تعقيب على رد الأستاذ أحمد أبو مطر
...............................................................
بقلم : مســـعد غنيم
....................
تعقيب على رد الأستاذ أحمد أبو مطر بشأن البعد الإسرائيلي
كتب الأستاذ أحمد أبو مطر مقالا بعنوان "البعد الإسرائيلي: ليس غائبا ولكنه شماعة لتخلفنا وهزائمنا" في 10 مايو 2009. وجاء ذلك ردا على مقالي سابق لي على صفحات مصرنا بعنوان "البعد الغائب في محور أبو مطر - برادلي" بتاريخ 10 أبريل 2009.
وقد اندهشت جدا لحجم الخطأ الذي ينطوي عليه الرد فيما يخص ما جاء في مقالي، خطأ يصل في رأيي إلى حد التحريف، بل وتحريف يصل إلى حد عكس ما جاء بمقالي أصلا. ولم يأت هذا التحريف في جملة عابرة قد يسهو عنها الكاتب، وجلّ من لايسهو، بل جاء محيطا ومتخللا للمقال منذ البداية وحتى النهاية. وأعتقد أن مثل هذا التواتر في الفكرة يدل على أنها الفكرة الجوهرية لمقال الأستاذ أبو مطر. والتالي نص حرفي لما جاء بمقالي وما جاء في الرد:
1. جاءت أول جملة في مقالي المشار إليه، مباشرة بعد المقدمة، كالتالي بالنص: ((مع التسليم المطلق بمسئولية العرب عن هزيمتهم، إلا أن تغييب إسرائيل عن الصورة وكأن : "إسرائيل بلا جدال هي أكبر عامل تحريفي منفرد في توجيه مصر السياسي"كما يقرر عالمنا الجليل جمال حمدان في رائعته شخصية مصر......)) وكتب الزميل أبو مطر في بدء تحليله مشيرا إلى مقالي، بثقة وقوة يصنف مقالي بأنه "من تنويعات وجهة النظر السابقة هناك من يضع اللوم كل اللوم على دولة إسرائيل فيما يتعلق بهزائمنا وتخلفنا"، وأعتقد أن التناقض صارخ بين قول يسلم على الإطلاق بالمسئولية العربية، وقول يضع اللوم كل اللوم على إسرائيل!
2. تكرر نفس المعنى في اطراد واضح، حيث كرره بقوله: "أقولها بوضوح العامل والبعد الإسرائيلي موجود ، لكنني لا أقبل أن تكون إسرائيل وموسادها شماعة لهزائمنا وتخلفنا وفسادنا وحروبنا الداخلية ."
وهو قول لم يرد مايبرره في مقالي أبدا، وأكرر أنني استهللت تحليلي بالإقرار بالمسئولية المطلقة للعرب عن هزائمهم.
3. وفي آخر مقاله يؤكد زميلنا نفس المعنى المغلوط الذي لم يرد إطلاقا في مقالي من قريب أو بعيد، ويقرر بقوة : " ونحن شعوب نريد التستر على فضائحنا وتخلفنا ونلعن من يكتب عنها ، ولدينا شماعة جاهزة هي إسرائيل ، نعلق عليها كل فسادنا وتخلفنا وقمعنا وأميتنا وهزائمنا...."
إذن يمكنني أن أؤكد بكثير من الثقة، أن كاتبنا، الزميل الأستاذ أحمد أبو مطر، في رده على مقالي في العاشر من أبريل 2009 بعنوان (البعد الغائب في محور أبو مطر – برادلي )، لم يكن دقيقا، بل كان أبعد ما يكون عن الدقة المنهجية، بل وأؤكد أن ما جاء به هو تحريف متعمد لما ورد بمقالي، حيث قام بعكس معنى مقولتي تماما. وجاء هذا التحريف كفكرة أساسية لمقاله وليس مجرد جملة عابرة. أما بقية محتويات رده، فأعتقد أني في غنى عن التعقيب عليه، فلا شك أن كاتبنا يعلم أن ما بني على باطل فهو باطل.
كنت أتمنى ألا أصل إلى هذه النتيجة، ولكن هذا هو م أراه للأسف الشديد، وأخيرا أود أن أختتم تعقيبي بأن ألخص وأوضح مرة أخرى الفكرة المركزية في مقالي السابق وهي:
- أن العرب والمسلمون هم المسؤولون أولا وأخيرا عن تخلفهم وهزائمهم، وأن المشروع الصهيو – غربي بزرع "إسرائيل" في أرض "فلسطين التاريخية" هو "... بلا جدال.. أكبر عامل تحريفي منفرد في توجيه مصر السياسي" كما قرر بحق أستاذنا الدكتور جمال حمدان،
- وأن محور أبو مطر – برادلي من كتاب المحافظين الجدد ومؤيدوهم من المثقفين العرب، في نفس الوقت الذي يتعمدون فيه إخفاء أو التخفيف من الخطر "الإسرائيلي" الاستيطاني التوسعي المستمر حتى اللحظة، يتعمدون تعميق الوعي بالخطأ العربي، بشكل يؤدي عمليا – بغض النظر عن النوايا - ليس إلى الإصلاح والتصحيح، بل إلى تقويض وتيئيس الروح العربية المقاومة من أجل حقها المشروع. وهذا المنهج لايصب إلا في صالح المشروع الصهيو – غربي.
10 مايو 2009
.............................
مقالة الدكتور أبو مطر :
البعد الإسرائيلي : ليس غائبا ولكنه شماعة لتخلفنا وهزائمنا
مصرنا ©