مــأســـــــــــــــاة مــــوجـــــة
...............................................................
مسـعد غنيـم
....................
رغــــــبــــــــــات أرضــــــــيــــــة : مــأســـــــــاة مــــوجـــــة
المـوجُ الـــعــــــائـــدُ يـتـــنـاقــلْ نــــفــــسَ الأخـــــــبـارِ
لا شــــــئ هــنـــــاك عـــلـــــــــى الشـــــــــاطــــئِ،
إلا الأحـــــجـــــــــــــــــــــارِ
لا شــــئ،..... ســــــوى رمـلٍ أغــــــبـــرْ.
***
لـــكــــنّ الـقــــــمـرَ يــــــــــوشــوشُــــــهــا
بــحـــديـثٍ فـــــضــــيٍ حـــــــــــــالــــــمْ
عــــن شـــطٍ ذهـــــــبيٍ دافــــــــــــــــئ.
***
والمـــــوجُ الراقــــدُ فــي حـــضـنِ الــلـــيلْ
يــــتـــــهامــــــسُ بحــــــديثٍ آخــــــــــرْ
عــــــمّــــــا وَجــــدوه عــــلى الأحـــجـــار
عـــن جـثــةِ عـصــفــــورٍ أخــــضـــــــرْ
***
قــــدْ كــــانَ هــــنـا فـي قــلبِ المــــــوج،
يشـــتـعـلُ بـشـــــــوقِ الــتـــرحـــــال،
لـــــم يــــغــــــرقُ أبــــداً من ســـــافر
فـالــغرقُ يـكــونُ علــى الشـــــــاطئ!!!
***
مـــــازال الــــقـــــــمـــرُ يـــحــــدثــــها
عـــــن كــــــــوخٍ وردي الأغـــصــــــان
يســـــكنـــه اثنان...... وعـــصــفـــورٌ واحــــــدْ
***
وحــــديثٌ لـلــــمـــوجٍ الــــــعـــــائـــد،
فـــي صـــوتِ العـــاصــفـةِ الـغــضــبى،
فـــــي رجـــــع أنــــيــن الأصـــــداف،
يـــــرتـــــــد صــــــــــــدى
عـــــــصــــفـــــورٌ تـــحــــت الأنـــــقــاضٍ
غـــــــــــــــنى وشــــــــدى.
أغــــــنـيـةَ لـلـــمــــــــوتِ الــخــالــــــــد
***
مـن يـمـــلــكُ ألا يـســــمـعُ للــــقــــمرٍ حــديــثْ؟!!
المــــــوجُ الـــــراحــــلُ يـــتــــخـطــــى كـــــل الأســــــــوارِ
فـــــلـــــتـرحــــلُ تــلك المــــــوجـــــــة
وتـــحـــــطـــــمُ كــــــلَّ جـــــــــــدار
قــــــدْ يـكــــذبُ كــــلُ الـــمـــوجِ ولا يـكـــــذبُ...... قـــمــــرٌ نـــــوارْ.
***
وانـــــطــلــقـــت بـالــــشـــــــوقِ الـــعـــــــاقرِ
وأبـــــــــــــاً قــــــدْ صــــــــار
تــــتـــــحـــــدى كـــــلّ الأخــــــبــار
وتــــــمــــــــزّق كـــــلّ الأســـــتـار
عــن شــطٍ ذهــــــبيٍ ســــــافـــــــــر
***
والــــــــكوخ الـــــــوردي الـحــــــــــــالم
صــــــار عـــلـــــى مـــرمـــــــى الإبـــصـــــــار
وغــــنــــــاء الـعـــصـفــــور الأخـــضــــر
يــــــتـــــــجـــــاوب فــــي صــــدر الــموجـــــة
أغــــــنـيــــةً لـلــحــب الـــــثـــــــائــــــــر
***
واقـــــتـــربــت...واقــــــتــربــت أكــــــــثـــر،
تـــتـــــلــمــــسُ، تـــتــــحـســــسُ نــــبــضــــــاً،
فــــي حــــبـــــاتِ الـــــرمــــلِ الأصـــــــــفـرْ
والــتـــصــقـــتْ وأصـــــــاخـــــتْ ســــمــعــــاً
***
لــم تـســــــمــع لـــحــــــنـاً مــنــــتــــشـــــــــياً
بــــل ســــــــمـعـت لـحـــــــناً لـــــجــــنـازة،
ونـــشـــــــيـداَ لـــــلمــوتِ الـخـــــــــــالــــدْ
***
والـــــقـــــمـــرُ الـكــــــاذبُ لـــمْ يَـــظـهـرْ
واخــــتــــــنـقَ حِــــــــــــــــوارْ
قــدْ كــــــانَ هُـنــــاكَ عـلـــــى الشـــاطـئِ
عِـــــقـــــــــــدٌ و سِــــــــــــــوارْ،
وبَــــــقَــــــــــايـــــــا مِـنْ رِيـــــــشٍ أَخْـــــــــضَــــــرْ.
***
16/1/1972