مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 كـلـــه....إلا الـــــدم!
...............................................................

بقلم : مسعد غنيم
....................

مع إطلالة الشهر الكريم، كل عام وأنتم بخير، وكقارئ عادي، أزعجني بشدة ما قرأته على صفحات "مصرنا" للكاتب د.محمد عباس عن "  تنصّرالدولة"، فإن انطباعي الأولي عن المقال أنه دعوة صريحة للحرب الأهلية في مصر!. كما لا أستطيع أن أتقبل كمسلم في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أن أقبل المنطق التكفيري وسيلة للحوار بين خلق الله!، بحسبما ورد في المقال عن حاكم مصر من مقولة " فإن ظهر منه الكفر فليس له إلا السيف
!."، ليس حبا فيه كشخص، وإنما حبا للحق "الإسلامي" كما أفهمه، وهو حق كل إنسان في اختيار عقيدته من حيث المبدأ، أما موقعه كأمير أو غفير فهناك دستور وقانون يحكم الجميع، ويحتكم إليه في مدى تطبيق شروط الرئاسة من عقل وملة!!.

وما أزعجني بهذه الشدة ليس فقط لغة المقال النارية والمعبئة للشعور العدائي والدعوة "لأخذ الحق أو الدفاع عن "مصر" بأيدي الناس وليس بالقانون! حيث كتب دفاعا عمن "يدافعون عن الأمن القومي المصري برؤيتهم وأيديهم من عامة الناس: "ولقد كان أبسط فلاح في الصعيد أكثر وعيا بالجريمة المروعة التي ترتكب في حق الوطن فتصدى لها بنفسه"، وإن ما أزعجني هو أن الكاتب يبدو واسع المعرفة عريض الاطلاع! ولكنه لا يدري، أو ربما يدري، أنه خرق أبسط قواعد العقد الاجتماعي المكتوب كدستور، وبديهيات القانون الذي ارتضاه الناس، فكفر الدولة وكل من يخالفه، هذا هو أخطر ما أزعجني.

ولست أقول أو أدفع بخطأ استدلالات الكاتب في شأن الاستقواء بالهيمنة الأمريكية من بعض أقباط المهجر صراحة ووقاحة، أو من بعض أقباط الداخل صراحة وجرأة!، ولا في شأن وضوح صليبية المهيمن الأمريكي رئيسا وجيشا رسميا ومأجورا. كما لا أناقش أو أعارض استدلالاته من التقارير الرسمية المصرية بشأن تجاوز وتحرش بعض أعضاء الكنيسة المصرية بالمجتمع المسلم، ولا أناقش استنتاجات الكاتب فيما يراه من تحيز الدولة وأجهزتها وإعلامها للأقباط تحت ضغط المهيمن الأمريكي والصهيوني، وأراه أنا "دبلوماسية" الدولة و "ذكاؤها" في التعامل مع ملف حساس يمس الأمن القومي بالفعل، وهو ما استقر على تسميته "الفتنة الطائفية"، فالصورة التي يرسمها الكاتب لتلك الأجهزة صورة سوداوية مغرقة في التكفير الديني والسياسي على حد سواء، كما يحتكر الكاتب لنفسه ولجماعته ولبسطاء الناس "الذكاء" في فهم الهجمة الصليبية التي يأمل بعض حمقى الأقباط أن تكون الأخيرة لطرد العرب المسلمين من مصر!، وينكر على أجهزة الدولة المصرية- التي لا أحبها عموما - أي ذكاء أو دبلوماسية حوار أو حتى قدرة على إدارة استراتيجية واعية لصراع مع القوة العظمى المهيمنة، واحتواء حمقى المسلمين والأقباط على السواء!! الذين يسهلون بالفعل على المخطط الصهيو- غربي تفكيك مصر والإسلام!!.

من ناحية أخرى أقر وأعترف بأنني شخصيا قد لمست تغيرا خطيرا في توجهات وأقوال وسلوك واحد من أقرب أصدقائي الأقباط لأكثر من أربعين عاما!! وذلك فيما يخص استحياء الدعوة لطرد "الغزاة العرب" والقبائل العربية التي "يعرفونها" بالإسم، وفات صديقي القبطي الساذج أني أنحدر من قبيلة "غنيم" بالجزيرة العربية!، هذا وإن كان قد خص بالطرد، تلطفا وذوقا، فقط ذوي التوجه الوهابي والمتشددين الإسلاميين، ويقصد الإخوان، بينما هم "الأقباط" على استعداد لعدم طرد وقبول التعايش مع المسلمين المصريين"الحلوين" الذين لا يتشددون!، كانت هذه تجربة شخصية غير ملزمة موضوعا وغير دالة إحصائيا، لأنني في المقابل لي أصدقاء أقباط آخرين لم أرى منهم غير كل خير وعقل، وهؤلاء فقط عينة من الأغلبية المصرية العاقلة ذات المخزون الحضاري المتعدد الألفية. هؤلاء، مسلمين وأقباط، بالتاريخ، يرفضون أي تهييج أو خرق للدستور أو القانون، مهما بدا غباءا للنظام الحاكم، ومهما بدا عجزا عن رد الهجمة الصليبية الغربية، ومهما بدا بطشا بالمسلمين وتحيزا للمسيحيين اتقاءا لشر الأمريكي أو عضا على كرسي الحكم بالنواجز،...كله إلا الدم، فما يضير الله عز وجل إن آمن أو كفر من في الأرض جميعا؟!!! وهل تجزى كل نفس إلا ما كسبت؟!!! وألا " لاتزر وازرة وزر أخرى"؟!! وألا يصير أمر الأمة في القرن الواحد والعشرين للدستور والقانون؟!!!...كله إلا الدم!!!

20 أغسطس 2009

 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية