مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 كاسترو كاتبا
...............................................................

 

فيدل كاستيرو

 

بقلم : غريب المنسى
......................

قرر الرئيس الكوبى العجوز "فيدل كاستيرو" أن يتقاعد من الرئاسة ويتفرغ للكتابة !! واذا ماعلمنا أنه لايوجد شىء يسمى حرية تعبير فى كوبا فأعتقد أن كاستيرو سيكون هو الكاتب الحرالوحيد فى هذه الدولة والذى لن يزورالمعتقل !! وأعتقد أيضا أن كتاباته وأفكاره ستؤخد مأخذ الجد لدى الرئيس الكوبى الجديد والذى هو فى الواقع أخوه رؤؤل!! وببساطة خرج كاستيرو من الباب ليعود الى شعبه المسكين من الشباك !! وقصة كاستيرو تستحق التعليق لأنه أقدم رئيس على مستوى العالم وقضى مايقرب من نصف قرن فى المنصب حتى أن الوزراء فى كوبا يخاطبونه بلقب "بابا جدو" بدلا من لقب سيادة الرئيس!!

كيف استطاع كاستيروأن يقنع العالم بأنه هوالثائرالوحيد الحقيقى المتبقى بعد العولمة وتحول العالم الى قرى يديرها شيوخ غفر بلقب رؤساء ؟ ولماذا تركته الولايات المتحدة - وهو على مرمى حجرمنها - يتمتع بدوره المرسوم بدقة كراهب ثورى وذهبت وراء صدام ؟ الاجابة ببساطة أنه رجل خدم مصالح الولايات المتحدة فى فترة رئاسته أكثرمما يظن البعض.. فلقد أفقر شعبه وجوعه وحطم حوالى أربعة أجيال من الشعب الكوبى خلال فترة رئاسته وأغلب الظن أنه فى طريقه للقضاءعلى الجيل الخامس فى وظيفته الجديدة كاكاتب!! فلماذا تتخلص منه الولايات المتحدة وتتكلف عسكريا ؟ وهو ودولته لايملكون آية موارد بل على العكس ستكون كوبا عبئا اقتصاديا على الولايات المتحدة فى حالة التخلص منه .. هذا بالاضافة الى أنه يموه تمويها كبيرا لصالح الولايات المتحدة فهوعندما يلعب دورالثورى وحتى النخاع هذا والذى تقع حدوده بالقرب من حدود الولايات المتحدة تظهرالولايات المتحدة بالشكل الديموقراطى التى تريد أن يراه العالم !! وعندما تنازل كاستيروعن السلطة لصالح أخيه أكد هذا الدور المشبوه بوضوح . فقد كنا نتوقع من هذا الثورى العجوزأن ينقل السلطة الى ثورى أخرمن جيل الشباب على الأقل !!

وموضوع تناقل السلطة بين أفراد العائلة الواحدة أصبح موضة عالمية لايفرق بين نظم ملكية ونظم أخرى تقدم نفسها على أنها نظم ثورية. ففى العصرالأمريكى تحول العالم الى شركة وتحول الزعماء الى مدراء فلم يعد هناك رئيس دولة بالمعنى المحترم المتعارف عليه ولكن أصبح هناك مدراء دول وهذا هو سر طول العمر لهذه الشخصيات وبقائهم الأزلى .. فالزعيم كان يحرق فى دمه وأعصابه من أجل خطط تطويرية وتنويرية ويصاب بكل أمراض الأرض ويموت مبكرا .. أما المديرالحالى فى عصر العولمة فهو يطبق تعليمات حرفية وبالتالى يستمتع بوقته وشبابه وصحته. ولأن المنصب مريح وسهل فهو يتوسط لدى رئيس مجلس الادارة عندما ينتهى عمره الافتراضى كى ينقل السلطة بهدوء الى ابنه أو أخيه أوزوج ابنته أو حتى شقيق زوجته !!

وفى ظل هذا المفهوم تدارالدول الأن فى العالم الثالث بعقلية العمدة فى القرية وكل مايلزم العمدة هو: شيخ غفر يطلق عليه تأدبا وزير دفاع .. وقطاع طرق يطلق عليه وزير داخلية وماشطه يطلق عليه وزيراعلام وخادم مطيع يطلق عليه وزير خارجية .. أما باقى الوزرات فهى تمثيلية ولاداعى لها اذا لزم الأمر.. وانتقال السلطة عائليا على مايبدوا سيضمن الولاء وراحة البال لرئيس مجلس الادارة الذى لايريد أن يغامر بمدير جديد وقد يكون من النوع المشاكس الطموح.

نعود لكاسترو الكاتب الحر الشجاع الذى لن يخاف السلطة وسيكتب بكل ماأوتى من أمانه .. فلقد عرفناه مناضل حر شريف خلال نصف قرن من الزمان. وتعالوا نتوقع عن ماذا سيكتب ياترى ؟ هل سيكتب عن الحرية التى كان هو عدوها اللدود ! أم سيكتب عن الاقتصاد الذى أفقره !! أم سيكتب عن الشباب الذين تحطموا فى عهده !! أغلب الظن انه سيكتب لصالح شركات التدخين عن أهمية تدخين السيجارالكوبى فى الاحساس بجنون العظمة !!

   

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية