| | | | عيد الفطر..وإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر في أمريكا ...............................................................
هناء عبيد ...............
يصادف أيام الإحتفال بعيد الفطر المبارك إحياء الذكرى التاسعة لأحداث هجوم الحادي عشر من سبتمبر، حين تم تدمير برجي مركز التجارة الدولية في نيويورك، واستهداف مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وكما يعلم الجميع فقد وجهت أصابع الإتهام في تلك الأثناءإلى تنظيم القاعدة "وإن لم تتضح الرؤية والحقيقة بعد"، ومن ذلك الحين أصبحت هذه الحادثة، الذريعة والحجة الكبرى للهجوم على الإسلام ومحاربته ووصفه بالإرهاب. وفي كل عام في مثل هذا الوقت يكون هناك توقع من حدوث هجمات أو مشاغبات من بعض المتعصبين، على المسلمين أو مراكزهم الإسلامية في الولايات المتحدة. وقد توعدت هذا العام إحدى الكنائس المتواجدة في فلوريدا بأنها ستقوم بحرق القرآن الكريم في هذا اليوم، ووعدت بأنه سيكون يوما لن ينساه المسلمون. كما نشر راعي ومالك الكنيسة مقالا بعنوان " الإسلام من الشيطان" ووضع لوحة تحمل هذا العنوان خارج الكنيسة. وسوف تقوم منظمة مسيحية مسلحة"جناح اليمين المتطرف" على حماية مقر الكنيسة أثناء عملية حرق القرآن بمشاركة 500-2000 من أفرادها، ولم تكتف الكنيسة بذلك بل قامت بتدشين صفحة على الفيس بوك تدعو فيها للمشاركة في هذه الحملة الشرسة ضد الإسلام والمسلمين. وقد جاءت غالبية الردود مخيبة لآمالهم حيث أن الأكثرية من المشتركين قاموا برفض هذا الإقتراح ووصف أحدهم الداعين لهذه الدعوة بالجهلة والعنصريين وبأنهم يحملون حقدا ويشجعون على العنف. وطالب الكثير منهم بإغلاق جميع المواقع المسيئة للأديان. كما أدانت الكنائس الإنجيلية في الولايات المتحدة هذه الدعوة المسيئة للإسلام والمسلمين، وأكدت أن ذلك سيزيد من التوتر بين المسلمين والمسيحيين في كل أنحاء العالم. وحذرت السلطات الأمريكية من هذا العمل المشين، وتوعدت بإلزام الكنيسة بغرامة مالية إذا تم حرق المصاحف كما وعدت.
ويأتي هذا العداء الكبير للإسلام نتيجة طبيعية للحملات المغرضة المسيئة للإسلام والمسلمين والتي تبنتها مواقع إلكترونية وقنوات فضائية متخصصة بل وأحزاب سياسية مرموقة المكانة " حزب اليمين الراديكالي". وقد تزايد العداء للإسلام والمسلمين من قبل القوى العالمية المسيطرة منذ تسعينيات القرن المنصرم كنتيجة حتمية بعد إنهيار الإتحاد الشيوعي، لأمور عدة ليست موضوع الحديث هنا. وقد ساهمت هذه الحرب العنيفة ضد الإسلام والتي تعددت وسائلها من إعلام مسموع و مقروء و مرئي من شحن الرأي العام في أمريكا والغرب ضد الإسلام والمسلمين، وكانت نتائجها وخيمة، وقد كان أحداها على سبيل المثال لا الحصر، تلك الحملة المعادية التي قامت بشنها الكنيسة السابقة الذكر. وستستمر المضايقات التي يتعرض لها المسلمون طالما بقيت هذه الترويجات الشنيعة للإسلام، وطالما ظلت هذه الحرب مستمرة دون أن تجد من يصدها ويقف في طريقها.
ومن تداعيات هذه الحرب المعلنة، تعرض سائق تاكسي مسلم للطعن بالسكين بالأمس من قبل شاب أمريكي في مدينة نيويورك الأمريكية بدافع الحقد والكراهية لا غير، حيث قام الجاني بسؤال السائق إن كان مسلما وإن كان صائما، وبعد أن تأكد من ذلك، قام بطعنه بالسكين. ليجسد عملا شنيعا تستنكره المبادئ والقيم الإنسانية بمختلف فئاتها. وقد لا يقع اللوم على هذا الجاني على فعلته بالدرجة الأولى، لما تحمله نفسه من أحقاد ناتجة عن الشحن المستمر الحاقد والناقم على الإسلام.
وقد اشتد وتزايد العداء للإسلام بشكل غير مسبوق بعد هجمات 11 سبتمبر والتي وجهت تهمة القيام بها لتنظيم القاعدة وليدة النظام الأمريكي في يوم من الأيام، حيث تعرض العالم الإسلامي بعدها لحملة عدائية كبيرة لا يمكن تغافلها، وأطلقت أبشع وأقذع الكلمات والصفات على المسلمين، وكأن تنظيم القاعدة "باعتباره المرتكب الحقيقي لهذا الهجوم" أصبح الممثل الرئيسي للمسلمين، فبدأت الإفتراءات والغضب يصب على الإسلام، وأصبح الإرهاب وكأنه رفيق درب كل مسلم، بل أصبح كل عمل إسلامي في عداد الإرهاب حتى لو كان من أجل الدفاع عن الأرض والنفس والحق، فعلينا إذن أن نصمت، ونتنازل عن حقوقنا المسلوبة الواحدة تلو الأخرى وإلا فإننا سنصبح في عداد الإرهابيين المجرمين.
ومن الملفت للنظر أيضا أن كل عمل مشين يصدر عن مسلم يقرن بكلمة إسلامي، وأن كل عمل فردي أحمق تؤخذ أمة بملايينها بجريرته. فهل من المنطق والمعقول أن يؤخذ الشعب الأمريكي بأسره بجريرة عمل فردي فنقول مثلا أن الشعب الأمريكي شعب همجي لمجرد حادثة انفرد بفعلها أحمق. إنه لمن غير المنطق ولمن السذاجة أن تؤخذ الجماعة بجريرة فعل الفرد. فالشعب الأمريكي خليط من أجناس مختلفة جاءت إلى أرض الأحلام من جميع بقاع الدنيا، لتحقق عيشا كريما كغيرها من شعوب العالم. وليس لها بمعاداة أي جنس أو أي دين، تستقي معلوماتها عن العالم الخارجي من خلال الإعلام المتاح لها. فلتؤخذ الأمور إذن بعدالة وإنصاف أكثر
لقد بات الأمر يشكل مأساة حقيقية، لا بد من مواجهتها. إذ لا بد من وجود منظمات إسلامية ذات تأثير قوي لحفظ حقوق المسلمين ولصد هذه الحملة الجائرة على الإسلام، ولا بد من تضافر الجهود، وأخذ المسألة بعين الجدية وإلا فستكون النتائج غير محمودة العواقب على الإسلام وعلى أمن المسلمين.
وفي خضم هذه التهديدات، والتوعدات بالإساءة للإسلام، يستعد المسلمون في امريكا لإستقبال عيد الفطر الذي نرجو أن يعود على الجميع بالخير والبركات. غير عابئين بأي تهديد أو تخويف، متكلين على رب العباد الذي لن يخذل مظلوم على الأرض، فنرجو أن تمر الأمور على خير ما يرام وأن لا تؤثر أعمال أفراد" لا يمثلون سوى أنفسهم" على العلاقات بين المسلمين والمسيحيين وأن يكون عيدا مليئا بالخير والبركات على الجميع إن شاء الله. وكل عام وانتم بألف خير بجميع إختلافاتكم، وأينما كنتم.
06/11/2014
مصرنا ©
| | ..................................................................................... | |
| | | | |
|
|