مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 ما الذي فعلته يا بوش !!؟
...............................................................

 

بوش

 

هناء عبيد
.............

لا يمكن أن يختلف إثنان على أن الرئيس السابق بوش يمتاز بكاريزما خاصة ومميزة جعلته أكثر الرؤساء غرابة، بل وستجعله أكثر الرؤساء ذكرا في صفحات التاريخ على مر العصور، وسيظل الأكثر شهرة بين رؤساء العالم. ولكن كيف سيكون تمجيد وذكر التاريخ لذلك الرئيس الفذ !!؟ هل سيتذكره التاريخ بالملاحم البطولية التي خاضها والتي أودت بحياة مئات الآلاف من الأرواح البشرية البريئة !!؟ أم سيذكره بعبقريته الإقتصادية التي أدت إلى كارثة أودت بالعالم إلى منحدر سحيق من الصعب الخروج منه!!؟ أم سيمجده من خلال ما يذخر به اليوتوب والمواقع الألكترونية من مقاطع لسلوكه البهلواني الذي عمل منه مسخرة وأضحوكة الدهور والزمان!!؟ أو لربما سيفتخر التاريخ به من زاوية السبق في تلقي أول قنبلة حذائية كانت الأكثر حظا في التخليد والتمجيد في عالم الأحذية.

لقد تعرض العالم بأسره بفضل ذكاء هذا الرئيس الفذ وعبقريته الغير معهوده إلى أزمات وكوارث لا يمكن للتاريخ غفرانها، فالأزمة الإقتصادية التي تعرضت لها كل بلدان العالم، والتي تعد الكارثة الإقتصادية الثانية في شدتها بعد الأزمة الإقتصادية التي تعرضت لها أمريكا في عام 1929 ما زال تأثيرها الى يومنا هذا، حيث إرتفاع معدلات البطالة، وانهيار سوق البورصة العالمي، بالإضافة إلى إفلاس العديد من البنوك والمؤسسات المصرفية. فقد تميزت فترة رئاسته، بالتركيز على السياسة الخارجية وخاصة الجانب العسكري منها، واستنزفت الأموال الطائله لتمويل القوات العسكرية التي وجهت إلى العراق وأفغانستان، مما أدى إلى إهمال في شؤون السياسة الداخلية وخاصة الجانب الإقتصادي، فأخذت البنوك بالتخبط في إتباع سياسات غير مدروسة العواقب، فعملت على تسهيل عمليات القروض بفوائد منخفضة أدت إلى إغراء متدني الدخل في خوض غمار مخاطرة لم يعوا ما ستؤول إليها نتائجها من هلاك ودمار عليهم، ولكن ما لبثت هذه البنوك وأن رفعت هذه الفوائد التي أرهقت المقترضين مما أدى إلى عدم قدرتهم على السداد، وبالتالي فقد كانت الخسارة حتمية على كل من البنوك التي لم تستوف حقوقها، والمقترضين الذين لم يعودوا قادرين على الإحتفاظ بمنازلهم نظرا لعدم قدرتهم على سداد قروضهم بسبب إرتفاع الفوائد الغير متوقع.

ولن أتطرق هنا إلى التحليلات الإقتصادية التي واكبت هذه الأزمة، فقد تناول المحللون الإقتصاديون المختصون هذه الكارثة بما يتناسب مع حجمها من تحليل ودراسة وافية، ولكنني سأتعرض إلى النتائج التي تمخضت من جراء هذه الكارثة من منظور رجل الشارع العادي، حيث أن المصائب والإنهيار في جميع المرافق والذي خلفته هذه الأزمة، ومظاهرها أصبحت واضحة للعيان ولاتحتاج لمحلل إقتصادي لتوضيحها، بل إنه بات بإستطاعة الطفل الصغير أن يلحظ ما لحق هذه الأزمة من أضرار وخسائر حلت على الجميع.

ففي كل أنحاء ولايات أمريكا إرتفعت معدلات البطالة إلى نسبة هي الأعلى منذ زمن طويل. فما تلبث أن تطلب شركة أو مصنعا، موظفا واحدا للعمل لديها، حتى يتسابق العاطلون عن العمل بالإصطفاف بالآلاف للحصول على هذه الوظيفة. ولا تكاد تمشي في أي شارع من شوارع مدنها إلا وتلاحظ الكم الهائل من المحلات المغلقة والتي كتب عليها عبارات للبيع، أو للإيجار. كما أغلقت العديد من المحال التجارية المشهورة من عشرات السنوات، العديد من فروعها نظرا للخسارة التي لحقت بها مثال كي مارت المشهورة وبعض محلات دومينيكس، ومئات من المطاعم التي لم تعد تتحمل أعباء المصروفات والخسارة الفادحة التي لحقت بها، بالإضافة إلى إغلاق أكبر البنوك والمؤسسات المالية الأكثر شهرة في أمريكا.

ولم يقتصر الأمر على التجارة فقط، بل لحق قطاع التعليم الذي يعتبر قطاعا هاما لا يمكن إغفاله، بحيث تم الإستغناء عن العديد من الموظفين من معلمين أو مساعدين، بل ووصل الأمر إلى إغلاق بعض المدارس ودمجها مع غيرها توفيرا للمصاريف. وقد وزعت المدارس على أهالي الطلاب أوراقا يتوسلون فيها الأهالي من التوقيع عليها تطالب المسؤولين عدم إغلاق بعض فروع الحضانة للأطفال، لأن نتائجها ستكون مضرة بالمعلمين الذين سيفقدون وظائفهم نتيجة لهذه الإجراءات. كما وكان هناك إقتراحا بأن يكون عدد أيام الدوام المدرسي أربعة أيام بدلا من خمسة، وذلك لإختصار مصاريف الباصات وغيرها من النفقات التي أصبحت عبئا كبيرا على المؤسسات التعليمية. ولا تكاد تتصفح أي جريدة محلية، إلا وترى الأعداد الهائلة من العقارات المعروضة على المزاد العلني من قبل البنوك بسبب تقاعس أصحابها عن الإلتزام بالمستحقات المالية المفروضة عليهم. وقد طالت الأزمة أحد أهم مرافق الألعاب الترفيهية للأطفال، حيث أغلقت مدينة الملاهي " كيدي لاند" بالقرب من مدينة شيكاغو أبوابها في وجه زوارها، لعدم قدرتها ماديا على تجديد عقد لإستئجار الأرض التي تنصب عليها مشروعها. وتعتبر كيدي لاند من المعالم الهامة في شيكاغو وضواحيها، وقد ظلت قائمة لأكثر من ثمانين عاما، وقد كان إغلاقها من أحد الأمور المحبطة لأهالي المدينة لما تمثله من رمز وذكرى جميلة فيها.

لقد كان هذا جزءا من كم هائل من السهل ملاحظته في أمريكا، من نتائج وآثار للأزمة الإقتصادية المأساوية التي حلت على العالم في فترة حكم الرئيس بوش، الذي ترك وراءه ملايينا من البشر في مأساة لا تعرف لها مصيرا أو نهاية، بينما هو ينعم بعيش هنيء وينام ملئ جفنيه، قرير العين، مرتاح الضمير، في قصره في تكساس، متمعا بملايين جناها من دماء البشر.

فشكرا لك أيها الرئيس.


hanayousef17@yahoo.com
 


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية