مالك بن نبي، فيلسوف إنساني عالمي
...............................................................
| |
مالك بن نبي | |
بقلم : مسعد غنيم
....................
نظم المجلس الإسلامي الأعلى مؤتمراً دولياً بالجزائر العاصمة عن ملتقى دولي في 8 أكتوبر 2006 حول “فكر مالك بن نبي”، كتب عن ذلك د. مولود عويمر في موقع مالك بن نبي: " وفي الجلسة الصباحية من اليوم الثاني للمؤتمر، والتي ترأسها الدكتور محمد شريف قاهر من جامعة الجزائر، ألقى الدكتور حسن حنفي أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة محاضرة بعنوان: من القصد إلى الفعل: محاولة لإعادة بناء مشكلات الحضارة عند مالك بن نبي، حدد الاهتمامات الكبرى لمالك بن نبي ولخصها في ثلاث قضايا كبرى: دراسة التراث، ومعرفة الغرب وتأصيل العلوم الاجتماعية. ودعا في محاضرته إلى تحويل هذه الاهتمامات إلى دراسات عميقة تبين جهود بن نبي، وتضيف إليها تصورات جديدة طرأت على العالم بعد وفاة المفكر الجزائري. وقدم من جهته الدكتور عمار الطالبي أستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر ورقة عن مالك بن نبي ومكانة الفكر في المجتمع الإسلامي. وقدم بعده الدكتور أسعد السحمراني، أستاذ العقائد والأديان المقارنة بجامعة الإمام الأوزاعي ببيروت محاضرة بعنوان: مالك بن نبي ومعاييره للتنوع الثقافي ومشكلات الحضارة. فمالك بن نبي تصدى مبكرا لمعالجة إشكالية المفاهيم والمصطلحات لأنه كان مقتنعا أن الكثير من المعارك الفكرية والثقافية يتم خوضها بسب لبس أو خلط بين المصطلحات والتعريفات."
ومالك بن نبي من أهم وأبرز المفكرين العرب المحدثين، ولد في مدينة قسنطينة شرق الجزائر سنة 1905 م ، في أسرة فقيرة بين مجتمع جزائري محافظ وتوفي يوم 31 أكتوبر 1973م. وتحلَّى مالك ابن نبيّ بثقافة منهجيَّة، استطاع بواسطتها أن يضع يده على أهم قضايا العالم المتخلِّف، فألف سلسلة كتب تحت عنوان " مشكلات الحضارة" بدأها بباريس ثم تتابعت حلقاتها في مصر فالجزائر، وهي مرتبة ترتيبا هجائيا.
كتب الأستاذ صالح الشورة في مقال بنفس الموقع: "رأى مالك بن نبي بأنه كان لجمال الدين الافغاني ومحمد عبده دور كبير في إذكاء حركة النهضة في العصر الحديث من الزاويتين السياسية والاجتماعية، الا أنه خالفهما الرأي بأن قال: “أن المشكلة ليست أن نعلم المسلم عقيدة هو يمثلها وإنما المهم أن نرد الى هذه العقيدة فاعليتها وقوتها”، وحدد بن نبي أسباب تعثر النهضة الأسلامية الحديثة في ثلاثة عوامل “عدم تشخيص غاية النهضة وعدم تحديد المشكلات الاجتماعية تحديدا جيدا وعدم تحديد الوسائل”، وأدى ذلك الى التيه والضياع مع التبذير في الوسائل لأن الحركة اصبحت تخضع للصدفة وبالتالي لم تات بنتيجة في اتجاه معين وفي وقت معقول. ورأى بن نبي بأن سير النهضة الاسلامية الحديثة يشير الى أنها كانت تتجه نحو الحضارة ولكن خطأها أنها كانت تحاول تحقيق غايتها عن طريق الاشياء التي تستوردها من الحضارة الغربية ونسيت أن الأشياء لا تؤدي مفعولها الاجتماعي ولا تؤثر وحدها في بناء الحضارة ولكنها تؤثر بقدر ما يضاف اليها من دوافع نفسية وفكرية إذ ان البناء كما يقول بن نبي” يتم بالدوافع التي تحرك تلك الاشياء والفكرة التي ترتبها في العملية الاجتماعية”.
" وما يلفت الانتباه في أفكار بن نبي قوله بأن سبب الانحطاط في العالم الاسلامي لا يعود الى الاستعمار، بل الى القابلية للاستعمار، وقد ركز على هذا الجانب في اغلب مؤلفاته وظل يؤكد على هذا القاعدة حتى وصل الى نتيجة في أواخر حياته الى ان السبب في تأخر نهضة العالم الأسلامي يقع على عاتقي “الاستعمار وقابلية الاستعمار”. وبالتالي وزع المسؤولية على هذين العاملين توزيعا منصفا،ً حين قال “ان الدهاء والمكر والخداع والنهم والشراسة من نصيب الاستعمار وأن الدناءة والسفالة والنجاسة والخبث والخيانة من نصيب القابلية للاستعمار”. انتهى الاقتباس.
في مقال آخر بنفس الموقع للكاتب محمد العبدة بعنوان " قراءة في فكر مالك بن نبي" بتاريخ 16 ديسمبر 2006 ، كتب يقول: " زار مالك بن نبي مصر عام 1956، على إثر العدوان الثلاثي عليها، وبقي فيها حتى عام 1963، وكان له في مصر تلاميذ وأصدقاء، وزار خلالها سورية ولبنان ألقى فيها المحاضرات حول موضوع (مشكلات الحضارة)، وفي القاهرة أصدر: حديث في البناء الجديد، مشكلة الثقافة، في مهب المعركة، تأملات في المجتمع العربي."
ويضيف الكاتب عن ثقافه بن نبي الإسلامية " إعترف مالك بأن الذي كان يرده عن الغلو في هذا الاتجاه (القراءات الكثيرة للفكر الغربي) هو ما كان يتلقاه من دروس في التوحيد والفقه، وقراءاته للكتب التي تأتي من المشرق العربي مثل: (الإفلاس المعنوي للسياسة الغربية في الشرق) لأحمد رضا، و(رسالة التوحيد) للشيخ محمد عبده، و(طبائع الاستبداد) للكواكبي، والمجلات الإسلامية الجزائرية مثل (الشهاب) التي يصدرها الشيخ ابن باديس."
رحم الله مالك بن نبي الفيلسوف الجزائري وعوض العرب والمسلمين عنه خيرا،
26 نوفمبر 2009
06/11/2014