مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 يا بخت مين يلــقى زرار يـلَـمًّـعُــه!!
...............................................................

بقلم : مســـعد غنيم
....................

أتمنى مع الغالبية المهمشة من الشعب المصري ألا ينجح مشروع التوريث الغير شرعي لحكم مصر.ذلك المشروع الذي بدأت مرحلته قبل الأخيرة بإطلاق أبواق المجندين من النجوم المصنوعين بعناية في المؤسسات المغتصبة والإعلام المأجور والفن المسيس لمجتمع الليبراليين الجدد. وكوني مصريا، وحتى في القرن الواحد والعشرين، فالمرجح بحكم الجغرافيا أن أظل أخاف أن أبتعد عن شاطئ النيل أكثر من مرمى البصر لئلا أحرم من مياهه التي هي كل حياة المصريين. والمرجح بحكم التاريخ أن أخاف أيضا من أي فرعون لأنه هو الذي يملك أن يفتح أو يقفل الهاويس فيحيي أو يميت أرضي، رغم إيماني الشديد بحكم الدين أن المحيي المميت هو الله وحده لا شريك له!!.

بعد صمت طويل ومريب من القصر الفرعوني، يدل واقع الحال أن ملامح خطة التوريث بدأت في الإعلان عن نفسها يوما بعد يوم، وبدأ يتضح أنها ليست وليدة الأمس القريب، بل كانت على الأرجح خطة طويلة النفس جدا، وربما تكون قد بدأت منذ عقدين على الأقل.

لا أعتقد أننا سنبتعد كثيرا عن المنطق إذا افترضنا أن تكون تلك الخطة مستوردة من بيوت الخبرة الأمريكية المأجورة من مراكز بحثية ومستودعات فكر، وذلك أسوة بما نراه من خطط اقتصادية وتعليمية وتنموية يتم استيرادها ونسخها كل يوم من ذلك الغرب المتطور على هذا البلد النامي المسكين. وكما هو معلوم بالنتائج المجمع عليها حتى من حكومة القصر الفرعوني نفسها، فإن تلك الخطط الاقتصادية المنسوخة قد فشلت في تحقيق تنمية اجتماعية حقيقية رغم غواية الإحصاءات عن أرقام نمو اقتصادي تعدى الـ 7 %. بمعنى آخر واضح فإن تلك الخطط قد نجحت في تحقيق أهدافها الحقيقية وهي تعويق أي تطور أو تحديث حقيقي لمصر. هذا سواء افترضنا علم القائمين على نسخها من المصريين أو جهلهم بتلك الأهداف الخفية لتلك الخطط، فالأمر سيان في واقع الأمر.  يؤكد تلك الانطباعات أنه من المسلم به أن معظم تلك المؤسسات الأمريكية من مراكز بحثية ومستودعات فكرية هي ممولة من منابع مالية تعود في النهاية إلى روكفلر وأمثالة. فيما يخص قضيتنا المركزية، فلسطين المحتلة، وانعكاساتها على مجتمعاتنا العربية وفي مقدمتها مصر المحروسة، منذ النكبة مرورا بالنكسة وحتى الوكسة في كامب ديفيد، تعمل تلك المؤسسات، ليل نهار لصالح المشروع الصهيو – غربي. إن كم المنشور من أبحاث صهيونية لتلك المراكز يغنينا عن التدليل على صحة انطباعاتنا أعلاه.

ومثلما نجحت أفكار واستشارات مراكز البحث الصهيونية حتى الآن في إنتاج خطط دمرت منظومة التعليم والصحة، وفي إفشال مشروعات التحديث والتطوير المجتمعية في مصر حتى الآن، فإننا لن نكون مغالين إذا توقعنا فاعلية وكفاءة تلك الاستشارات في إنجاح خطة التوريث المصرية. نجحت خطة التوريث الشرعي (ملكي) في الأردن على الهوى الصهيو - غربي، بإقصاء الإبن الأكبر والعم المنافس، ونجحت خطة التوريث الغير شرعي (جمهوري) سوريا بقوة ديكتاتورية حزب البعث. في المقابل فإن تصورنا لنجاح خطة توريث غير شرعي مصرية هو من قبيل البراجماتية العقلانية، فنظام الحكم في مصر لا تنقصه أدوات الديكتاتورية، ويمكن أن يحظى بالدعم الصهيو – غربي مقابل الثمن المناسب، وهما عاملان كافيان تماما لإنجاح الخطة. كما أنه من البديهي أن المشروع الصهيو – غربي بالطبع يعمل بجد منذ ثلاث عقود على إبقاء الاستعمار غير المباشر لمصر، وما أكثر صوره وما أزهى ألوانه، ذلك الاستعمار الجديد!

ما العمل إذن؟ لا أعتقد أننا نحن المصريون المهمشون بالإصرار والترصد من نظام ديكتاتوري، لا أعتقد أننا يجب أن نفزع أو نكتئب كثيرا، يعني يكفينا أن نفزع قليلا وأن نكتئب قليلا!، ثم لنكن واقعيين كعهد التاريخ دائما بالشعب المصري، فنحن من ابتدعنا البراجماتية!. يذكر مؤلف كتاب نابليون في مصر بول ستراثيرن " Paul Strathern" أن 50 % من جنود نابليون دخلوا معركة إمبابة وأزرار ستراتهم العسكرية ناقصة، لماذا؟ كانت تعليمات نابليون لجنوده أثناء تقدمهم عبر مناطق البحيرة وغرب المنوفية، ألا يستولوا على احتياجاتهم من الغذاء من الفلاحين بالعنوة بل بالثمن، وكان قد استولى أثناء إبحار الحملة من مرسيليا على سفينة ذهب أسبانية. رفض الفلاح المصري الحويط قبول الذهب ثمنا للطعام، واكتفى بقبول بعض من أزرار السترة العسكرية للجنود. لماذا؟ لأن التاريخ علمه أن الغازي القادم له احتمالان لا ثالث لهما، إما أن يرحل ويعود السلطان القديم، وإما أن يبقى ويصبح سلطانا جديدا. وفي الحالتين سيكون لقبول الذهب أسوأ العواقب أقلها جلدة وتعذيبه على الخازوق، لماذا؟ فالسلطان القديم إذا عاد سيعرف مصدر الذهب، ويتهمه بالخيانة العظمى ويعذبه أو يقتله. والسلطان الجديد إذا بقي سيعود إليه ويحاسبه على جشعه واستغلال الفرصة وعدم تعاونه معه، وسيلقى الفلاح المغلوب على أمره نفس المصير في النهاية.

فهيا بنا نبحث عن الأزرار في سترة النظام القادم لنلمعها له مقابل ما بقى من كرامتنا "كده وكده يعني"، تلك الكرامة التي أعادها عبد الناصر لنا نحن المهمشون، يوما ما، فالذهب أو حتى النحاس ليس مطروحا أصلا لأنه ببساطة تم سرقته، كما أنه لاسبيل إلى خداع أي من السلطانين، فالقادم هو ابن السلطان الراحل طبقا لخطة التوريث غير الشرعية. هناك سباق محموم نحو تلميع أزرار سترة السلطان الجديد، من كدابين الزفة المعروفين طوال التاريخ المصري من مهرجين مثل عادل إمام ومن صحافيين الله أعلم بصحيفتهم!. في هذا التنافس، "يا بخت مين يلقى زرار يلمعه".

26 يونية 2009

 

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية