السيستم ...............................................................   الرئيس السابق   بقلم : غريب المنسى ........................... لم يتبقى من الزمن غير أقل من ثلاث شهور على الانتخابات الأمريكية والتى سوف تأتى لنا برئيس أمريكى جديد قد يكون فى مجيئه بعض من الأمل من خلال تصوراته لمشاكل العرب . وان كان الأمل ضيئلا جدا لاننا لم نستعمل أى وسيلة مؤثرة على المرشح الامريكى سواء كان ديموقراطيا أو جمهوريا فنحن عادة ننتظر حتى ينتقل الرئيس الجديد الى البيت الابيض وبعد ذلك ننتظر أيضا أن يكون كريما وينظر الى مشاكلنا ويحلها لنا ونحن نلعب الطاولة .. فنحن كسالى وليس لدينا ثقة فى أنفسنا حتى فى الظهور على المسرح الانتخابى الأمريكى كقوة مؤثرة لايستهان بها. وأسلوبنا هذا أسلوب سلبى لايصلح مع النظام الانتخابى الأمريكى .. فالرئيس المنتخب يأتى بتعهدات لكل من ساهم فى حملته الانتخابية من الشواذ ..الى عساكر المطافى .. الى نقابة جامعى الزبالة ... الى شركات التدخين... وهناك فى واشنطن حوالى 2800 مكتب لوبى مرخص مهمتهم فقط هى تقديم مشاكل الفئات التجارية والاجتماعية ولابد للرئيس المنتخب أن ينظر لمطالبهم بشىء من التفهم .. الا نحن لانقوم بأى مجهود يذكر ونتوقع خيرا !! والرئيس القادم لن يعيرنا أى اهتمام طالما أننا قوة صامته خرساء فهناك مالايقل عن مليون صوت عربى انتخابى فى الولايات المتحدة وهى أصوات متفرقة لانتجمع وتشكل قوة ضغط على المرشح الأمريكى الذى قد يعطى لهذه الأصوات الانتخابية اهتماما قد لايعطيه لقادتنا !! والسبب بديهى وهو أن هذه الأصوات ستاتى به الى البيت الأبيض ولكن قادتنا يطلبون منه أن يكسر وعوده لناخبيه من اليهود من أجل سواد عيونهم !! وهذا مستحيل ولهذا فمشاكلنا معلقة وستظل معلقة الى أن نفهم السيستم الأمريكى . وعادة يأتى الرئيس الجديد الى البيت الأبيض – بدون لوبى عربى - ويقضى العام الأول فى دراسة المشكلة الفلسطينية وكأنه يسمع عنها أول مرة وبعد ذلك يبدأ وزير خارجيته فى زيارة المنطقة واللقاء مع القيادات الفلسطينية ليضيع العام الثانى فى سفريات وكلام وحواديت أما فى العام الثالث فيبدأ الحوار الجد وينبعث الأمل من جديد فى نفوسنا الى أن تستقيل الحكومة الاسرائيلية وتأتى حكومة جديدة ويتكسر كل شىء ونبدأ من أول السطر مرة أخرى !! ليأتى العام الرابع والأخير وهو عام لايصح أن تكون فيه حلول دولية لمشاكل مستعصية وبالتالى لايكون أمامنا أى أمل الا فى انتظار نتيجة الانتخابات القادمة وهكذا .... ولن يكون هناك أى تقدم الا اذا فهمنا السيستم الأمريكى . والسيستم الأمريكى هو سيستم مرن جدا فكل شىء قابل للتفاوض وكل شىء قابل للبيع والشراء والمفاصلة .. هذا على المستوى العام أما على المستوى السياسى فالضغط على المرشح أو الرئيس الأمريكى قد يدفعه الى اعادة النظر فى مشكلة معينة ودراسة العواقب الانتخابية جيدا ولن يكون هناك أى ضغط الا اذا أحس المرشح أن هناك مليون صوت قد يذهبون لمنافسه اذا لم يساعد فى حل مشكلة أصحاب هذه الأصوات. هذا هو السيستم الأمريكى الانتخابى يبدأ وينتهى عند عدد الاصوات الانتخابية وهذه الأصوات هى التى تؤثر على المرشح وطريقة تفكيرة وليس علاقاته بالملك فلان أو الرئيس علان فكل هذا التفخيم استهلاك محلى لايفيد. فكلنا نعلم الأن أن القيادات العربية كلها بلا استثناء هى فى الواقع عبأ ثقيلا على الحكومة الأمريكية وبالذات الرئيس الأمريكى لأنهم قسمان الأول لاتنتهي احتياجاته من المساعدات الاقتصادية والقسم الثانى لاتنتهى هواجسه الأمنية !! والجالية العربية فى الولايات المتحدة ليس لها كبير وبالتالى فنحن متفرقون وضعفاء وعلينا أن نبدأ فى التفكير جديا فى تكوين مركز ثقل انتخابى يكون موجه لحل مشاكلنا والضغط على المرشح الأمريكى كى يعيرنا انتباه والعملية أسهل مما قد نتصور وبالذات فى عصر تكنولوجيا المعلومات وسهولة الاتصالات ففهم السيستم أفضل من الجهل به. علينا أن نكتسب جرعة ثقة فى النفس والايمان التام بعدالة قضايانا حتى نستطيع أن نؤثر على الساسة فى الولايات المتحدة .
	.....................................................................................