مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 الإسلام السياسي بين مطرقة الجيوسياسة وسندان التكنولوجيا!

الإسلام السياسي!

بقلم: مسعد غنيم
................

ماهي ديانتكم؟ هذا هو السؤال الذي يراود معظم المهتمين بأبحاث الفضاء وعلم الكوزمولجي (علم الكون)، وذلك في حال أول إتصال بأي مخلوقات فضائية قد تشبه الإنسان أو لا تشبهه. وقد يكون هذا الإتصال عن طريق زيارة تلك المخلوقات لكوكب الأرض أو بسفر رواد الفضاء البشريين إلى كوكب ما في نطاق قريب داخل مجرة درب التبانة. قد يتصور البعض أن هذا الموقف هو من قبيل الخيال العلمي كما جاء في الفيلم الأمريكي الشهير "إتصال أو Contact". ولكن الذي قد لا يعلمه الكثيرون أنه منذ إنتاج ذلك الفيلم الخيال العلمي منذ 15 سنة حدث إختراق كبير في علم الكون والفضاء حيث تم التأكد من وجود كواكب حول نجوم أخرى في مجرة درب التبانة (ما يقرب من 200 مليار نجم!)، وتم بالفعل إكتشاف "ملايين الكواكب"، بمعنى معرفة موقعها في المجرة وتحليل التركيب الكيميائي لها وحالة الطقس بها ومدى صلاحيتها لوجود حياة بها!، وهناك "المليارات" منها تنتظر الإكتشاف. كما قد لا يعلم البعض ان هناك في هذا الكون الشاسع أكثر من 100 مليار مجرة أخرى مثل درب التبانة، ويحتوي كل منها على متوسط 100 مليار نجم مثل الشمس!.

كون يفوق قدرة العقل البشري على التصور في إتساعه ونظامه المحكم، تم ويتم إكتشاف المزيد منه كل يوم بفضل التقدم التكنولوجي المتسارع والمذهل بما ينعكس في شتى فروع المعرفة البشرية، وأول ما يخطر للبشر عند إتصالهم بحياة أخرى هو السؤال عن "إلههم"؟ سؤال يحدد الأهمية المركزية للدين في حياة البشر على الأرض، هذا رغم التناقض والتعارض أحيانا بين بعض من أهل العلم، وبعض من أهل الدين! وقد يزيد هذا البعض أو يقل بحسب الموقع في العالم المتقدم أو النامي، وبحسب الشريحة الإجتماعية والثقافية.

منذ سنوات قليلة يدرس ويناقش بعض العلماء مفهوما علميا جديدا بمثابة إكتشاف وهو "حالة الفرادة الإجتماعية أو Social Singularity"، ويدور هذا التوجه العلمي حول نتائج التسارع الكبير للتطور التكنولوجي: أولا، تكنولوجيا الإنتقال والمعلومات والإتصال والتواصل الإجتماعي، وإنعكاس ذلك في تسارع التقارب البشري بين شعوب الأرض ضد طبيعة الجغرافيا، وتأثير ذلك في التمازج الثقافي والإجتماعي بحكم التاريخ، والتوحد في النظام الإقتصادي العالمي بحكم السياسة. ثانيا، وبصفة خاصة، التكنولوجيا الحيوية، وهي المعنية بتصنيع الأجزاء التعويضية البشرية أو ما يعرف بعلم السيبرنطيقا Cybernetics. وفي تلخيص قد يكون مخلا لهذا التوجه العلمي المعقد يمكننا أن نقول بأنه مع تضاعف قدرة الكمبيوتر كل 13 شهر، يتوقع وصول المجتمع البشري في القريب العاجل (2060) إلى حالة غامضة لا يمكن تصورها في فرادتها، حيث سيمتزج الإنسان بالآلة وسيصير الإنسان إلى شكل جديد غير واضح، مكون من جانب تكنولوجي وآخر حيوي. وفي النهاية سيتحول الإنسان إلى معلومات مجردة يمكن تحميلها في الكمبيوتر وبالتالي يعيش الإنسان إلى الأبد!.

بلا شك فإن الناتج التكنولوجي لحالة الفرادة الإجتماعية بهذا التصور يصطدم بشدة مع المفهوم البشري للدين، أي دين، من حيث مسألة الخلود البشري تلك. وبالتالي فلا نهاية للأسئلة التي يمكن أن تنطلق من مفهوم الدين والخلق بهذا الشأن، ولا يبدو أن هناك إجابات واضحة تحسم هذا التصور حتى الآن. وهذا هو بالضبط مجال بحث العلماء: ماذا ستصير إليه العقيدة الدينية للمجتمع البشري مع هذا الإندماج التكنولوجي الحيوي غير المتصور؟...وهو سؤال يتوازي مع السؤال الذي بدأنا به عند أول لقاء بالمخلوقات الفضائية: ما هي ديانتكم؟.

وهنا قد يتسائل البعض؛ وما علاقة ذلك بالمشاكل الحياتية اليومية للشعب المصري بعد إنتهاء ثورة 25 يناير في أيدي الإخوان المسلمين، مع أدائهم المشوش والهزيل حتى الآن؟ وهو سؤال مفهوم، والإجابة عليه أسهل مما قد يتصور الكثيرون، فقط أنظر للهاتف المحمول في يدك وهو يصلك بالصوت والصورة والكلمة بكل البشر وبكل مصادر المعرفة الإنسانية من علم وأدب وفن وسياسة وإقتصاد! وإرجع قليلا في الزمن قبل عشرين عاما فقط، هل كان يمكنك تصور كل ذلك من قطعة بلاستيك في حجم الكف؟ في الغالب الأعم؛ لا. وللتدليل على مقدار التسارع التكنولوجي والمعرفي، يكفي أن نعرف أن البشرية ظلت عشرات، بل مئات الآلاف من السنين تتبادل المعلومات بسرعة مشي أو جري الإنسان أو الدابة، ولم تتغير تلك السرعة إلا منذ إكتشاف الآلة البخارية منذ أقل من مائتي عام فقط! ولم يتم التبادل الإلكتروني العالمي للمعلومات إلا بعد إختراع الإنترنت منذ حوالي ثلاثين عاما فقط!. وفقط تذكر دلالة هذه الأرقام: 100,000سنة (عمر الإنسان على الأرض)، 10,000 سنة (عمر الحضارة البشرية بعد اكتشاف الزراعة)، 200 سنة (عمر الآلة البخارية)، 30 سنة (عمر الإنترنت)!، ترى كم بقى من الزمن على التغيير الآتي نحو الفرادة الإجتماعية؟!
إن التقدم المعرفي والتكنولوجي المتسارع يكاد يصل إلى مرحلة الإنفجار، وهو قادر بالفعل على حل جميع المشاكل البشرية المادية فيما يخص الغذاء والماء والسكن والمواصلات والتعليم والصحة وهي الحاجات الإساسية. تكمن المشكلة فقط في السياسة، وهي تسلط عدد محدود من البشر على مقادير القرية الكونية. ويتبقى مشكلة العمل والبطالة وهي مشكلة إجتماعية تشترك في غموض مستقبلها مع غموض حالة الفرادة الإجتماعية القادمة. وبالطبع فإن مصر، شأنها شأن باقي دول العالم، قد تكون الحلول التكنولوجية أسرع في تطوير وتحسين أحوال المصريين مما يتوقع من حلول الإخوان المسلمين التي لا تبدو لها ملامح بعد إتضاح وهم مشروع "النهضة" المزعوم!.

قد يتصور البعض أن ما تقدمت به من الأمل في التكنولوجيا وليس الأمل في الإخوان، هو مجرد ضرب من الأحلام والهروب من إحباط الواقع المصري المكئب، ولكني أزعم عكس ذلك، ولا يتطلب الأمر أكثر من إعادة النظر إلى التليفون المحمول في يدك لتدرك تسارع التكنولوجيا في الوصول إليك وإلى حل مشاكلك أو ربما إحداث المشاكل لك!، من يدري؟! فالأمر يتوقف على مدى إدراكك لأهمية التواصل والإندماج البشري الحاصل لأهل هذا الكوكب، فمن الثابت أن دفع التطور التكنولوجي المتسارع سوف يجعل الأمر أصعب وأصعب أن تتجاهل وجود شعوب أخرى على هذا الكوكب لا يدينون بدينك!.

المرونة الجيوسياسية لممثلي الأديان

في ضوء توابع المسلسل الأخير من التعرض لنبي الإسلام (صلعم) بالإساءة بالكلمة والصورة، للأسف فإن ما يجري على الأرض الآن يؤكد صحة رؤية ونظرية صمويل هننجتون عن صراع الحضارات (1990) أو بمعنى أضيق: صراع الأديان!. في إطار تلك النظرية دأب الغرب بزعامة أمريكا على دعم النظم الإستبدادية في الدول العربية والإسلامية، وذلك لضمان تقييد تيارات الإسلام السياسي ومنع وصولها للحكم. نجحت الشعوب العربية في كسر ذلك القيد وفي إحداث الربيع العربي الإسلامي في تونس ومصر وليبيا، وبرز وجه الإسلام السياسي بديلا للإستبداد السابق. سارع الغرب لإحتواء ذلك الربيع. ولعل الحالة السورية تقدم أوضح صورة لحقيقة الربيع العربي من حيث تستهدف شعوب المنطقة التخلص من الإستبداد، ويستهدف الإسلام السياسي (حركة الإخوان المسلمين والتيار السلفي) الوصول للحكم والسلطة بأي شكل، بينما يستهدف الغرب إبقاء سيطرته الجيوسياسية على المنطقة رغم تغيير الطبقة أو الفئة الحاكمة، هذا وفي الجانب الآخر تقاوم كل من روسيا والصين تلك السيطرة وتقدمان البديل السياسي في الحالة السورية مقارنة بالحل الدموي والفوضوي في الحالة الليبية والذي أتاح للغرب السيطرة التامة على الحالة الليبية في إطار اللعبة الجيوسياسية بين الغرب والشرق.

تشير الدراسات التاريخية للأديان السماوية الثلاثة بوضوح إلى العامل الجيوسياسي باعتباره عاملا محوريا وحاسما في تشكيل التاريخ السياسي لكل الكيانات السياسية الناشئة عن تلك الأديان - قبائل بني إسرائيل ثم مملكة إسرائيل في القدس حتى تدميرها في القرن السابع قبل الميلاد على يد إمبراطورية بابل، وعودتها بعد قرن من الأسر البابلي على يد زيروس الإمبراطور الفارسي، لتتدمر مرة أخرى على يد الإمبراطورية الرومانية في العام 70 قبل الميلاد، ثم الإمبراطورية الرومانية نفسها بعد تبنيها المسيحية في القرن الثاني الميلادي، وأخيرا الإمبراطورية الإسلامية مع مطلع القرن الثامن الميلادي- كما تشير إلى التفاعل العضوي والحيوي بين مضامين ومسارات تلك الأديان والعوامل الجيوسياسية البحتة.

قد تفيد هنا الإشارة إلى الفرق الكبير بين سياسات الرسول محمد (صلعم) طوال ثلاث عشرة سنة من الدعوة إلى الإسلام في مكة، وسياساته بعدما هاجر إلى المدينة وإستقر له الحكم فيها. والفرق هو بين سياسة سلمية مستكينة من واقع ضعف حال المؤمنين في مكة حين ذاك في بدء الدعوة، فبرغم رفضه الصريح لعبادة الأوثان والدعوة المحددة للتوحيد وعبادة "الله" الإله الواحد، إلا أن شعار المرحلة كان "لكم دينكم ولي دين". هذا وفي الجانب الآخر في المدينة، نجد سياسة حركية إيجابية بدأت بالإستيلاء على قوافل تجارة قريش التي منعت حقوق المهاجرين من أن تصل إليهم في المدينة، وصارت إلى حروب للسيطرة على الأرض إنتهت بفتح مكة نفسها، ثم تطورت إلى غزو جيوإستراتيجي لكل من دولتي الروم وفارس للتمكين من الفضاء الجيوسياسي ما بين إمبراطوريات تاريخية في بابل وآشور وفارس في الشرق، وإمبرطوريات تاريخية أخرى في مصر واليونان وروما في الغرب.

وتشير الدراسات التاريخية لكتاب المسيحية بعهديه القديم (التوراة) والجديد (الإنجيل) إلى الإختلاف الواضح بل والتناقض الصارخ في الجيواستراتيجيات بين مراحل الدعوة اليهودية المختلفة، ففي العهد القديم، وفي بدء تجميع قبائل بني إسرائيل بعد الخروج من مصر ودخول جنوب فلسطين، لم يهتم ملوك بني إسرائل كثيرا بنشر الدعوة خارج حدود قبائلهم في فلسطين، بل كان كل همهم هو توحيد القبائل الكنعانية فيما بين شمال وجنوب فلسطين بمعرفة الملك "إليجا" الذي قضى على عبادة الإله "بعل" في شمال فلسطين، وذلك فيما يعتبره المفسرون التاريخيون مرحلة أو سيناريو السياسة الداخلية. إلا أنه بعد توحد بني إسرائيل وإشتداد شوكتهم تطلعوا بالضرورة الجيوسياسية إلى ممارسة السياسة الخارجية لتوسيع مملكتهم، فكان أن قام الملك "جوشوا" بمحاولة إعادة توحيد بني إسرائيل في الشمال والجنوب، بأمل إستعادة مملكة وفخر بني إسرائيل، فاصطدم بالإمبراطورية المصرية في الجنوب وانهزم وقتل على أيديهم. بعده قام الملك "حزقيال" باستكمال ما بدأه "جوشوا" فاصطدم بالإمبراطورية البابلية في الشرق، حيث حدثت الطامة الكبرى لبني إسرائيل عندما دمر البابليون معبدهم وأخذوهم سبايا إلى ما بين النهرين حيث يعبدون الإله "مردوخ". هذا قبل أن يعيدهم الإمبراطور "زيروس" الفارسي بعد حوالي قرن من الزمان ليقيموا المعبد من جديد ويعبدوا الأله الواحد "يهوا"، وبالطبع لم يعترض بنو إسرائيل على عبادة الفرس الزرادشتيين لإلههم "ياهورا مازدا" لأن الفرس أصبحوا أصحاب الفضل علي بني إسرائيل!.
إن هذين السردين التاريخيين من تاريخ الإسلام واليهودية، هما فقط عينة من كثير من الأحداث التاريخية التي واكبت وقت الرسالات السماوية الثلاثة، وهما يشيران إلى حقيقة تاريخية وجيوسياسية واضحة وهي أن الرسالات السماوية نفسها قد تدرجت وتوائمت مع الظروف التاريخية المختلفة باستراتيجيات مختلفة تماما طبقا للظرف التاريخي. ترى، هل تكون الرسالة قد وصلت إلى أصحاب الإسلام السياسي اليوم، إخوانا كانوا أم سلفيين؟!

إن المؤشرات الأولية لمدى إدراك حكومة الإخوان في مصر للعامل الجيوسياسي في ظل هيمنة الإمبراطورية الأمريكية تقول بأنهم، أي الإخوان، قد إستوعبوا الدرس بدرجة ما، ولكنهم على ما يبدو لم يستوعبوه تماما، لأن أوباما أعلن في غضب دبلوماسي مكتوم أن مصر "ليست حليفا لأمريكا، وإن كانت غير عدو!"، وهذا مجرد تعبير سياسي، وهو وإن كان صحيحا بشكل فني وليس فيه جديد من هذا المنظور، إلا أنه لم يكن قبل اليوم صريحا إلى هذا الحد الذي يوحي بأن هناك سحابات ما غير مرغوبة تخيم على العلاقة الجيواستراتيجية لمصر بأمريكا.

إن التاريخ، كما رأينا، يقول بأن التوائم مع الظرف التاريخي هو من أساسيات البقاء. وقد يقول من يعرف قصة "جوشوا" جيدا أنه لم يتوائم مع الظرف التاريخي المتمثل في هيمنة كل من الإمبراطورية المصرية والبابلية، ولذلك فقد فشل فشلا ذريعا بالمنظور السياسي والعسكري وهو نفسه قد قٌتل، بل وأنه فتح الباب إلى السبي البابلي وتدمير المعبد، الأمر الذي يعتبر أكبر إهانة في تاريخ بني إسرائيل. إلا أن المؤرخين يعتبرو جوشوا صاحب الأهمية الكبرى في تاريخ بني إسرائيل رغم هزيمته، وذلك لأنه هو الذي أحيى الأمل والإيمان بمملكة إسرائيل الموحدة، وهو الأمر الذي تحقق بعد ذلك بقرون. هل يمكن أن نسقط هذه القصة الإنجيلية التاريخية على عبد الناصر ونقول أن مقاومته للهيمنة الأمريكية، هو الأمر الذي أدى إلى هزيمة كبرى وموت عبد الناصر نفسه، ولكنه أكد على فكرة القومية العربية وحتمية الوحدة العربية؟! وهو الأمر الذي إستعصى على الإنكار وأثبت وجوده. وهل يفسر ذلك ظهور صورة عبد الناصر في الشوارع في كل المظاهرات والثورات العربية على مدى 40 عاما ومنذ رحيله عن عالمنا في 28 سبتمبر 1970؟! ربما.

أعتقد أن أصحاب تيار الإسلام السياسي بتمكنهم من السلطة في مصر بعد الربيع العربي الإسلامي هم في مأزق تاريخي حقيقي، وأمام مسئولية تاريخية في منتهى الأهمية. حيث أنهم أمام خيارات مفصلية؛ أتصورها كا لآتي:

أولا: عليهم أن يتوائموا مع قوى الهيمنة العالمية غربا والقوى الكبرى المناوئة شرقا (أنظر التأكيد على أمن إسرائيل، وزيارة مرس للصين، وعدم زيارته لروسيا!، وغضب أوباما على مصر). وألا يصطدموا بها اصطدام جوشوا أو عبد الناصر.

ثانيا: عليهم أن يحلوا إشكالية التصادم مع العلمانيين بشتى أطيافهم، لأن مثل هذا التصادم يحمل في ثناياه، شئنا م أبينا، تصادما من منظور ما مع العلم الحديث، وبذلك يشكل تناقضا صارخا يميز تيار الإسلام الإسلامي من حيث إستخدامه للعلم ومنتجاته التكنولوجية، مع رفض منهجه وبعض نظرياته (النشوء والإرتقاء مثلا). هذا التناقض مع منهج العلم يبدو في ترديدهم أن الإسلام يدعو إلى العلم، وهو الأمر الصحيح والمفهوم، ولكنه غير مطبق بمنهجية العلم وإنفتاحه مع صرامة البحث العلمي.

ثالثا: عليهم أن يتمكنوا من المصالحة الداخلية بين فصائلهم ما بين متشدد ومتفهم في مسألة "التفسير الديني" للموقف السياسي المتوائم! وفي قلبه مسألة القدس المحتلة. والموقف من العلم من ناحية أخرى.
وهنا، فيما أرى، تقع مسئوليتهم التاريخية الكبرى، ما بين مطرقة الجيوسياسة وسندان التكنولوجيا. مسئولية الحفاظ على قوة العقيدة الإسلامية من خلال تفسير عصري لها يمكنهم من التوائم الجيوسياسي من ناحية، ومن الإنفتاح على العلم وتطبيقاته التكنولوجية المتسارعة والقبول والتوائم مع الآثار الإجتماعية والثقافية المترتبة على ذلك، والمتمثلة في التصور المستقبلي الغامض لحالة الفرادة الإجتماعية في كوكب إنضغط فيه الزمان والمكان والتكنولوجيا بحيث أصبح الكوكب في حجم كرة البنج بونج حقيقة، في كون تتزايد المعرفة به بشكل إنفجاري منذ إكتشاف نظرية "الإنفجار العظيم". حالة هي اليوم علم يشبه الخيال العلمي، وغدا قد تكون حقيقة مذهلة!

أما إذا فشلوا في تحقيق ذلك، فالتاريخ ملئ بصفحات بيضاء لم يسجل فيها أصحابها أي شئ!!

20 سبتمبر 2012

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية