مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 رمضانيات
...............................................................

 

سوزان تميم

 

بقلم : غريب المنسى
...........................


ماذا لو أن جريمة مقتل سوزان تميم كانت قد مرت بسلام ولم يستدل على الفاعل وقيدت ضد مجهول مثل قضية سعاد حسنى ؟ أغلب الظن أن المستفيد من مقتلها كان سيستمر فى تلبيسنا العمة – بكسر العين – ويستمر فى اداء دوره كرجل من رجال الأعمال والألعاب و البر والتقوى.. وكان فقراء الوطن  قد استفادوا أيضا من عدة خيم رمضانية على حسابه ليتذوقوا فيها طعم اللحم والثريد!! وكان من الممكن أن يذهب بكل ورع وايمان لقضاء العشر الأواخر من رمضان فى رحاب قبر الرسول !! فنحن كبشر نتفق جميعا فى أننا نحاول أن نظهر بصورة قد تختلف تماما عن واقعنا وبالتالى فالمشكلة كما أراها ليس فى مقتل سوزان ولكن المشكلة أن قاتلها قد تم القبض عليه وظهر وبان للعيان وانهالت عليه السكاكين من كل حدب وصوب!!! وهذا هو الفرق بين معظم رجال المال والسياسة والأعمال فى وطننا والقاتل لسوزان تميم . فالمجموعة التى تعيش على قمة الهرم الاجتماعى والاقتصادى والسياسى للوطن هم فى الواقع مجرمون وقتلة ولكنهم لم يضبطوا بعد !! فاللعب مع الكبار هى مبارة قذرة لها أصولها الخاصة وهناك قانون غير مكتوب معناه : "افعل ماشئت ولكن لاتتورط وتورطنا معاك واذا حدث أن تورطت لن نكون مسؤلين عنك وسنتبرأ منك " !! وعلى هذا الأساس تسير أمور وطننا بحمد الله وسلامته. ولتحديد المشكلة بدقة نقول : أن المشكلة هنا هى الفرق بين مجرم ضبط متلبسا ومجرم لم يضبط بعد !!

وعندما دفع رجل التعمير الأول فى مصر 2 مليون دولار لتنفيذ العملية كان على مايبدوا متأثرا بقصص المافيا وكان يتوقع أن تكون عملية القتل على مستوى عالى من التقنية مثلا : أن تقتل سوزان برصاصة قناص من عن بعد أو تسمم بالاشعاع أوسم الأكوتين أو حتى تلقى من بلكونة شقتها!! ولكن على مايبدوا أن منفذ العملية طماع جدا أراد أن يحتفظ بالمبلغ كاملا وينفذ العملية بملاليم لأنه استخدم مطواه قرن غزال وترك خيوط كثيرة وراءه وقام بأسوأ عملية قتل مدفوعة الأجر لايقوم بها حتى هاوى فى مدرسة الاغتيالات. كان رجل التعمير الأول ينشد من تعيين عقيد أمن دولة سابق لتنفيذ جريمة قتل على هذا المستوى هو أن تأتى مكالمة تليفونية من القاتل وهو فى اجتماع بزنس مثلا وتكون من كلمتين : كله أوكيه !! حتى ينتشى ويعيش دور المفياجى المتجبر القادر بأمواله واتصالاته من نحقيق المستحيل ولكن بدلا من أن تأتيه هذه المكالمة جاءه أمر النائب العام بالقبض والترحيل الى السجن ليقضى شهر رمضان فى رحاب العنبوكى .

وسوزان تميم لم تكن يوما هى "الأم تريزا" فى عفتها فتاريخها وخلفيتها كلها انحلال ودعارة وفجور !! ولكن ماذا نقول عندما أراد رجل المعمار الأول فى مصر أن يدفع لها خمسون مليون دولار حتى توافق وتتزوجه !!! وعندما رفضت دفع 2 مليون دولار لقتلها !! فى حين أن تسعون بالمئة من الشعب المصرى يعانى من الفقر المدقع وهناك 9 مليون عانس فى المحروسة أشرف مليون مرة من سوزان تميم !! وفى ظل قانون الطوارىء المصرى وقوانين الأرهاب الدولية لايمكن الدفع بعدم قانونية التسجيلات التليفونية بين القاتل والمحرض لأن قانون الطوارىء يلغى قانون الاجراءات الجنائيه وهذا هو الغرض من قانون الطوارىء والذى يعطى رجل الأمن مرونة لتعقب المجرم بسرعة وبدون الرجوع الى قاضى ليجيز عملية التفتيش أو التسجيل وهو مايسمى "probable Cause " ففى ظل قانون الطوارىء تكون المراسلات الألكترونية والمكالمات التليفونية والرسائل الشخصية وحسابات البنوك من الأمور التى تساعد رجل الأمن فى مراقبة المشتبه فيهم وله الحق فى استخدامها كأدلة جنائية بدون اذن قاضى وبالتالى فكل الأدلة الجنائية ضد رجل المعمار الأول فى مصر.

هناك تشابه بين أوجيه سيمسون لاعب كرة القدم الأمريكى الزنجى الشهير الذى ذبح زوجته وعشيقها وحصل على البرأة الجنائيه بمساعدة فريق من المحامين الذين تحايلوا على قانون الاجراءت الجنائية الأمريكى - واتهموا رجل المباحث الأول فى القضية وهو أبيض بأنه عنصرى يكره السود وبالتالى تلاعب فى الأدلة الجنائية - وبين رجل المعمارالأول فى مصر الذى حرض على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم . فكل من الرجلين يعانى من عقدة الرفض والخوف وحب التملك وهى صفات نشأت فى مراحل الطفولة الأولى ولم ينفع فى ازالتها درجة النجاح والشهرة والثراء. ولكن وحتى بحصوله على البراءة من المحاكم الجنائيه مازال أوجيه سيمسون متهم فى محكمة الرأى العام ويعانى من رفض المجتمع له وهذه هى النقطة الأساسية والتى لها معنى فى حياة الانسان.

ان راحة البال كنز لايعرف قيمته الا من يفتقده.

 

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية