حد أدنى للغة الخطاب في "مصرنا" ............................................................... بقلم : مســـعد غنيم .................... نشر الدكتور أحمد أبو مطر مقالا بعنوان "توضيحات وصولا لحقيقة غائبة" يرفض فيه خطاب التكفير السياسي، وادعاء الوكالة في الحكم على الآخرين، واتهامهم بالعمالة والخيانة دون مرجعية موثقة، مثل بعض المواقع الصهيونية المفهومة الهوية والهوى، وبوضوح فإني أعتقد في صواب ما جاء بمقال د. أحمد أبو مطر بدون تحفظ، هذا رغم إنتقادي الشديد لبعض مايكتب، واختلافي مع مايبدو من توجهاته. ومن المعروف أن الفضاء السيبرانيطيقي يمثل ميدانا للتواصل الإنساني بكل أشكاله وفي مقدمتها الصراع بكل مستوياته الحضارية والأيديولوجية، وآلياتها الحربية فيما يعرف بالحرب السيبرناطيقية Cyber War، وهذا الفضاء بحد ذاته لايشكل جديدا تاريخيا من حيث المفهوم، ولكنه فقط يضغط المكان والزمان بمعدل الفيمتوثانية. ومن المنطقي أن تكون "مصرنا" جزءا من هذا الميدان مثلما هي ملتقى ومنتدى ثقافي. ومن المفهوم حتمية الصراع الإنساني حتى الآن، ولايمكن تفادي صراع الأفكار والتيارات الطبيعية والصناعية على صفحات "مصرنا". أما والحال كذلك، فإننا نأمل ونتوقع من جميع زملائنا، المرحب بأرائهم دوما مهما كانت اتجاهاتهم، حدا أدنى للغة الخطاب، كمثقفين طوعيين أحرار في منتدى حر. هذا الحد الأدني نتصوره في المبدأ والمستوى، فمن حيث المبدأ نتوقع الالتزام بما استقر عليه العقل الإنساني من أحدا لايملك الحقيقة، مهما كان يقينه من فهمه لرسالات السماء، أو كان تمكنه من آفاق العقل والعقلانية فيما بعد الحداثة. كما نأمل في الالتزام بأمانة العمل الثقافي العام، وقيم الحوار المتحضر. ومن حيث المستوى فنتوقع أمانة ودقة البحث والاستدلال والمرجعية. وليس معنى هذا تصور أي حظر أو رقابة ما من أي نوع، ولكننا في "مصرنا" نعد بمواصلة القراءة والنقد والتعرية للمنشور فيها بقدر الإمكان، وإتاحة النقد ونقد النقد، حتى يتم الانتقاء والتطهير الذاتي من خلال التفاعل بين الكتاب والقراء في شفافية تامة، تتيح للجميع تبين الفرق بين ماهو أخلاقي وملتزم فيما ينشر، وما هو غير ذلك. أما عن صراع الأفكار وحتى المصالح، فالغلبة لمن يجيد أصول اللعبة الإنسانية في الصراع، ولكن في إطار الحد الأدنى الذي سنعمل مع كتابنا وقراءنا على تحقيقه بمزيد من النشر والشفافية، حتى نحفظ لـ"مصرنا" مستواها الثقافي المميز. 5 فبراير 2009     مصرنا ©
	.....................................................................................