غيرة على الإسلام أم غارة على المقاومة؟ ............................................................... بقلم : مســـعد غنيم .................... في مقال ساخن بعنوان " متخصصون في الإساءة للإسلام والمسلمين" أظهر الكاتب صدمته من " أن يتعرض دين سماوي مثل الإسلام العظيم للإساءة له والتنفير منه ممن يدّعون نصرته والتبشير به فهو المستغرب لدرجة الصدمة" وحمل بشدة على رموز " هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم زورا صفة ( المجاهدين )" من أمثال أبو أيوب المصري وأبو...إلى آخر الآباء المجاهدين!. ذلك الموقف من الكاتب لايجرؤ أحد أن يعارض فيه طبقا للمعلوم والمنشور إعلاميا عن هؤلاء الأشخاص، وإذا سلمنا جدلا بأن ذلك المنشور إعلاميا هو حقيقي وليس من فبركة المخابرات المركزية، وإذا تناسينا مؤقتا أن شيخهم أسامة بن لادن لاتخفى صلاته السابقة – على الأقل - بتلك المخابرات، يتبقى تساؤل عن توقيت استحياء شخوص وحوادث مضت من المشهد العراقي في أشد فتراته دموية بعد الاحتلال الأمريكي، في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الأمريكي للرحيل مع بداية عهد جديد من السياسة الأمريكية مع أوباما، ويشهد العراق مزيدا من الاستقرار مع الزمن؟ وفي الوقت الذي تحصد حماس فيه والمقاومة نتائج الثبات والصمود والنصر! حاول الكاتب تبرير ذلك "السياق" موضوعا وتوقيتا، بربط متهافت حدث هامشي جدا هو طلب بعض الأردنيين الماركسيين السابقين، السماح لهم بزيارة الأردن بعد طردهم خارج البلاد بمعرفة الملك حسين، وجريمتهم التي يراها الكاتب ويحمد للملك ديكتاتوريته في ذلك النفي هو أنهم تحمسوا للنظرية الماركسية ذات يوم، وينعى الكاتب على الماركسيين عموما أنهم أساءوا إلى النظرية التي هي من وضع بشر، فما بالك بمن يسيئوا لدين سماوي مثل هؤلاء المدعين للجهاد؟!، كان هذا تساؤل الكاتب، وأرى أن هذا الربط شديد التعسف وواضح التهافت بما يرجح أن هناك سببا أو أسبابا أخرى وراء هذا الاستدعاء الملتهب لهذه الأشكال الدموية من المشهد العراقي على يد من يدعون الجهاد. يمكن استنتاج سبب ذلك الاستدعاء بأسلوب تحليل السبب الجذري Root Cause Analysis ،  فإذا حددنا هدفا مفترضا للكاتب، فهل هو كما يدعي حقا يغار على الإسلام من مدعي الجهاد؟ أما وقد قالها فليس من حقنا تكذيبه، فإن الغيرة على الإسلام شأن دائم للمسلمين، ولكن يتبقى سؤال التوقيت، فهل هناك حدث مماثل وقع حديثا مما استدعى الحملة على الإرهابيين؟ لا. فهل هناك حدث مقارب وقع حديثا؟ نعم، هناك محاولة تفجير في فلسطين المحتلة أعلن عنها العدو الصهيوني. فهل يمكن أن يكون هذا الحدث هو الدافع لهذا المقال؟ جائز. ولكن هل يصلح ذلك الحدث الضعيف ليكون سببا جذريا لمقال ناري كالذي كتبه كاتبنا؟ محتمل. وهل ذلك التفجير الذي لم يحدث هو حقا من صنع المقاومة الفلسطينية حماس كما دفع بذلك العدو الصهيوني؟ ولم لا يكون من صنع الموساد؟ محتمل. فإذا كان من صنع الموساد فما هو الغرض الصهيوني المحتمل وراء ذلك؟ هل يمكن أن يكون الغرض هو تشويه صورة حماس؟ محتمل. ولماذا يريد العدو الصهيوني تشويه صورة حماس في هذا التوقيت بالذات؟ هل لأن حماس قاومت وصمدت وكسبت الرأي العام العربي والعالمي بصورة يصعب تشويهها؟ محتمل. وهل يشكل الانتصار النسبي لحماس وللمقاومة عموما خطرا ما؟ نعم، على التيارات التي تدفع باستمرار بعدم جدوى المقاومة وعبثيتها وغبائها وعدم واقعيتها. وهل يؤثر هذا الانتصار على مجريات أمور مستقبلية في المنطقة في ظل توجهات الرئيس أوباما الإيجابية تجاه الإسلام والمسلمين عموما وقضية الصراع العربي الصهيوني؟ نعم. فهل يشكل مقال كاتبنا دفعا في اتجاه تشويه المقاومة عموما، باستدعاء أكثر المشاهد العراقية دموية، وتجنب استدعاء مشاهد صهيونية شبيهة لسبب واضح، مع عدم استدعاء أي حدث مقاومي شرعي ومقبول عالميا مثل إخراج المارينز من بيروت في الثمانينات في واحدة من أروع المشاهد المقاومية على يد عذراء استشهادية فلسطينية، هل يشكل مقال كاتبنا بهذا الشكل تكريسا لثقافة الهزيمة بالإغارة المتعمدة على فكرة المقاومة ذاتها، مع تأمين وتحصين موقفه برفع المصحف على قلمه غيرة على الإسلام والمسلمين؟ إرهابا لمن تسول له نفسه أن ينتقد كاتبا يدافع عن الإسلام؟ أترك الإجابة للقارئ. 23 مارس 2009،  ...............................................................   مصرنا ©
	.....................................................................................