مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 هل انتهى عصر الحب!!؟
...............................................................

 

هل انتهى عصر الحب!!؟

 

بقلم : هناء عبيد
....................


لا شك بأن كلمة حب تجعلنا نبحر في عالم آخر غير الذي نعيش، فهي مزيج من العواطف والحنان التي مهما بلغت جبروتنا وقسوة قلوبنا، فإن حياتنا لا تعرف هنيء عيش، أو هدوءا أو استقرارا، دون أن تمتلىء أفئدتنا بذلك العبق الذي يجعل لحياتنا معنى، ويلون وجودنا بصبغة المشاعر والأحاسيس.

ولكن أين نحن من ذلك الحب..!؟ أين نحن من العواطف والمشاعر والأحاسيس..!!؟ ماذا جد..!!؟ وماذا حصل..!!؟ لماذا تبدلت دماءنا الحمراء، التي كانت تحمل كل مباهج الحياة بحرارة تلهب الشرايين، إلى دماء زرقاء، تجمد كل ما يعترض طريقها!!؟

حينما كنا أطفالا، كنا نحترق بدفئ كلام الجدة، وعذب حديثها الذي كنا نخاله يغرق الدنيا بفائض حنانه، كنا نسعد بزيارة الجار الحريص على مصالحنا، وكان الصديق الأمل الذي نمحو به أحزاننا.

لقد تبدل كل شيء وملأت قلوبنا البغيضة والضغينة، إذ يبدو أننا أدمنا مناظر الدم والقتل، وأصبح الدمار والخراب الذي حل بديارنا من مسلمات حياتنا، فتصلبت شراييننا، وقست قلوبنا، وأغلقت صمامات أفئدتنا أي منفذ لأي عاطفة يمكن أن تتسرب منها أو إليها . فالعلاقات النبيلة بين أبناء البشرية أصبحت هاجسا أو حلما صعب المنال. لقد أصبحت المصالح تتحكم في علاقاتنا بدلا من أواصر المحبة والمودة التي كانت بالأمس القريب رابطنا القوي المنيع. وأصبح كل منا يعيش في قوقعته الخاصة التي فرضت جدارا منيعا حال بينه وبين كل مودة وحب. وأصبحنا أقرب الى آلات بشرية، منا الى أناس، تعرف المشاعر والأحاسيس طريقا الى قلوبها.

لقد طالت الضغينة والبغضاء أفراد الأسرة الواحدة، بحيث أصبحنا نسمع كل يوم عن جرائم قتل تقشعر لها الأبدان، ولا تستثنى أي بقعة على الارض من ذلك غربا أم شرقا...زوج يقتل زوجته ويقطعها إربا، ويلقي بها في القمامة...أم تقتل ابناءها وتلقي بهم في النهر... أخ يقتل أخاه.. وهكذا

حتى علاقة الود مع أبنائنا تغيرت، بحيث لم يعد التواصل بيننا وبينهم على سابق عهدنا مع آبائنا. فالألعاب الألكترونية، والبرامج الترفيهية التي لا عد لها ولا حصر، أصبحت شغلهم الشاغل، واستولت على تفكيرهم. بحيث يستمع أحدهم اليك بنصف أذن ، وربع عين، وخمس انتباه ان وجد، وبقية حواسه وانتباهه تنصرف نحو تلك اللعبة أو ذلك المشهد.

وأما علاقات المصالح كما أسلفت فحدث ولا حرج، فحينما اتقد قلب أحدهم شوقا وحنينا لترب الأوطان، ورؤية الأحبة والخلان، سارعت أقدامه وسبقت الريح، ليحط بين الأحبة ويستريح، بعد غربة طال أمدها، فاستقبلته الحشود الغفيرة، واصطفت السيارات الفخمة أمام المطار على كل جانب، وتصارع الجميع أيهم يحظى بضيافة المتلهف العطشان، لشرب عذب ماء الاوطان، وبدأ كل واحد بعرض مشاريعه وأحلامه التي طالما انتظرت عودة بطل الابطال، القادم محملا بما كثر من ذهب ومال. ولكن بعد جهد وعناء، تبين للصحب، أن صاحبنا مفلس وطفران، بل ومديون كمان، فتفرق الجمع عن صاحبنا، وبات ليلته جوعان. وعزم على العودة الى من حيث أتى وربما بلا رجعة، فانتظر الأحبة والحشود الغفيرة لتوديعه وايصاله الى المطار، لكن لم يظهر لا عدو ولا حبيب، فما كان من صاحبنا الا وأن استقل باصا للحاق بطائرته، بعد ايام قضاها بين الاحبة والاصدقاء.

نرجو أن تعود الأوضاع الى سابق عهدها، وتعود القلوب الى أواصرها، ودمتم بألف خير ومحبة


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية