مجزرة جديدة تضاف إلى رصيد مجازر العصابات الصهيونية
...............................................................
 |
مجازر اسرائيلية |
بقلم : هناء عبيد
..................
لقد إنتظرنا بشغف كبير موعد وصول أسطول الحرية الذي يحمل في مضمونه رسالة نبيلة لفك الحصار عن قطاع غزة، وليكون أمام مرأى العالم رمزا للإنسانية التي تأبى سحق الإنسانيه. وقد انطلق أسطول الحرية حاملا على ظهره مجموعة من النشطاء المتضامنين مع حملة فك الحصار عن قطاع غزة، والذين يحملون العديد من الجنسيات المختلفه، وقد استعدت كل الوسائل الإعلامية لتغطية هذا الحدث، ولكن تم التشويش على الاتصالات من قبل الكيان الصهيوني بحيث لا يتسنى نقل الأحداث التي يبدو أنها كانت معروفة النتائج مسبقا للكيان الصهيوني الغاشم، فقد تم التهجم على أسطول الحرية قبيل وصوله مما أسفر عن مقتل عشرين شهيدا، وجرح أكثر من ستين شخصا كان من ضمنهم الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلاميه. وبهذا التهجم اللأنساني للقوات البحرية الصهيونية على أسطول الحرية المسالم، يزيد رصيد الكيان الصهيوني من المجازر الشنيعة المرتكبة ضد الانسانية، وتظهر الصورة بوضوح عن مدى صلف هذا العدو وتحديه لكل القيم الإنسانية والقوانين الدولية لحفظ حقوق الإنسان.
إن هذا الهجوم الوحشي على قافلة سلام، مغزاها إغاثة طفولة من الجوع والمرض وإنقاذ إنسانية من الظلم والبطش، لحدث أليم لا يمكن لعقل أن يستوعبه ولا يمكن لبشرية أن تستسيغه مهما بلغ جرمها وعتيها، إنه لحدث يندى له الجبين، وتقشعر له الأبدان وتذرف له الأعين بغزيردموع الحزن والألم والمرارة. فأين العالم من هذا!!؟ أين المنظمات الدولية لحفظ حقوق الإنسان الذي يبدو اننا لم نعد ننتمي اليه!!؟ أين شعارات العدل والمساواة التي تتغنى بها دول الحضارة والرقي والتقدم!!؟
إن هذه المجزرة الأليمة بحق أبرياء، كل جرمهم كان ، أن دماء الإنسانية فيهم ألحت عليهم بإصرار بأن يتصدوا بأرواحهم لصلف الظلم والتعدي على البشرية البريئة، وأبت كرامتهم السكوت عما صمتت عليه ملايين من القلوب المتجمدة المتصلبة، وغضت عنه النظر ملايين الأعين ذات الأبصار المعمية بالضلال والظلام.
إننا بهذه المناسبة الأليمة على كل إنسان، نناشد باعلى اصواتنا كل منظمات حقوق الإنسان، وكل من لديه ذرة إنسانية، ودماء ما زالت تتدفق في العروق، بكف يد البطش القذرة وبعقاب هذه العصابات التي لم يعد هناك أي شيء تخشاه أو تعمل له أي حساب، وكيف لا !!؟ وهي المدللة التي يطبطب الجميع على ظهرها بكل حنان ويعطيها الضوء الأخضر بإقتراف أبشع الجرائم التي عرفتها البشرية بحق أبرياء مدنيين عزل.
كما أننا بهذه المناسبة المحزنة فإننا نطالب رجال الدين بجميع دياناتهم ومذاهبهم بأن ينطقوا كلمة الحق، ونخص بالذكر تلك الفئة التي ما فتأت مرهقة بنشب الفتن ليل نهار باسم نشر المحبة والخير والسلام، والفئة الأخرى التي لا تتوانى عن إصدار الفتاوي المفصلة التي تناسب مصالحها ومناسباتها. فلتتفضلوا بنشر المحبة والسلام والخير، ولتصدروا الفتاوي المناسبة لتصدي هذه المجزرة البشرية الشنيعة، فلعل وعسى أن تكون هذه مناسبة للتكفير عن خطاياكم في حق هذه الأمة المسحوقة داخليا وخارجيا.
إنه لمن المؤسف جدا أن تتكاتف القوى العظمى في هذا العالم لتسخر امكانياتها لمساعدة يد البطش الظالمة لتفتك بالإنسانية المظلومة والطفولة البريئة، ويساندها بذلك سكوت وصمت مطبق من أصحاب حق مسلوب يعيشون تحت وطأة كل أنواع العذاب والظلم والذل. وقد يكون الحق في جانبهم، لأنهم لم يجدوا من يقف امام عتيهم وقمعهم، فنحن للاسف الشديد تعودنا على الصراخ والتنديد والشجب والأستنكار في قلب الحدث، وتعودنا على سماع أصداء أصواتنا تضرب عرض الحائط لتتحول دماء شهدائنا المسفوكة إلى ماء بارد يثلج صدور سافكيها، فإلى متى سننتظر يدا تمد العطف إلينا!!؟ وإلى متى ستظل دماؤنا رخيصة!!؟ وإلى متى ستظل أرواحنا تتفوق ارواح القطط عنها قدسية !!؟ وإلى متى ستظل مكانة صهيوني واحد ترجح كفة الميزان مقابل آلاف منا!!؟.
فقليل من كرامة وشجاعة وإخلاص أيها العرب الأفاضل
hanayousef17@yahoo.com
