مظاهرات الطلبة ما بعد العسكر
| |
العسكر | |
بقلم : حازم خيري
....................
أتمنى بعد رحيل العسكر وانتهاء عقود حكمهم أن ينهض الطلبة وما تيسر من شرفاء أعضاء هيئة التدريس بجامعاتنا بعبء إخلاء الفضاء الأكاديمي من خفافيش الرداءة والركود.
دولة العسكر لم يكن لها أن تستمر كل هذه العقود لولا براعتها في التمكين للرداءة والركود في فضائنا الأكاديمي، فهذا أستاذ يتواصل مع جهات أمنية ويمدها في نشاط وهمة بتقارير عن زملائه، وهذا أستاذ يجتهد في إدارة مافيا الدروس الخصوصية وشراء وبيع الرسائل الجامعية والأبحاث، وهذا أستاذ يبتز تلاميذه ويسخرهم لخدمة المصلحة والدناءة لا المعرفة والفضيلة، وهذا أستاذ يتباهى بعلاقاته بجهات سيادية، وهذا أستاذ يرى كل هذا العفن ويصمت. النوع الأخير هو الأخطر، وربما الأكثر عددا، وهو ما يعنى حرج موقف جامعاتنا وطلابنا.
المخيف هو إحتمال أن يظل أو حتى يتفاقم هكذا حرج تحت دولة الاسلام السياسي – حال قيامها –، فعناصر الاسلام السياسي في بلادنا مُتغلغلة في الجامعة وتعلم جيدا كارثية الأوضاع، ورغم ذلك لم نر أو نسمع عن تحريض هذه العناصر للطلاب على الثورة – مع إقراري بأهمية ما يحدث الآن - إلا حين لدغ العسكر في مصر دولتهم الوليدة واعتقلوا رموزهم، وكل ما أخشاه أن يكون إسلاميو الجامعة قد أصبحوا جزءا من المشكلة، لا جزءا من الحل.
ما الحل إذن؟
نحتاج لثورة طُلابية يحرض عليها ويقودها شرفاء الجامعة، بعيدا عن منطق القبيلة الأكاديمية وضرورة توقير أعرافها وتقاليدها. لا كرامة لأستاذ جامعى يصلي في مكان نجس، لا كرامة لأستاذ جامعى يتعامى عن ويسالم بدم بارد كل هذه الرداءة والركود، مهما تذرع بأسباب.