامرد. قاربت الساعة العاشرة ولم يكمل عم السعيد إمام الموظفين خبزا موضوع امامه مع كوب من الشاي صنعته زميلته في المكتب بيديها، وهم على هذه الحالة لانهم لا يشترون اي شئ من البوفيه الخاص بالمصلحة. اكواب مصفوفة وزرابي مبثوثة بين المكاتب ، واوراق متناثرة على الرفوف تخص ابناء ادم المشردين الساعين لتوقيع من هنا وامضاء من هناك. وفاء ذات الثلاثين ربيعا لم تتزوج بعد ، لذلك تراها تتمايل بين المكاتب علها تقع على صيد ثمين او فحل امين. وباهتزاز نهديها وبروز اليتيها تستقطب خلسة نظرات الرجال المولعة برؤى ما لم يروه في بيوتهم ويحرمونه على زوجاتهم ، وكأن الحلال اصبح حرام . اصوات الشيخ عبد الباسط تنتشر في المكان وصور من ايات بينات معلقة وملصقة على الابواب والحوائط. والابتسامات تعلو الوجوه، صفراء فاقع لونها لا تسر الناظرين. وابواب منقوش عليها كلام لايخص العابرين. عامل البوفيه قصير يسعى من بين ايدي الناس ممنيا نفسه بجنيه او خمسة. وطابور من البشر يحمل بين ذراعيه دوسيهات تنبثق منها الاوراق كانها تنادي بعضها. وامراة تمازح زميل لها في العمل وزوجها لا يجد غضاضة في الامر، وكيف يعلم بما تفعله زوجته الشريفة. فالكل مشغول بلقمة العيش التي تاتي ملوثة برائحة الذل والهوان. يموج البشر بين هذا وذاك وتتقاطع الصفوف فيختلط الحابل بالنابل وتكاد الساعة تدق منتصف النهار. وعم سعيد لا زال امامه كوب الشاي لم ينتهي منه بعد. ثم تاتي صلاة الظهر فيقوم عم سعيد من كرسيه المنهك من ثقل الارداف ويهتز كانه جان. ويعلو صوت عم سعيد مناديا لبيك اللهم لبيك ليؤم المصلين. فتتقاطر ذقون كثيرة وجباه تعلوها ثمار الزبيب الرطب من كثرة السجود. وبعد انتهاء الرجال من الصلاة يعودون الى مكاتبهم المريحة وكراسيهم الجريحة. لينهوا ما بدأوه من حلو الكلام اعذبه واكل الطعام املحه. وقبل انتهاء اليوم بقليل يعلو صوت الموظف المسئول بان الاضراب القادم سيكون يوم الثلاثاء ليطالبوا فيه بزيادة مرتباتهم اسوة بزملائهم في الاضراب السابق. ثم ينصرف الموظف ويدخل مكتبه المعلق على بابه ورقة مكتوب عليها ..( ممنوع على اي موظف ترك مكتبه اثناء العمل).
أي عمل بالله عليكم؟؟؟؟
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|