مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

أبو دماغ مايلة على كفه

 

حسين

 

بقلم: أحمد حسين
...................


كثيرا ما نسمع كلمة ان الشعوب العربية لا تقرأ، ونزيد احيانا في وصفها فنقول انها شعوب جاهلة. ومن ثم نقارن بين ما تنتجه الدول العربية من اصدارات وكتب ومنشورات وما تنتجه الدول الغربية في نفس الصناعة. وعندما نصعق من هول الفارق ندفن رؤوسنا في الرمال ونلطم الخدود والصدوغ ونملأ الدنيا صريخ ونواح على حالنا وما آلت اليه أمتنا. وعادة ما تخرج هذه الدعاوي والكلمات من اصحاب الشأن والرفعة في المجتمع العربي من ذوي الاقلام المعجونة بماء الذهب مدهونة. فنجد رواد صاحبة الجلالة هم من يتولون الخوض في هذا الموضوع محاولين نصح المجتمع بفائدة القراءة وتثقيف الناس. والسمة الغالبة في شكل هؤلاء هو انك تجدهم يأخذون لأنفسهم اوضاعا وزوايا في الصورة التي يضعونها على مقالاتهم. فتجد اغلبهم يميل برأسه على كفه ممسكا قليما احيانا ، واحيانا اخرى يتأمل رافعا بصره الى السماء وكانه ينتظر الوحي يتنزل عليه ليعطيه الهاما يقذفه في وجوهنا. وهم على هذه الصورة يوحون الينا بانهم من اصحاب التبصر والتفكر في ملكوت الله ، وهم عن ذلك بعيدين بعد المشرق عن المغرب. وعلى الرغم من ان الوحي لا يتنزل ابدا ، فهم لا يفتأون يضخون نصائحهم ويشيرون علينا بأن نتبعهم او نتعقب آثارهم. وإن حدث وخبت الضوء عنهم قليلا ، تراهم يستصرخون القوم لنجدة الوطن من قلة القراءة وانتشار الجهل بجراءة. وهم بهذه الفعلة يضمنون ان يظلوا بالصورة والوجود. فإن اشترينا كتبهم فمرحبا ، وإن تركناها أقاموا الدنيا ولم يقعدوها. مع ان انتاجهم ليس بالضرورة جيدا. فأكثرهم لا يقدم جديدا ولا يدلي بقول سديدا. ولكنهم يؤمنون بحكمتهم ويشاركون القوم روعتهم.

رفقا بنا ايتها الاقلام ، فنحن لسنا بجهلاء والامر ليس كما ترون. إنما نحن نقرأ لغيركم والانترنت ملئ بأعظم من أمثالكم. فليس بينكم بول سارتر او بودا او حتى هيدجر او جوته. وان كنتم تعتقدون بأن العرب لا يقرأون فهل لي ان اسألكم ، من منكم قرأ لكاتب عربي صديق او شاعر بديوانه حقيق؟؟ فأنتم بذات أنفسكم لا تقرأون انتاج اصحابكم واصدقائكم ولا يلفت نظركم قرض شعرائكم، فكيف بالله عليكم تلوموننا على اننا لا نقرأكم؟؟ فالمليم ليس بأدنى من اللائم !!!

وإن بلعنا الاسفنتين وقرأناكم فإنكم لا تتقبلون رأي ناقد او دحض معارض. ويضيق صدركم كأنما إصعدتم في السماء وتغلقون في وجوهنا ابواب التعليق والرد. أنما الى علمكم انكم جهابذة وعلماء؟ أإستطالت رؤوسكم فقارعتم بأفكاركم نيتشه وفرويد؟ أكتبتم مقالة اشعلت الدنيا ثلاث سنوات مثلما فعل هنتنجتون في صراع الحضارات؟؟

وان كان الغرب يقدم السمين كما يقدم الغث فيكفيه شرفا انه يفتح باب النقاش والرد ويزداد علما على علم ، وهذا هو مربط الفرس. فعندما ينشر الغث تنقحه اقلام النقاد لتطرح عنه الشاذ وتترك ما بقى فيه من سمين. ويتسع صدرهم الى الدرجة التي تجعلهم يقدمون واجب الشكر والاحترام لناقديهم ويعظمون أراء الجميع مهما ان كانت بسيطة. وانتم بذات انفسكم لا تترددون في اقتباس بعض اقوالهم في مقالاتكم ،ولكن ويا للاسف تاخذون منهم اقوالهم ولا تتبعون افعالهم فضللتم وأضللتم.
واخيرا وليس آخرا نحب ان ننبه السادة الكتاب بان انخفاض مبيعات الكتب وعدم انتشار القراءة في الدول العربية ليس بسبب ان الناس لا تقرأ ولكن السبب ان الانتاج جله غث لا يجعلنا نشتريه ، مثله تماما مثل الطماطم (المفعصة) في سوق الشرق وبالتالي فنحن نبحث عن الطماطم ( الصابحة ) في سوق الغرب.

فهل لكم أن تطأطئون الرؤوس قليلا ، ( احسن سن القلم اللي انتم ماسكينه حيخش في عنينا ) !!!!


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية