| |
| | تحليل إحصائي لعينة من مقالات أحمد أبو مطر ...............................................................
بقلم : مســـعد غنيم ....................
يدعي الأستاذ أحمد أبو مطر أحد الكتاب على صفحات مصرنا أنه يمارس النقد الذاتي من داخل الموقف العربي، ودافع عن نفسه ضد الذين هاجموه لأن موقعا صهيونيا احتفى بمقالاته في زاوية تحت عنوان ( مقالات رأي)، حيث يختارون مقالات لكتاب عرب من مختلف الأقطار فيها أي نقد للتنظيمات أو الأحزاب العربية ويقومون بنشرها مع ذكر المصدر، ويرى كاتبنا أن هذا اصطياد في الماء العكر، لأنهم كموقع تابع لدولة الاحتلال يريدون أن يوهموا بعض العرب أن هناك كتاب عرب يؤيدون الاحتلال. ومن موقع القارئ العادي الذي لايملك مدخلا للبحر الشائك والغامض لألاعيب المخابرات بصفة عامة من دس وتزوير وتلفيق، وألاعيب مضادة، ثم ألاعيب مضادة للمضادة، وهكذا في دورة تكاد لا تنتهي، فليس لنا من وسائل للفهم والحكم إلا الحس المشتركCommon Sense والتفكير الانطباعى وبعض من الأدوات العلمية البسيطة، يمكن بها تحليل ما نقرأ علنا نخرج بما يمكن فهمه في هذا المحيط الإعلامي الغامض.
وقد قرأت لكاتبنا معظم ما ينشر له على صفحات مصرنا، وحاولت فهم توجهاته بحيادية تامة، ولم يتطلب الأمر وقتا طويلا، ولا جهدا عسيرا حتى أستنتج بوضوح أن كاتبنا من فصيل دعاة ثقافة الهزيمة، وأوضحت ذلك في أكثر من مقال، ولم يشأ كاتبنا أن يرد على أي منها رغم أنها كلها تتبع منهجا نقديا حياديا قبل الحكم على مايكتبه، وهو الذي يطلب الحوار ويرفض التهجم الشخصي على أي كاتب بدون أدلة منطقية أو وثائق، وكنت أتمنى أن يتواضع كاتبنا ويثري الحوار، ولا أقول الدفاع عن نفسه، فهو غير متهم، وإن كان في موضع ريبة وشك!!.
في كل مقالات كاتبنا التي نقدتها وجدته، فيما أرى، أنه لاينقد الموقف العربي وإنما ينقضه من الأساس ويهدمه على رؤوس العرب، وأنه لا يحفز الأمل ويستنهض الهمم بهذا النقد، بل يزرع اليأس ويطمس روح الأمل، ويهاجم فكر المقاومة في حد ذاته بالتركيز على خطايا المقاومة وأخطاءها في التطبيق على الأرض، الأمر الطبيعي والذي لا ينكره أحد، ويسكت عن أي إنجاز لها بحده الأدنى وهو الصمود، بل ويسخر من هذا الصمود بدعوى عدم واقعيته. ويتهجم ويتهكم على الواقع العربي مساويا بين موقف النخبة المستأنسه خوفا من سيف داوود أو طمعا في ذهب روتشيلد، وموقف الشعوب الواضح في مقاومة المشروع الصهيوني ورفض التطبيع (الشعب المصري لم يتغير موقفه من العدو الصهيوني بعد كامب ديفيد). وبهذه المساواة بين الشعوب المقاومة والنخبة المهادنة بدعوى الواقعية أوالمستسلمة لبريق الذهب أو المتشبثة بكرسي الحكم المدعوم أمريكيا، يضرب كاتبنا عصفورين بحجر واحد، وهو تأكيد اليأس من المشروع العربي، وتغييب فكر المقاومة. وفي كل ذلك لا يمس المشروع الصهيوني بأي تحليل حقيقي جاد أو حتى بنفس درجة العمق التي يشرح بها تفاصيل الهزائم العربية – دون تحليل أسبابها أو تحري الخلاص منه – مسا أو تحليلا يوضح مكامن ضعف ذلك المشروع الصهيوني ويحيي الأمل في مقاومته، ويكتفي بالهجوم اللفظي عليه ادعاءا ودرءا للشبهات.
في هذا المقال أستعرض تحليلا إحصائيا بسيطا لآخر عشر مقالات لكاتبنا، يعتمد على الاجتهاد بالحس المشترك Common Sense والمعرفة الشائعة بأدوات الإحصاء والتحليل، وبالتالي فإن هذا التحليل يحتمل الخطأ قبل ان يحتمل الصواب.
يشمل التحليل عينة من مقالات الكاتب كعينة، تم اختيارها كعينة ممثلة بدرجة معقولة لأنها كتبت أثناء وبعد المحرقة في غزة، ويفترض أن تلك المحرقة قد استنفرت كل المشاعر القومية العربية ضد المشروع الصهيوني، وبالتالي فهي عينة تكاد تكون مثالية لفهم مدى وطنية وقومية وعروبة كاتبنا وقت الشدة التي تظهر العدو من الصديق. لم أفاجأ بالنتيجة، رغم أني حرصت جدا على عدم الحكم المسبق والتأثر برأيي في توجهاته، وكانت النتائج كالآتي: العينة: عدد 10 مقالات مرتبة تنازليا من الأحدث للأقدم فيما تم نشرة على صفحات مصرنا، شملت المقالات المزامنة للجريمة الصهيونية في غزة بعض شروط القراءة والتحليل: • دلالات عنواين المقالات • التعبيرات المستخدمة في وصف إسرائيل (عدو أم جار، إحتلال أم وجود، كيان مغتصب أم دولة مثل باقي الدول،....) • المسكوت عنه في مقابل المركز عليه (الصمود مقابل الهزيمة، نجاح المقاومة مقابل أخطاءها، ....) • الالتزام بمعايير الحوار السليم، وعدم اتخاذ مواقف مسبقة • تحديد المستفيد من المقال بنتيجته وخلاصته وليس بموضوعه أو عنوانه النتائج: عدد مقالات العينة 10 الهجوم على الدفاع عن موقف المقاومة العربية أو الغير متوافق مع أمريكا جهود المصالحة العربية إيران إسرائيل اتجاه الاعتدال العربي عدد 5 2 2 0 1 نسبة 50% 20% 20% 0% 10%
الاستنتاجات: • 50 % من العينة تستهدف أساسا الهجوم على فكر المقاومة للمشروع الصهيوني • 20 % من العينة تستهدف الهجوم والسخرية من المشروع العربي • 20 % من العينة تهاجم إيران بعنف شديد وتضعها عدوا بديلا عن العدو الصهيوني • 10 % من العينة تشجع محاولات الصلح بين مصر والسعودية (إعتدال) مع سوريا (ممانعة) بغرض استقطاب سوريا وعزلها عن الموقف الرافض مع إيران • 0 % لم يخصص الكاتب مقالا واحدا في أشد أوقات المجزرة على غزة للهجوم على إسرائيل، واكتفي بتوجيه العبارات الشاجبة لها خلال مقالاته التي وجهها أساسا لنقد حماس والمقاومة والموقف العربي الخلاصة: من المرجح جدا أن كاتبنا الأستاذ أحمد أبو مطر لايكتب من موقع النقد الذاتي، وإنماهو يكتب من موقع: • نقض المشروع العربي وتشويه صورة رمزه الأكبر جمال عبد الناصر، • وأد الأمل في أي مقاومة للمشروع الصهيوني بالحمل المستمر وتسفيه أعمال المقاومة، • السكوت المتعمد عن أي ايجابيات للصمود العربي بل والسخرية منه بدعوى العقلانية والنقد الذاتي، • الترهيب من القوة الصهيو- أمريكية وترجيح الاستسلام بدعوى الواقعية وأن الأقوياء هم الذين يكتبون التاريخ، • اعتماد خطاب تطبيعي مع العدو الصهيوني، رغم التهجم الظاهري الصوتي، فيصفه بالدولة ويتحاشى ذكر الاستيطان المستمر حتى اليوم، • الاتساق مع الهجوم الأمريكي – الصهيوني على تنظيم القاعدة، رغم شيوع المعرفة وقبول الرأي القائل بأن القاعدة هي صناعة أمريكية لتبرير الهيمنة الأمريكية. • الحمل بقوة على أخطاء المقاومة والسكوت عن أى إيجابيات لها أو حتى صمودها في غزة، • التماهي مع المشروع الصهيو- أمريكي في تصعيد الاستعداء على إيران كعدو بديل يسحب صفة العداء من العدو الصهيوني، ويحمل على حزب الله رمز المقاومة ضد العدوان الصهيوني في لبنان ويتهمه بالعمالة لإيران، وكأن مساعدة إيران للمقاومة العربية ضد الكشروع الصهيوني ليست فخرا تشكر عليه • التهجم على فكرة المقاومة العراقية بالتركيز على أوجهها السلبية المركز عليها إعلاميا من قتل المدنيين، والسكوت عن العامل المخابراتي والساحة المفتوحة للجميع في العراق المحتل للفعل والفعل المضاد والفعل المضاد للمضاد من ألاعيب المخابرات الصهيونية هذا هو المرجح، وحتى يكتب كاتبنا، إلى جانب نقده أو نقضه الذاتي للمشروع العربي، ما يكفي مما يحيي الأمل في المقاومة ضد المشروع الصهيوني، وما يكفي لتأكيد مقاومته بقلمه ضد ذلك المشروع، حتى نقرأ لكاتبنا بعض من هذا فلن يكون هناك ما يشجعنا على إزالة الشك في كون كاتبنا السيد أبو مطر بكتاباته النقضية تلك إنما يخدم المشروع الصهيوني ، ونتمنى أن يخدم المشروع العربي بنفس القوة والتركيز.
والله أعلم
تفصيل التحليل: م عنوان المقال ملخص الموضوع الغرض المقاربة المستفيد
1 هيكل: انتقائية حسب المصالح الشخصية من خلال تقديم كتاب لكاتب يتهم ناصر، ومجموعة كبيرة من رجال ثورة يوليو ومنهم الأستاذ هيكل بالعمالة لإسرائيل وأمريكا، ويتهم هيكل بالانتقائية في تحليلاته على قناة الجزيرة الهجوم على التجربة الناصرية وتشويه صورة عبد الناصر، لأنه رمز مقاومة المشروع الصهيوني ظاهر الخطاب علمي بالمرجعية إلى كتاب، وباطنه أن الكتاب شاذ ومفرد بين آلاف الكتب عن عبد الناصر لم تتطرق بالطبع إلى هذه التهمة الشاذة المشروع الصهيوني.
2 متخصصون في الإساءة للإسلام والمسلمين أشخاص المقاومة العراقية مثل أبو مصعب الزرقاوي وغيرة هم نماذج إرهابية أساءوا للإسلام بقتلهم الأبرياء الهجوم على مفهوم المقاومة ضد الهيمنة الأمريكية والمشروع الصهيوني ظاهر الخطاب الدفاع عن الإسلام ضد ممارسات المتطرفين الإرهابيين، وباطنه السكوت عن البديل الصحيح للمقاومة لنفي مفهومها من الوعي العربي أصلا الهيمنة الأمريكية في احتلال العراق، والمشروع الصهيوني.
3 آخر إصدار من سلسلة ثقافة الحذاء التهكم على البشير الذي هاجم محكمة العدل الدولية، والدفاع عن المحكمة وإدانة البشير في التطهير العرقي في دارفور، نموذجا للحكام العرب بصفة عامة دعم الهجمة الصهيو- أمريكية على السودان تمهيدا لتقسيمه ونهب موارده البترولية الكامنة ظاهر الخطاب الدفاع عن حقوق الإنسان العربي ضد حكامه المستبدين، وباطنه التغطية على انتهاكات إسرائيل في محرقة غزة وعنصريتها واغتصابها لوطن وتشريد أهله المشروع الصهيوني.
4 عن اليمن السعيد الترحيب بتوبة محمد العوفي الإرهابي المنتمي لتنظيم القاعدة، ودعوة الباقين للتوبة والرجوع للإسلام الصحيح التناغم مع الاستراتيجية الأمريكية في الهجوم على تنظيم القاعدة الذي خلقته مخابراتها المركزية ليكون مبررا للهيمنة على الوطن العربي ظاهر الخطاب الدفاع عن النهج الإسلامي في رفض الإرهاب، وباطنة السكوت عن البديل في مقاومة الاحتلال وإرهاب الدولة الصهيونية الهيمنة الأمريكية في احتلال العراق، والمشروع الصهيوني.
5 إمارة حماس في غزة ودويلة فتح في رام الله نقد كل من حماس وفتح في تأجيج الصراع داخل البيت الفلسطيني واتباع أساليب التصفية الجسدية بالفتوى المسبقة مثل طالبان وغيرها من نماذج الإسلام المتطرف التركيز على الجانب السلبي للمقامة الفلسطينية، وبث اليأس من أي أمل في المقامة ظاهر الخطاب النقد الذاتي متوجها للانقسام الفلسطيني، وباطنه السكوت عن أي مخرج أو أمل في التخلص من الفتنة المزروعة وليست إسرائيل منها ببريئة المشروع الصهيوني.
6 معايير النصر والهزيمة في الثقافة العربية استعراض نتائج الحروب السبعة منذ عام 1948 مع الاحتلال الإسرائيلي ، وما تزال الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية محتلة بالكامل ، فهل كانت تلك النتائج نصرا أم هزيمة ؟. تأكيد الهزيمة العربية أمام المشروع الصهيوني، وزرع اليأس من النصر ظاهر الخطاب الواقعية في قراءة النتائج السلبية والهزيمة، وباطنه السكوت عن المعنى الإيجابي الواضح في استمرار المقاومة العربية والفلسطينية رغم كل تلك الهزائم المنطقية أمام مشروع مدعوم بأكبر قوى العصر، وعدم الاستسلام، وتجاهل أن هذا وحده إصرار على عدم الاستسلام ورفض الهزيمة وهي أول الخطوات إلى النصر. المشروع الصهيوني.
7 هل عودة النظام السوري للإجماع العربي ضرورة عربية؟ الدعوة إلى تجاوز تلك الخلافات العربية و إصلاح سياسات المنطقة بين المملكة العربية السعودية ومصر وسوريا دون أن يعني ذلك التقليل من أهمية أية دولة عربية أخرى، ودفع الأمل العربي في حيز التنفيذ؟. تمرير لغة التطبيع وقبول إسرائيل كـ"دولة" و"طرف" في المنطقة، وتغييب معاني الاستيطان والاحتلال التي لم يذكرها الكاتب مرة واحدة ظاهر الخطاب الدعوة المصالحة العربية المطلوبة، وباطنه السكوت عن الفعل الإسرائيلي بالاستيطان لفلسطين والاحتلال للجولان والعدوان الدائم والقتل للفلسطينيين المشروع الصهيوني.
8 ثلاثينية نظام ملالي الخوميني: نموذج يستورد أم خطر يقاوم؟ الجزم بعد ثلاثين عاما من نظام الملالي في إيران، أنه بالنسبة لنا كعرب نظام احتلالي توسعي إلى أن ينسحب من كافة الأراضي العربية المحتلة، وهو نظام استبدادي شمولي لا يظن الكاتب أن عاقلا يريد استيراده لشعوبنا الباحثة عن الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية وحرية التعبير. الهجوم على إيران في تناسق مع الهجوم الصهيو- أمريكي عليها، وتصويرها عدوا للعرب بديلا عن إسرائيل ظاهر الخطاب الاستعانة بالمعلومات والتحليلات الموثقة لإحياء خلافات إقليمية طبيعية، وباطنه السكوت التام عن العدو الأقرب الذي اغتصب فلسطين ويحتل الأرض العربية في الجولان ويحرق غزة، وهو أول العدائيات للمشروع العربي المشروع الصهيوني.
9 خلفيات الحملة المشبوهة ضد مصر باسم دعوة الصمود الدفاع عن موقف مصر أثناء الاجتياح (وليس العدوان أو المجزرة!!) الإسرائيلي لغزة، والهجوم على خالد مشعل بسبب لومه مصر على ما يسكت عليه مع النظام السوري؟. وإيضاح مايراه الكاتب حملة ضد مصر حكومة وشعبا، تتناسى مكانة مصر وموقعها في العالمين العربي والإسلامي، وذلك خدمة لأنظمة مزايدة بالكلام والخطب خاصة في دمشق وطهران. الهجوم على الاتجاه المقاوم للمشروع الصهيوني والمتمثل في سوريا وإيران، متسقا مع الهجوم الصهيو- أمريكي عليهما ظاهر الخطاب الدفاع عن مصر وتعرية النفاق السوري، وباطنه السكوت عن محرقة فلسطيني غزة باليد الصهيونية، والتركيز على الخلافات العربية المشروع الصهيوني.
10 مصالحة دائمة أم خلافات نائمة؟ بين عدم نجاح أي حوار بين الطرفين الفلسطينيين وهما بين شعبهما ورائحة دم الشهداء والضحايا تملأ الأنوف، والدمار يعم كل ركن وزاوية ، وتأكيد أن أي حوار لن ينجح لا في مصر ولا السعودية ولا في جزر القمر.لذلك وضمن المعطيات السابقة فإن حصيلة القمم واللقاءات العربية السابقة هي: خلافات نائمة وليست مصالحة دائمة زرع اليأس من أي توافق عربي ظاهر الخطاب النقد الذاتي والغيرة على الموقف العربي، وباطنه السكوت عن أي مؤشرات إيجابية في استمرار مقاومة الفتنة والإصرار على المصالحة المشروع الصهيوني.
3 أبريل 2009
................................ مصرنا ©
| | ..................................................................................... | |
| |
| |
|
|
|