ماذا بعد هجوم القراصنة!!؟
...............................................................
|
هجوم القراصنة |
بقلم : هناء عبيد
....................
إن الحجة التي اعتمد عليها الكيان الصهيوني الغاشم في التصدي والهجوم الوحشي على قافلة الحرية، المحملة بالادوية والأغذية لمساعدة أبناء غزة المحاصرين، كانت بلا أدنى شك، حجة واهية، ضعيفة، بحيث لم تتمكن من إقناع العالم بأن ما أقدم عليه هذا الكيان من تهجم على أسطول الحرية هو عين الصواب والحق. بل على العكس من ذلك، فقد توحدت الأصوات شجبا لهذا العدوان الغاشم، وتنديدا بهذه القرصنة البحرية، وصبت الخطابات جام غضبها على ما اقترفته هذه القراصنة من اغتيال للإنسانية، وملأ المتظاهرون الشوارع في كل أرجاء العالم إستنكارا وتنديدا بهذه الهجمات البربرية التي تأباها النفس البشرية السوية.
فما هي الرسالة التي كان يريد الكيان الصهيوني أن يوصلها من خلال هذا العمل المشين، وخاصة بأنه كان يعلم تمام العلم بأن الحجج الواهية التي سيقدمها لن تكون مقنعة لتهجماته الهمجية على قافلة الحرية لأي عقلية مهما ضاق حجم تفكيرهاا!!؟
فهل كان ينوي أن يقضي على شعب غزة ويمنع أي إقتحام لهذا الحصار الوحشي الذي فرضه عليها!!؟
أم كان يريد أن يري العالم، بأنه القوة الخارقة التي لا يمكن التصدي لجبروتها، وأنه لا يعبأ بأي قانون دولي مهما كان!!؟
أم أنه كان يريد أن يلقن من يحاول الإقتراب أو التفكير من فك الحصار الوحشي الذي فرضه على أبناء غزة درسا رادعا، بحيث يخشى بعد ذلك أي أسطول من محاولة إختراق هذا الحصار!!؟
أم أنه الخوف والقلق الذي يؤرق هذا الكيان، والذي جعله متخوفا على أمنه وإستقراره، حتى من قافلة سلام تحمل في طياتها كل معاني الإنسانية والمحبة والخير!!؟
مهما كان السبب الذي أدى إلى هذا التهجم الهمجي، فالنتيجة والحقيقة واحدة، وهي أن هذا الاسلوب الهمجي اللأنساني، هو النهج الذي ينتهجه هذا الكيان الصهيوني الغادر، والذي لن يتغير عبر الزمان، لأن طبع الغدر هو سيمته التي تميزه عن باقي البشرية
ولكن، لا بد لهذا الكيان أن يستوعب استيعابا كاملا، بأنه مهما بلغ صلفه وتعنته وجبروته، فإن ذلك لن يقف عائقا أو مانعا أمام عزيمة من يحمل رسالة إنسانية سامية، ويؤمن بإسترجاع حق مسلوب، لشعب مظلوم، ولبراءة طفولة مطحونة . لقد غفل هذا الكيان الصهيوني تماما، عن الأعداد الهائلة من أنصار الإنسانية والحق الذين سيشجبون هذا العمل المشين، ولم يدرك بأن هذه الجريمة النكراء لهذا الكيان الغاشم لن تثني أصحاب الضمائر الحية، والمدافعين عن الإنسانية والحقوق، من أداء واجبهم ولو وصل التعنت الإسرائيلي إلى أقصى حدوده، فها هي قوافل الخير ما زالت تستعد لمواصلة رسالتها السامية.
ففي ايران، أعلنت جمعية الهلال الأحمر، عزمها على إرسال ثلاث سفن مساعدات لخرق الحصار عن غزة، ضاربة بذلك عرض الحائط، التهديدات والأعمال الإسرائيلية الهمجية اللأنسانية. وقد سارع المتطوعون الذي تجاوز عددهم العشرين ألف متطوع بتسجيل أسمائهم على موقع الهلال الأحمر، للمساعدة في ايصال المعونات اللازمة إلى سكان غزة المحاصرين، غير عابئين بالهمجية والقرصنة الصهيونية.
فهل ستنجح هذه السفن بتحقيق هدفها بايصال المساعدات الإنسانية لأبناء غزة!!؟
وهل ستكون التصريحات التي صرح بها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، والتي مفادها أن الكيان الصهيوني لا يجرؤ بالتصدي للقوات الايرانية التي تفوق قوة هذا الكيان بمراحل، هل ستكون هذه التصريحات رادعا ومانعا لهذا الكيان الغاشم بالتعرض لسفن الإغاثة الايرانية التي تحمل المساعدات الإنسانية لأهل غزة!!؟
أم ستلاقي هذه السفن نفس المصير الذي لاقته نظيرتها قبل قرابة الأسبوع على الشواطئ الدولية للبحر الأبيض المتوسط!!؟
هذا ما ستكشفه الأيام القادمة