مناخ الأرض: أسئلة لم يتم الإجابة عليها
...............................................................
| |
الانبعاث الحرارى | |
بقلم : مسعد غنيم
.....................
كما رأينا في قمة كوبنهاجن للمناخ، هناك إجماع علمي غير مسبوق على أن التغير الحاد في مناخ الأرض هو من نتاج النشاط الصناعي الإنساني، وأن هذا التغير يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل البشرية. ولكن هذا الإجماع ليس كاملا، فهناك مناطق عدم يقين في الصورة التي رسمها العلماء لهذه المشكلة. كما أنه لايزال هناك بعض العلماء القلائل الذين يشككون في أسلوب الأبحاث العلمية التي أدت إلى تلك النتائج المرعبة عن مستقبل الكوكب بيئيا. وبصفة عامة فإن عدم اليقين هو سمة العلم الحديث، وشرط ملازم لأي رأي علمي. فوكالة ناسا الفضائية الأمريكية رغم تبنيها لنتائج الأبحاث المجمع عليها عالميا، لم يمنعها من منطلق علمي بعيدا عن مناورات السياسة العالمية، أن تنشر على موقعها قسما خاصا بعدم اليقين المصاحب لنتائج أبحاث التغير المناخي لكوكب الأرض، بينما يقف البروفيسور ريتشارد ليندزين من معهد ماسوشوسيتس للتكنولوجا، وهو الجهة العلمية الأكثر احتراما في أمريكا والعالم، يقف موقفا معارضا ومشككا فيما أجمع عليه العالم في كوبنهاجن، وهو واحد من من الأكثر علماء المناخ احتراما في العالم.
أصل الحكاية
ربما يدل انعقاد قمة كوبنهاجن على انحسار المعارضة العلمية لما أجمع عليه معظم العلماء وخاصة المجمع الدولي للتغير المناخي Intergovernmental Panel on Climate Change (IPCC) ، ولكن ذلك لايعني أن المعارضة والتشكيك العلمي قد انتهيا. ففي 29 أكتوبر 2009 ، فقط بضعة أسابيع قبيل قمة المناخ في كوبنهاجن في منتصف ديسمبر 2009، نشر كريستوفر بوكر محرر التيليجراف الإنجليزية ملخص كتابه عن " الكارثة الحقيقية لتغير المناخ"، وفيه يعارض بشدة النتائج المجمع عليها عالميا عن تغير مناخ الكوكب. لعل أحد أهم الشخصيات العالمية التي روجت بحماس شديد لفكرة انهيار المناخ العالمي هو النائب السابق للرئيس الأمريكي آل جور، وقد جاب العالم وكتب كتابا أو كتابين وأنتج فيلما مؤثرا عن مظاهر الانهيار البيئي في القطب الشمالي وباقي العالم. وكان من أهم النتائج العلمية التي اعتمد عليها آل جور هو ذلك المنحنى البياني المشهور باسم "عصا الهوكي". هذا المنحنى يظهر الارتفاع المفاجئ لمتوسط درجة حرارة النصف الشمالي لكوكب الأرض بطريقة غير مسبوقة منذ ألف سنة. وهذا المنحنى يمثل جوهر الرأي العلمي المؤيد لتأثير النشاط الإنساني على تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض، كما أنه هو الأكثر تعرضا للنقد والتشكيك بل والتأكيد على خطأ استنتاجه من بادئ الأمر!.
|
الهوس بالتغير المناخي قد اتضح أنه أكثر التوهمات العلمية كلفة في التاريخ؟ |
يقول كريستوفر بوكر محرر التيليجراف في كتابه عن " الكارثة الحقيقية لتغير المناخ": " إن جنون الاحترار العالمي والاستجابة السياسية له، وبأي مقياس، أصبح أحد الموضوعات بالغة الأولوية في وقتنا الراهن. وإذا قبلنا بالورقة العلمية التي تقول بأن الكوكب يواجه تهديدا غير مسبوق في التاريخ، تبعاته تشتت العقل فعلا. ولكن مايشتت العقل بالتساوي الآن هو تبعات الثمن المطلوب أن ندفعه لمعالجة ذلك التهديد بناء على تقدير السياسيين. وبأكثر من أي وقت مضى، فإنه بمثابة الأولوية الأعلى أن نعرف إذا ما كانت الفروض التي بنى السياسيون عليها مقترحاتهم، مبنية على علم مناسب ودقيق أم لا." ثم يتساءل بوكر عما إذا كان الهوس بالتغير المناخي قد اتضح أنه أكثر التوهمات العلمية كلفة في التاريخ؟ يقرر بوكر أنه صدرت بالفعل كتب عديدة بشأن التغير المناخي، ولكنه يدعي أن كتابه مختلف من حيث أنه ولأول مرة يتعرض للموضوع من جميع جوانبه، حيث يناقش الجدل العلمي على مدى 30 سنة مضت حول تهديد التغير المناخي، وردود فعل الساسيين عليه. ويحدد لذلك الجدل ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى 1970 - 1997
بدأت المرحلة الأولى في سبعينات القرن العشرين عندما لاحظ بعض العلماء انخفاض درجة حرارة العالم على مدى 30 سنة، مما حدى بهم إلى التحذير من عصر جليدي جديد. ثم بدأت درجة الحرارة في الارتفاع مرة أخرى في منتصف السبعينات، وبحلول منتصف الثمانينات بدأ عدد قليل نسبيا من العلماء، شاملا حتى بعض من تنبئوا بعصر جايدي جديد، بدأوا في التحذير من مشكلة عكسية: أن العالم يسخن بدرجة خطيرة، وذلك بسبب ضخ غاز ثاني أكسيد الكربون CO₂ في الجو مع غازات الدفيئة، وكلها نتاج الحضارة الحديثة. وفي 1988 تكون تحت إشراف الأمم المتحدة الـ (IPCC) المجمع الدولي للتغير المناخي من عدد من العلماء المؤمنين بشدة في نظرية الاحترار تلك، ومنذ ذلك الحين انفجر الرعب من الاحترار العالمي في عناوين الصحف والأخبار.، ويرجع الفضل في بعض من ذلك إلى الشهادة المصاغة بعناية شديدة لعضو لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي د. جيمس هانسون مدير معهد جودارد لأبحاث الفضاء (GISS) التابع لوكالة الفضاء ناسا، وهو معروف بدفاعه عن نظرية أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تسبب احترارا عالميا بدرجة كارثية.
ويدعي بوكر أن سيناريو فيلم كارثي يصور أن ارتفاع مستويات انبعاث CO₂ سيؤدي إلى موجات جفاف، وأعاصير، وموجات حر، وفوق كل ذلك ذوبان ثلوج القطبين الذي سيغرق نصف أكبر مدن العالم، ذلك السناريو، كما يقول بوكر، قد لاقى وترا حساسا، فقد أحبه الإعلام، وكذا أنصار البيئة، والسياسيون تحت قيادة آل جور في الولايات المتحدة. ولكن أكثر المؤيدين في ذلك كانوا هم علماء الـ (IPCC) بقيادة أوربية إنجليزية، والذين أصدروا سلسلة من التقارير ثقيلة الوزن وأصبحوا اللاعبون الأساسيون في القصة كلها. وهذا المجمع العلمي يتكون من 1500 من أكبر علماء البيئة في العالم، ولكن هذا المجمع لم يتم تجميعه أصلا على أساس تمثيل الأدلة العلمية التي تؤيد والتي تعارض نظرية الاحترار بغية الوصول إلى إجماع من خلال الاختلاف، ومعظم علماؤه هم أصلا غير متخصصين في البيئة، بل إن بعضهم ليسوا علماء على الإطلاق. وكان الغرض من المجمع أساسا ليس اختبار النظرية، بل تجميع أكثر الأدلة مصداقية من أجل ترويج النظرية. ولهذا فإن النماذج الرياضية التي تم الارتكاز عليها كمصدر رئيسي لاستنتاج الأدلة، تم برمجتها لإظهار ذلك، مثل استمرار ارتفاع مستويات CO₂، وأن درجات الحرارة يجب أن ترتفع تبعا لذلك بالضرورة.
ويشير كريستوفر بوكر محرر التيليجراف إلى أن مجمع (IPCC) يمثل كيف أن عددا قليلا من العلماء متورطون في توجيه نتائج أبحاثه، وأن أغلبيتهم من البريطانيين والأمريكان! تحت قيادة د. هوفتون (تم ترقيته لرتبة فارس في 1991) الذي يترأس معهدا للأبحاث هو الذي يلعب الدور الأساسي في اختيار العلماء المساهمين في مجمع (IPCC)، بالتعاون مع البروفسير فيليب جونز الذي يترأس وحدة أبحاث تعتبر أحد أهم أربع مصادر لبيانات درجات الحرارة العالمية. وبسرعة كبيرة، يقول بوكر، ومنذ صدور أول تقرير في 1990 فإن المجمع (IPCC) ونماذجه الرياضية اكتسبوا تأييد كثير من سياسيي العالم بقيادة أولئك من الاتحاد الأوروبي، ودفع الامم المتحدة إلى عقد قمة الأرض الغير عادية في ريو بالبرازيل بحضور 108 دولة، والتي انتهت إلى توقيع اتفاقية كيوتو الشهيرة في 1997 والتي تلزم حكومات العالم بأهداف محددة لخفض انباعثات CO₂.
ويضيف بوكر أنه عند هذا الحد فقد بدت النظرية مقبولة جدا، وبدأت مستويات ودرجات حرارة العالم تتزايد باستمرار وبالضبط طبقا لتنبؤات نماذج الكمبيوتر لمجمع IPCC، وبهذا دخلنا في المرحلة الثانية من القصة، والتي استمرت من 1998 وحتى 2006، وذلك حينما بدا أن النظرية تكتسح كل شئ في طريقها.
المرحلة الثانية 1998 - 2006
يوضح بوكر أن سياسيو الاتحاد الأوروبي خاصة تبنوا إجراءات مكافحة ذلك الاحترار العالمي بدءا من بناء عشرات الآلاف من توربينات الرياح إلى شراء وبيع حصص انبعاثات الـ CO₂ التي هي حياة أي مصنع على الأرض. ولكن مهما بدت الحالة مقنعة، إلا أنه قد بدأت بعض الشكوك الجادة حول الطرق التي تم ترويج النظرية بها. بدأت أسئلة كثيرة تطرح حول المقاربة غير المتوازنة لمجمع (IPCC) في جمع الأدلة، خاصة فيما يخص ما سمي بـمنحنى شكل "عصا الهوكي"، والذي تم إنتاجه في 2001 بمعرفة العالم الأمريكي الغامض حتى اليوم، د. مايكل مان، ليوضح كيفية الارتفاع المفاجئ لدرجة حرارة الأرض بشكل غير مسبوق تماما في التاريخ. وكان آل جور من أكبر المعجبين بهذا المنحنى، والذي حاز جائزة الأوسكار عن فيلمه " الحقيقة المزعجة" عن الاحترار العالمي. ولكن اتضح فيما بعد أن كل ادعاء علمي في فيلم آل جور كان إما مبالغ فيه بشدة أو خاطئ. فقد كشف عالمان كنديان (ستيف ماكنتاير و روث ماكيتريك) أن الأساليب الإحصائية المستخدمة في إنتاج منحنى عصا الهوكي، وقد أكد نتائج بحثهما خبيران من لجنة معينة بمعرفة الكونجرس الأمريكي، وبذلك أصبح المنحنى أحد أكثر الخدع خزيا في تاريخ العلم. ولكن مؤيدو عصا الهوكي والواسعو النفوذ في مجمع (IPCC) قاموا بالرد على ذلك، وسموا أنفسهم بفخر: "فريق الهوكي"، وعكست نسبة عضويتهم في المجمع كيف أن عددا صغيرا من العلماء المرتبطين ببعضهم، تمكن مركزيا من الدفع نحو الخوف من الاحترار العالمي، وإلى درجة تعرض معهد جودارد لأبحاث الفضاء (GISS) للنقد العنيف بسبب "تعديل" بياناته عن درجات الحرارة لتضخيم اتجاه الاحترار العالمي.
المرحلة الثالثة 1997 - .....
يشرح بوكر أنه في 2007 دخلت القصة فجأة في مرحلتها الثالثة، عندما بدأت درجة حرارة العالم في الانخفاض بعكس تنبؤات نموذج الكمبيوتر لمجمع (IPCC). أي أنه بالرغم من استمرار ارتفاع مستويات غاز CO₂، وبعد 25 سنة من ارتفاع درجة الحرارة، فقد بدا واضحا أن المناخ العالمي بدأ في البرودة. وبدأ المزيد من العلماء في اقتراح أن مجمع (IPCC)، بنماذجه للكمبيوتر، قد أخطأ على طول الخط. لم يكن غاز CO₂ هو الذي يغير المناخ، ولكن التغيرات طبيعية مدفوعة بنشاط الشمس والتغيرات في تيارات محيطات العالم. ولم يذب القطبان كما تنبأ المنذرون ونماذج الكمبيوتر. إن القطب الجنوبي الذي يحتوى 90 % من من كل جليد العالم بدا بالفعل أنه يبرد على مدى الـ 30 سنة الماضية، وليس يسخن. وأن عدد الدببة القطبية لاينقص، بل زاد أربعة أضعاف ما كان عليه منذ 40 عاما. وفي العقود الأخيرة فإن عدد الأعاصير و موجات الجفاف قد انخفض بشدة، ولم يزد. وهكذا فبعد عقود، دخل العالم بالفعل في أكثر شتائين بردا، ومع الشواهد فقد ندخل في الثالث، وأخذت قضية الـ CO₂ المهددة للعالم بالاحترار في التهاوى بعيدا بشكل مذهل.
السياسة والمناخ العالمي
وبالرغم من ذلك، كما كتب بوكر، وعند هذه النقطة تحديدا، فإن سياسيو العالم بقيادة بريطانيا والاتحاد الآوروبي، وأخيرا الرئيس أوباما، متساوون في أن يفرضوا علينا للنهاية أكثر الإجراءات تكلفة، والتي لمق أن اقترحها أي مجموعة من السياسيين في تاريخ العالم – إجر اءات مدمرة حتى أن الوفاء بتنفيذ نصفها، سوف يأخذنا إلى الوراء للعصر الحجري. أعلن جوردون براون رئيس وزراء بريطانيا أننا لدينا أقل من 50 عاما لننقذ الكوكب، في محاولة يائسة لإنقاذ قمة كوبنهاجن، الوريثة لاتفاقية كيوتو، والمفروض أن يتفق العالم حولها في 15 يوم (هي مدة انعقاد المؤتمر الذي عقد بالفعل في موعده وفشل). ولكن أحدا لم يوضح الحقيقة كما أوضحها ريتشارد ليندزين من معهد ماسوشوسيتس للتكنولوجا، وهو الجهة العلمية الأكثر احتراما في أمريكا والعالم، حيث عمل مثل أي عالم آخر خلال الـ 20 عاما الماضية على كشف مدى فراغة ادعاء مجمع (IPCC) بأن تقاريره تمثل "إجماعا" لوجهات نظر أفضل علماء المناخ في "العالم".
كتب د. ريتشارد ليندزين، أحد أكثر علماء البيئة تميزا في العالم، على غلاف كتاب " الكارثة الحقيقية لتغير المناخ"، لكريستوفر بوكر محرر التيليجراف الإنجليزية: " سوف تتعجب أجيال المستقبل في اندهاش كبير من أن بدايات القرن 21 قد شكلت عالما دخل في فزع هيستيري من زيادة متوسط حرارة العالم مكونة فقط من بضعة أجزاء من العشرة من الدرجة المئوية، وعلى أساس تهويل كبير لتنبؤات للكمبيوتر مبالغ فيها بشدة، شكلا معا - زيادة الحرارة وتنبؤات الكمبيوتر- سلسلة من الاستدلالات غير قابلة للتصديق، شرعت في فرض ذهنية تقوض العصر الصناعي."
" كم سننتظر قبل أن يتدخل العقل والعلم الصحيح فيما بدا أنه واحدة من أكثر التضليلات المجمعة بشكل فوضوي على الإطلاق للتحكم في الجنس البشري." هكذا ختم كريستوفر بوكر محرر التيليجراف الإنجليزية مقاله عن الكارثة الحقيقية لتغير المناخ.
رأي وكالة الفضاء الأمريكية ناسا
وأقول: حتى لا ننساق في اتجاه واحد دون تدقيق الفكر بالنظر إلى رأي آخر، فربما يفيد أن نعرف رأي وكالة ناسا للفضاء في هذا الشأن. فقد جاء في موقع الوكالة تحت عنوان رئيسي عن عدم اليقين وعنوان فرعي "أسئلة لم يتم الإجابة عليها"، أن موقع الوكالة يقدم وجهة نظر عن المناخ غنية بالبيانات، وكذا يناقش كيفية توافق تلك البيانات مع بعضها البعض في إطار الصورة الحالية التي يرسمها العلماء للتغير المناخي. ولكن هناك الكثير مما لانعرفه عن مستقبل مناخ الأرض وعن كيفية تأثير تغير المناخ على البشر. ولغرض التوضيح والملائمة، فإن علماء المناخ يفصلون الأشياء التي تؤثر في تغير المناخ إلى صنفين من العوامل: المؤثرة، ورد الفعل. والعوامل المؤثرة هي الدوافع الأساسية لتغير المناخ: والإشعاع الشمسي يعد مثالا عليها، فمع إشعاع أكثر من الشمس تسخن الأرض. أما عوامل رد الفعل فهي العمليات التي تتغير بتغير العوامل المؤثرة، وتسبب مزيد من التغير المناخي، مثال التغذية العكسية لذوبان الجليد، فمع سخونة الطقس يذوب بحر الجليد، والجليد عاكس كبير للحرارة بينما سطح المحيط من تحته أقل بكثير في عكس تلك الحرارة من الشمس، بمعنى التأثير أكثر في احترار المناخ. وقد حددت ناسا بعضا من تلك العوامل:
عوامل مؤثرة: الإشعاع الشمسي – غازات الدفيئة أو الأيروسول - التراب – الدخان – السخام أو السناج
عوامل رد الفعل: السحاب – دورة الكربون – دورات مياه المحيط – الترسيبات من الجو – ارتفاع مستوى سطح البحر
ويضيف موقع ناسا أن علماء المناخ يناقشون مايسمى "التغير المناخي المفاجئ" ، والذي يشمل احتمال حدوث نقطة الانقلاب في مناخ الأرض. ويبدو أن المناخ له عدة حالات يكون فيها مستقرا نسبيا على مدى فترات طويلة من الزمن، ولكن عندما يتحرك المناخ بين فترات الاستقرار تلك، فإنه قد ينقلب بسرعة (والحديث هنا جيولوجيا) على مدى مئات السنين، وفي بعض الحالات يحدث فقط في غضون عدة عقود.
الخلاصة
إذن فإن شهادة وكالة ناسا تقول بعدم اليقين عموما، وبعدم المعرفة خصوصا، عن الكثير بشأن تغير المناخ، وهذا لايختلف كثيرا عما جاء بكتاب كريستوفر بوكر، والخلاصة التي يمكن الجزم بها:
علميا: إلى حد كبير، إن تغير المناخ حقيقة فيزيائية طبيعية، تحدث بفعل عوامل طبيعية مؤثرة، وعوامل رد فعل، وأيضا تحدث بسبب النشاط الصناعي للبشر، وأنه لا أحد يعلم على وجه اليقين كيفية فعل تلك العومل معا.
سياسيا: يمكن التكهن بنسبة من اليقين، بالنظر إلى سوابق الكذب والتضليل من أكبر زعماء العالم أمثال بوش وبلير (كذبة أسلحة صدام حسن للدمار الشامل مثال غير وحيد) أن سياسيو الغرب بقيادة بريطانيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي يمكن أن يكونوا في حالة استغلال بشع لرأي علمي مشكوك فيه بشدة لصالح ضرب نمو الصين المتزايد، والذي يهدد هيمنة الغرب وخصوصا أمريكا، خصوصا بعدما أعياهم تعطيلها سياسيا واقتصاديا.
والله أعلم
30 ديسمبر 2009
06/11/2014