مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 تحية لثورة يوليو 1952 وقائدها ناصر، رغم أنف علاء الأسواني
...............................................................

بقلم : مســـعد غنيم
....................
 

تحية لثورة يوليو 1952 وقائدها ناصر

تحية لثورة يوليو 1952 وقائدها ناصر، رغم أنف علاء الأسواني
إذا كنت محظوظا وزرت يوما متحف السيموسونيان في واشنطن العاصمة الأمريكية، ورفعت عينيك إلى سقف المتحف من الداخل، سيفاجئك وجه جمال عبد الناصر يطل من صورة الصفحة الرئيسية لواحدة من كبريات الصحف الأمريكية في الستينيات. طبعا ليس حبا في ناصر ولكن لأن قوة شخصية وتأثير ناصر عالميا جعلت الصحيفة تنشر عنه خبرا بالصورة إلى جانب الخبر الرئيسي الذي كان رحلة تاريخية في مطلع عصر غزو الفضاء، وتظل صورة ناصر باسما تطل على زوار المتحف من أعلى كقطعة من تاريخ إجباري لايستطيع علاء الأسوائي، ذلك الروائي المصري المبدع، أن يمحوه!.

لماذا علاء الأسواني؟ لأنه أولا يمثل الجيل التالي مباشرة لجيل الثورة الذي أتشرف بالانتماء إليه. وثانيا لأنه يمثل لي شخصيا متناقضة مطلوب حل ألغازها. في استطلاع عفوي لأوجه تلك الألغاز يحضرني أنه من الطبقة الوسطى المصرية وثانيها أنه من أصول نوبية، إذن فمن المستبعد جدا أن ينتمي لطبقة الإقطاعيين وقشرة الرأسمالية التي لاتحمل أي ود لناصر والثورة. من ناحية أخرى فهو صاحب قلم ينادي بحرارة أن "الديموقراطية هي الحل"، وأصدقه في ذلك، ضد كل ممارسات الديكتاتورية المباركية الذي يعتبرها الأسواني امتدادا لـ" نظام يوليو"، وهو ما أختلف معه بشأنه. هو في ذلك جعل ثورة يوليو الخطيئة الكبرى في مسار الديموقراطية المصرية التي عاشت أحسن أيامها فقط فيما قبل الثورة!.

لست متخصصا حتى أدلو بدلوي في شأن هو مثار جدل يبدو أنه سيظل أزليا. لكني فقط أكتب من واقع انطباعي عن عمر عشته طوال ستة عقود، أمضيت أربعة منها في ظل الهزيمة، رغم الانتصار المؤقت في أكتوبر 73، والذي شاركت فيه محاربا كان على استعداد للتضحية بروحه من أجل تلك التي كانت مصر. عشت لأرى أن الكرامة والعزة التي ربانا عليها ناصر قد تحولت إلى عار وخزي يستوجب الفرار منه طبقا لرؤية إعلام النظام المصر في الانتماء لثورة ناصر، وهو الأمر الذي يتطابق مع انطباعي عن علاء الأسواني، من جيل أكتوبر.
لقد تفتح وعيي السياسي على هزيمة 67، وكانت صدمة مبكرة كفيلة بأن أكفر بالثورة وقائدها، ولكني مع جيلي خرجنا – تلقائيا - على أثر الهزيمة، إلى الشارع في كل أنحاء مصر في 9 و10 يونيو 67 نعلن إرادتنا، نحن الشعب، بأننا سنحارب ولن نستسلم، وقد كان. إن علاء الأسواني سمع وقرأ فقط عن تلك الأحداث التاريخية، ولو أني متأكد أن وعيه وخياله الثري قد يعوضه كثيرا عن ذلك.

أعترف أني فقط أقرأ مقالات علاء الأسواني، واكتفيت بمشاهدة فيلمه "عمارة يعقوبيان" دون قراءة العمل الأصلي، هذا إلى جانب رأي إبني، وأثق فيه كثيرا، الذي قرأ الرواية منذ أن كان طالبا بالجامعة في نهاية التسعينات، وكلانا يتفق على أن هناك شيئا غير مفهوم في موقف الأسواني المتناقض، فهو يبدو وطنيا معارضا بشدة لنظام ديكتاتوري، يراه امتدادا "لانقلاب العسكر" في يوليو، وبالتالي فهو يدعو لعودة زمن مايراه العصر الذهبي لليبرالية المصرية قبل الثورة. مرة أخرى أؤكد أني لست أهلا للرأي المتخصص، ولكن من انطباعاتي فهو نفس الزمن الذي أذاقنا فيه، نحن جموع الشعب الحافي قبل الثورة، الإقطاع المستظل بالاستعمار صنوف الفقر والذل، في عمق الريف المصري، الذي لم يعش فيه علاء الأسواني على ما يبدو، بينما لم تصل إلينا أبدا أنوار الليبراليين الذي يتغنى بمجدهم إلا أثناء الانتخابات ليسوقوا آبائنا إلى مراكز الاقتراع لنصوت للإقطاعي الكبير، عمدة بيه أو باشا، وربما تذوقنا اللحم أثناء ذلك!!

يعز على أن أرى الجيل التالي لجيل الثورة، ومنه الأسواني، لم يصل إليه من ثورة يوليو إلا وصمة الديكتاتورية بمعيار الزمن الحالي وبعيدا عن إطارها الموضوعي، بينما لم يستشعر معنى الحرية بعد الاستعمار، والعزة بعد الذل، والكرامة بعد المهانة، قبل أن يعيدها ويكرسها الليبراليون الجدد من جديد. إن جون برادلي صاحب كتاب "داخل مصر Inside Egypt" لم يستطع أن ينكر أن أهم إنجازات ناصر هو استعادة كرامة المواطن المصري، هذا رغم أن الكتاب يكاد يكون مخصصا لنسف تاريخ "الانقلاب" الي قام به "سفلة القوم" والدعوة لعودة "أبناء الذوات" الليبراليين لاستلام حكم مصر، وهو في كتابه هذا قد اختار رواية "عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني مدخلا معبرا وممهدا لرأيه ذلك.

أتمنى لو أقرأ للأسواني ما يحل لي متناقضته، بمناسبة عيد ثورة يوليو52 الذي لم يعد عيدا عند الليبراليين الجدد الذين يرعبهم مجرد ذكر اسم قائد الثورة: جمال عبد الناصر، وسيظل كذلك، لأنه لا يصح إلا الصحيح، فمن ينحاز للشعوب يظل حلما رومانسيا خالدا، مهما كانت مرارة البراجماتيه الأمريكية التي أذاقتها للعالم كله انطلاقا من وول ستريت. فقط ارجعوا لتاريخ زاباتا، واسألوا شافيز الناصري، وشاهدوا كاسترو، وترحموا على شي جيفارا.

23 يوليو 2009
 

 ويمكنك قراءة هذه المقدمة من كتاب المحاربين

ناصــــــــــــــــر

10/08/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية