هالفورد ماكيندر و "خلية حزب الله"
...............................................................
بقلم : مســـعد غنيم
....................
1. فريضة التَـفَــهُـــمِ فـي زمــن التَــبَـــهُــم
حياتنا كبشر بصفة عامة، كمسلمين أو عرب أو شرق أوسطيين بصفة خاصة، في مطلع الألفية الثالثة، تتعرض لتغيرات هي بسرعة الضوء وبعمق المحيط. تغيرات صعدت بعملية تفهمنا لهذا الذي يجري علينا كمواطنين عاديين مهمومين من أمثالنا، من رفاهية الاختيار إلى ضرورة الفريضة. وبالتفهم أعني محاولة الفهم وليس الفهم نفسه، فأداء الفريضة أمر، وقبولها أمر آخر. وبالتبهم أعني الإغراق في اللبس والغموض، وقد يعني ذلك، لغويا، النسب إلى البهائم أيضا!. ولا أعتقد أن هناك فرق في حق التفهم بين متعلم وأمي، أو بين متعلم ومتخصص أكاديمي، أو بين مواطن ومخبر يتذرع بخصوصية الأمن القومي. فأول روافد التفهم هو الحس المشترك أو الـ Common Sense ومنتهاها هو التخصص أكاديميا، والتخصيص وظيفيا، وتنتهي تلك الروافد جميعا إلى مصب واحد، هو حق البشر في مجتمع ما أن يعيشوا سعداء، أو على الأقل أن يحاولوا ذلك، ضمن جميع المجتمعات في محيط الكوكب الأزرق. ولعل مفاهيم مثل الشفاقية وإلزام الحكومات بنشر المعلومات وفق معايير زمنية محددة، حتى ما يمس منها الأمن القومي، هي من الأمور التي تؤكد هذا الحق في أداء فريضة التفهم لمن استطاع إليها سبيلا.
2. طـبــقـــات الـفـــهـم
تتدرج طبقات التفهم المطلوب لتحقيق الفهم الممكن لحياتنا الدنيا، بدءا في أدناها مما يكفي لتوفير أساسيات الحياة طبقا لـ ماسلو Maslow والمتمثلة في توفير لقمة العيش والمسكن والجنس "الشرعي"، أو Physiological Needs، وهذه يكفيها الفهم الغريزي و الـ Common Sense، إلى أعلاها مما يكفي لتحقيق الذات أو الـ Self- Actualization، وهذه قد تتطلب أعلى درجات التفهم لتحقيق أقصى فهم عقلي ممكن للحياة على مستوى التجريد والفلسفة، وذلك للمثقفين بوجه عام. وما بين الأدنى والأقصى من التفهم، تقع مناطق التخصص وتخصص التخصص...إلخ. ذلك الانفجار المعرفي بالعرض والعمق جعل من المستحيل على البشر الإلمام والتفهم والفهم الكامل لكل جوانب التخصص الواحد، حتى للمتخصص!. فما بالك بالناس العاديين من أمثالنا؟!.
3. فـقـه التـــحـــيــز
حتى بافتراض عدم وجود المؤامرة أو طغيان المصالح الشخصية أو الفئوية، وهو الأمر الغالب على شئون البشر، أعتقد أن التحيز هو أول آفة أو عائق أمامنا في طريق التفهم. والتحيز شأن إنساني لا مفر منه، هذا ما يؤكده أستاذنا الجليل عبد الوهاب المسيري في أطروحته عن "إشــكالية التحيز"، فـفي رأي محمد سليم العوا، يقـيم المسيري " فـقــه التحـيز" على قاعدتين : أولاهما أن التحيز حتمي، فهو مرتبط بعقل الإنسان نفسه، ولصيق بلغته، ومرتبطا ارتباطا حقيقيا بإنسانيته. وثانيهما : أن هذا التحيز الحتمي ليس نهائيا، وهو ليس عيبا ولا نقيصة، ولكنه نتيجة ضرورية للاختيار والتفرد الإنساني دون أن يترتب عليه ضرورة التنافر والتناحر الإنساني، أو مايسمى بـ " نفي الآخر". وإذا كنا لا ننتظر الالتزام الأخلاقي من السياسي بصفة عامة طبقا لميكافيللي في القراءة الشائعة له، أو كما قال شاتشنايدر " إن وضع أجندة سياسية لايمكن بحال أن يتسم بالنزاهة" كما ذكر بيتر تايلور في كتابه الجغرافيا السياسية. إلا أنه ومن منظور إنساني أخلاقي فإن مسئولية المثقف هي الضابط الأخلاقي لذلك التحيز طبقا لإدوارد سعيد. من هنا فإني أعتقد أن المثقفين العرب والمسلمين، في أشد الحاجة لضوابط تلك المسئولية، مع ما نشهده من سعار سياسي وأيديولوجي على منابر الرأي المرئي والمسموع والمكتوب، حول إشكالية الملف الإيراني بين رؤية المشروع الصهيو- أمريكي وتوابعها من الرؤى المحلية المختلفة والمتخالفة في المنطقة.
4. طبيعة القوة - التحيز
من لوازم تفهم الطبيعة الإنسانية للتحيز، أن نتفهم طبيعة القوة، وأنها من الطبيعي أن تعبر عن نفسها، ومن المنطقي أن ينحاز التيار العام من المثقفين إلى الفكر القومي الذي ينتمون إليه في مركز القوة، سواء كانت ألمانيا أو انجلترا القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، أو أمريكا القرن العشرين والواحد والعشرين. ولأن القوة تجنح نحو الإفساد، وأن القوة المطلقة مفسدة مطلقة كما قال اللورد أكتون، فقد وقع كثير من كبار المثقفين والمنظرين في الفلسفة والجيويوليتيكا تحت تأثير غواية القوة تلك وانحازوا بعنصرية في نظرتهم العلمية. والقائمة طويلة وتشمل مثلا ماكس فيبر عالم الاجتماع الأشهر، وحتى كارل بوبر الفيلسوف الكبير "يكاد يكون شوفيني الإعجاب بالحضارة الغربية وأصولها الإغريقية، وهو لم يبرأ للأسف الشديد من وصمة الفكر الاستعماري، ويناقش أحيانا حق الدول المتقدمة بل واجبها، في فرض وصايتها على الدول المتخلفة" كما تصفه الدكتورة يمنى الخولي في مقدمتها لترجمة كتاب بوبر عن " أسطورة الإطار". من الحكمة أن نتوقع ذلك الانحياز وأن نكتسب القدرة على تمييز الخطاب المتحيز الذي يطرح التنافر والتناحر الإنساني، أو مايسمى بـ " نفي الآخر" بحسب تعبير عبد الوهاب المسيري، وأن نقبل الخطاب المنحاز ولكن فقط في ذلك الإطار الإنساني.
5. تحيز الجيوبوليتيكا
إن ما يجري في منطقتنا العربية والشرق أوسطية، يكاد يكون بؤرة الصراع العالمي. فسواء شئنا أم أبينا، فنحن نقع فيما اعتبره نيكولاس سبيكمان (N. Spykman 1944)، منطقة "الهلال الداخلي"، وهي المنطقة الأكثر أهمية وقد أعاد تسميتها بعد ماكيندر بـ "أرض الحافة" Rim Land، ورأي أن من يسيطر على هذه الحافة يصبح في مقدوره أن يحيد منطقة "القلب" Heart Land من أوراسيا بحسب تعبير ماكيندر. وقد أعاد كوهين في نموذجه الجيوبوليتيكي للهمينة العالمية تقسيم المنطقة وسمى ذلك الهلال الداخلي "الحزام المهشم" كما سماه في 1973 و1982.
على هذا المستوى الجيوبوليتيكي، الأمر الذي يعنينا هنا، فـ " إن مشاعر الانحياز القومي قد لونت كل الفكر الجيوبوليتيكي الاستراتيجي (OLoughin 1984)، ....والاتهام بالذاتية والتحيز بالتحديد هو توصيفنا لكل الميراث الجيوبولوتيكي، ألماني وغير ألماني على حد سواء " كما يوضح بيتر تايلور وكولين فلينت في كتابهما الجغرافيا السياسية، ويضيفان:
" مع أن لكل دولة قواعدها الجيوبوليتيكية التي تنتهجها، فإن مثل هذا التفكير العملي لا يمارس في فراغ. والواقع أن مجموعات القواعد الجيوبوليتيكية الخاصة بالدول ليست مستقلة تماما عن بعضها، بل أن هناك دائما تسلسلا ترتيبيا للنفوذ داخل منظومة الدول. حيث تفرض الدول القوية الأفكار والفرضيات على الدول الأضعف. بل إن " القوى العظمى" مارست تأثيرا قويا جدا في القواعد الجيوبوليتيكية للدول الأخرى الأعضاء في المنظومة الدولية. وعلى ذلك يمكن القول إنه في ثنايا حقبة تاريخية واحدة تتوافق أغلبية القواعد الجيوبوليتيكية لتكون نمطا عاما واحدا سائدا. وتلكم هي الأنظمة الجيوبوليتيكية العالمية."
6. مجال عمل القوة: نظرية ماكيندر
كما رأينا فإن المنظور الجيوبوليتيكي يزيد من فرص تفهمنا لما يفعل بنا وفينا، وأن هذا التفهم يوضح أنه ليس هناك مفاجأة في أن العالم العربي والشرق الأوسط يبدوان في مرحلة عبثية من التاريخ، حيث شهدا وما زالا يشهدان حراكا جيوبوليتيكيا عنيفا وسريعا لم تشهده المنطقة منذ التقسيم الاستعماري لها باتفاقية سايكس بيكو، منذ قرن مضى تقريبا. وأعتقد أن هذا التفهم يزيد من الوعي والإدراك لعمق وقوة تلك "الـفوضى الخلاقة" كما نظَرها الأمريكان بالاستناد على نظرية هالفورد جون ماكندر Mackinder, Halford John, Sir (18611947). وربما يكون من المفيد أن نتعرف أكثر، وباختصار، على تلك النظرية. من المتفق عليه في الجغرافيا السياسية أن نظرية ماكيندر هي أكثر النماذج ذيوعا في الأروقة العلمية، وأنها "الركيزة الأولى للفكر العسكري للغرب كله" طبقا لوالترز (1974م). وفي رسال ماكيندر إلى الساسة العالميين الذين اجتمعوا في فرساي لإعادة رسم خريطة أوروبا، حيث يأتي تأكيده على أن منطقة شرق أوروبا هي الطريق الاستراتيجيي إلى "منطقة المركز Heart Land " قال:
" من يحكم شرق أوروبا يهيمن على منطقة المركز، ومن يحكم منطقة المركز يهيمن على الجزيرة العالمية (أراضي أوراسيا إضافة إلى أفريقيا)، ومن يحكم الجزيرة العالمية يسيطر على العالم كله".
" ورغم مرور أكثر من مائة سنة على نظرية ماكيندر، إلا أن نقطة البداية في أغلب ما يدور من جدل جيوبوليتيكي هي في نظريته. ومهما قيل عن أن نموذج ماكيندر لايتساوق مع المستجدات الحالية، فإن الكثير من آرائه قد أثبتت مصداقيتها مع الأيام. ومن ثم فقد بات ممكنا لفكرته المتعلقة بـ "القلب الحافة" أن تصبح أداة أيديولوجية في أيدي صناع القرار في السياسة الخارجية الأمريكية. وظلت تلك النظرية مثار نقاش بالنسبة للمشتغلين بالسياسة الخارجية لردح طويل من الزمن. و "الواقع أن إدارة ريجان استعانت بوضوح بنظرية ماكيندر كأساس لاستراتيجيتها الجيوبوليتيكية" كما يقول بيتر تايلور.
وقد رأينا مؤخرا الدعوة إلى استحياء نظرية ماكيندر مع باقي رؤية الفكر الفيكتوري في مقال روبرت كابلان بعنوان انتقام الجغرافيا في مجلة السياسة الخارجية Foreign Policy الأمريكية في عدد مايو يونيو 2009، حيث يعترف بأنه تعلم "الأدب"، وأنه أخطأ في تأييد الحرب على العراق، لأنه يرى أن الجغرافيا شاملة البشر في منطقة أوراسيا الماكيندرية، هي في طريقها للانتقام، وأن على أمريكا أن تعيد حساباتها الجيوبوليتيكية طبقا لماكيندر، ولكن بدون حتمية، بمعنى أن تطوع الجغرافيا بدلا من تحديها.
في هذا الإطار الجيوبوليتيكي نستطيع المزيد من التفهم والتمييز لأهمية كل من إيران وأفغانستان لأي مشروع هيمنة كوني، شرقيا سوفيتيا كان أم غربيا أمريكيا. ومن هنا، ومن هنا تحديدا، يبدأ تفهمنا للغط والهوس حول إيران. ويمكن تفهم مواقف العواصم العربية هجوما أو دفاعا عن الموقف الإيراني، قياسا على مدى قرب وتماهي أو معاكسة تلك العواصم لمشروع الهيمنة الأمريكي. هذا ويمكننا ذلك الفهم من غض النظر تماما عن أي مبررات إقليمية أو وطنية لمواقف تلك العواصم من إيران، بمعنى أننا يمكننا ببساطة، في هذا الإطار الجيوبوليتيكي، تجاهل حدوتة "خلية حزب الله" تماما. من زاوية أخرى يمكننا أيضا تفهم الاختلاف التكتيكي بين أمريكا وأصدقائها في المنطقة حيث تتصاعد حدة النبرة القاهرية ضد إيران من مدخل حزب الله، بينما يخفت الصوت القادم من واشنطن في محاولة لاحتواء التمرد الإيراني بالمقاربة الأوبامية. ولكن هذا الاختلاف لاينفي الاتفاق الاستراتيجي بينهم على تحقيق الهدف الجيوستراتيجي الأمريكي في تحييد منطقة القلب من أوراسيا من خلال السيطرة على "الحزام المهشم" وفي قلبه إيران، بعد سقوط بغداد. أي عودة إلى الأصل: ماكيندر ونظرية "القلب الحافة"، وليس الصورة: أبو الغيط ونظرية "خلية حزب الله"!.
7. الـــدولـــة " الأداة "
من المفهوم ارتباط الإعلام، تأييدا ومعارضة، بالتوجهات السياسة لأي دولة / نظام في إدارة تفاعلاتها الداخلية التي تصنع، في الغالب، علاقاتها أو صراعاتها الدولية. ومن المفهوم أيضا أن هناك مستويات متباينة للخطاب الإعلامي، من حيث لغة الكتابة وموضوعيتها، بدءا من الإسفاف الغوغائي، إلى التحليل الموضوعي. وليس عيبا أن تكون تلك الصحافة منحازة في الرأي كما رأينا، سواء تلك المعبرة عن الرأي الرسمي للنظام / الدولة، أو المعارضة، بغض النظر عن ظاهر أو شكل ملكيتها.
ومن الطبيعي أن يعبر الإعلام الرسمي في تياره العام عن مصالح النخبة أو الـ"عصبية" في الدولة المعاصرة إذا استعرنا تعبير ابن خلدون. ويرى "ميلباند" في نظريته عن الدولة "الواسطة" أو "الأداة" في كتابه "الدولة في ظل المجتمع الرأسمالي" (1969)، أن تلك النخبة أو الصفوة قد جمعت المادة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وينتمون إلى أصول طبقية واحدة، إما من خلال الروابط العائلية، وإما التعليم المشترك، وإما المصالح المشتركة. ثم يخرج ميلباند بنتيجة مؤداها أن طبقة واحدة بعينها هي التي تهيمن على المجتمع، لا ينافسها أحد، بمعنى صيرورة الدولة إلى أداة في أيدي أهل الصفوة من الطبقة المهيمنة. وبطبيعة الحال فإن ذلك ينطبق على كل من النظامين المصري والإيراني في الإدارة السياسية للدولة، وتوظيفها للأجهزة الأيديولوجية، خاصة في مجال الإعلام، لحشد المشاعر القومية للجماهير خلف الطبقة المتسيدة وهي النخبة أو الصفوة، باتجاه مصالحها تحديدا. ويشتق بيتر تايلور طبيعة الدولة من طبيعة الاقتصاد العالمي ويصفها بأنها "كمستودع السلطة الرسمية تصبح بمنزلة أدوات للجماعات القادرة على استخدام السلطة لتحقيق مصالحها الخاصة".
وإذا كنا رأينا وتفهمنا كيف أن أولئك الأعلام من العلماء في الاجتماع والفلسفة قد أغرتهم القوة والشعوبية على الانحياز اللأنساني الداعي للتناحر والتنافر، فإنه من السهل علينا تفهم سهولة انبهار أو غواية مثقفينا المحليين أو "بقايا المحافظين الجدد وأيتام جون بولتون المبثوثين في زوايا وأعمدة بعض صحف الاغتراب" كتعبير عريب الرنتاوي في موقع الوعي العربي. وكما وصل الأمر أن يتحسر في أسى، الدكتور مصطفى الفقي السياسي المصري المخضرم بقوله : " ...حتى ذلك اليوم المشئوم الذي نشرت فيه الأهرام لمن يقول بالتحالف مع إسرائيل ضد إيران صراحة"، وذلك في ندوة بالقاهرة في أوائل مايو 2009 أوضح فيها ضرورة فهم طبيعة الدور الإيراني من أنها قوة إقليمية تمارس حقها الطبيعي في مجالها الجغرافي الاستراتيجي، وأنه من الطبيعي أن يكون لها نزاعات حدود مع جيرانها مثلها في ذلك مثل كل دول المنطقة تقريبا بدون استثناء، هذا مقارنة بـ "إسرائيل" كمشروع استيطاني عدواني "لفلسطين التاريخية" كتعبير مصطفى الفقي، مشروع هو ضد منطق الجغرافيا وضد طبيعة المنطقة من حيث الثقافة والتاريخ.
8. التفكير المنظومي مدخل لتفهم أفضل
هكذا رأينا أن التفهم يزداد كلما صعدنا في المستوى، من الجزء إلى الكل، ومن المتفرق إلى الشامل، فيما يعرف بالمقاربة المنظومية System Approach، أو التفكير المنظومي Systems Thinking، وهاقد رأينا أن نظرية أو نموذج ماكيندر الجيوبوليتيكي الذي وضع منذ أكثر من 100 سنة مضت، قادر على إثبات أن قضية "حزب الله" ليست إلا تهافتا سياسيا هو أضعف من أن يخفي الأهداف الجيوستراتيجية الأمريكية، والتزام القاهرة أو إلزامها بالتماهي معها، وأن ارتفاع صوت القاهرة ضد إيران من مدخل حزب الله، لايتعارض مع مقاربة واشنطن الناعمة من إيران، إلا على المستوى التكتيكي فقط، وأن الآهداف الاستراتيجية في إطار جيوبوليتيكا الهيمنة لاخلاف عليها، تماما كما حددها هالفورد ماكيندر، ومن بعده نيكولاس سبيكمان و...كل الجغرافيين السياسيين العظام. هكذا يجب أن يكون التفهم بالبعد عن الإستغراق في التفاصيل والتشتيت الذي تمارسه صحافة الاغتراب من أيتام جون بولتون والمحافظين الجدد.
9 مايو 2009
مصرنا ©