الدولة العميقة ولدغ الثورة المصرية
| |
هالو | |
بقلم : حازم خيري
......................
"كُله شِمال يا صَحبي" عبارة كتبها أحد الشباب على تي شيرت يرتديه(*) رغم أخطاء قاتلة وقع فيها الاسلام السياسي خلال الفترة القصيرة التى تصدر فيها المشهد السياسي في بلادي مصر، عقب ثورة 25 يناير المجيدة، تظل الدولة العميقة في بلادي مصر مسئولة – إلى حد كبير، وبقوة – عن الحاق الأذى بالثورة المصرية.
وأعني بالدولة العميقة هنا البيروقراطية المصرية التى اقترن تعملقها بميلاد دولة العسكر، فقد سعى مؤسسها الراحل جمال عبد الناصر إلى بناء بيروقراطية مصرية شديدة الترهل والفساد، استند اليها وخلفاؤه في ادامة حكمهم، واحكام قبضتهم على المجتمع..
البيروقراطية المصرية فشل الاسلاميون في التعامل معها، لعدم أخذهم بالأساليب العلمية والتجارب الدولية في هذا الصدد. الفهلوة أوردت دولة الاسلام السياسي الوليدة المهالك. احتضن الاسلاميون أفعى سامة وهم يظنون – بغرور مُستفز - أنفسهم بمنأى عن لدغاتها المميتة.
ما يزيد الأمر تعقيدا هو أن البيروقراطية المصرية المترهلة والفاسدة تربطها بالمجتمع علاقات متشابكة ومعقدة ومتراكمة، حتى أن الاقتراب منها – سلبا أو ايجابا – سرعان ما يتردد صداه في انحاء المجتمع، بمختلف مكوناته ومستوياته، على نحو غريب ومُدهش..
الأمر – إذن - يتطلب بحثا جادا، لا أراه ميسورا في ظل غياب صفوة فاضلة .. في ظل غياب ثقافة اللامصلحة واللاخوف. إن حضارتنا بحق هي حضارة الضرورة العملية.
قرأت لمنسق حركة شباب 6 أبريل قوله أن ثورة 25 يناير عادت إلى المربع "صفر"، وهو على حق، فالانتكاسة شديدة ومزلزلة، غير انها لا تخلو من فائدة، إن نحن تعهدنا ما حدث بالتحليل النزيه والمنظم، ربما ننجح في تعويض ما فاتنا في التعاطي مع 25 يناير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) العبارة مكتوبة بالعامية المصرية، ومعناها ان الكل باطل!