قانون عبدو
...............................................................
بقلم : غريب المنسى
..........................
القوانين الوضعية عموما ليست كاملة أو عادلة بالدرجة التى توقعها كتاب القانون وتحتاج الى مراجعة دورية حتى تتناسب مع العصر والمتغيرات الاجتماعية والنفسية والتاريخية المحيطة .. حتى القوانين الأمريكية تراجع مابين فترة وأخرى حتى يطمئن القضاة الى أن أحكامهم أقرب مايكون الى العدل ... فليس هناك عدل مطلق!! والمحكمة الدستورية العليا الأمريكية تنظرالأن فى عقوبات الاعدام وطريقة تنفيذها بطريقة آدمية!!
فعلى الرغم من أن عقوبة الاعدام - Capital punishment -لاتطبق فى معظم الولايات الأمريكية الا أن بعض الولايات تستخدمها كسلاح رادع ضد بعض الجرائم المتزايدة فى محيطها ولها أسباب وجيهة ومنطقية ومتفق عليها بين سكان هذه الولايات لأنهم هم شركاء فى وضع هذا القانون من خلال ممثلوهم وهذه القوانين عادة ماتكون هى الملجأ الأخيرلمواجهة جريمة بعينها.... وحتى عقوبة الاعدام فى هذه الولايات تطبق بطريقة آدمية ولاتتم الابعد أن يمرالمعدوم على عدة مراحل مختلفة من محاكم النقض وبدفاع قانونى كامل وتتأكد جميع المحاكم من ثبات الجريمة التى تدعوا الى الاعدام !!!
وهناك هيئات حقوقية تندد بعقوبة الأعدام وتطالب برفع هذه العقوبة من كتب القانون الا أن حاجة بعض المجتمعات اليها تقف بالمرصاد لهذه المحاولة .. وأخيرا نظرت المحكمة الدستورية العليا وهى أعلى هيئة قضائية فى الولايات المتحدة فى قضية حق الانسان المحكوم عيه بالاعدام فى الموت بطريقة آدمية مريحة بعيدة عن العذاب..... فهو أولا وأخيرا انسان !!
بعض من الولايات الأمريكة تطبق حكم الاعدام بحقن المعدوم بثلاثة أنواع من السموم وكل نوع له وظيفة محددة فى قتل المعدوم .. ولكن بعد التحرى وجدت بعض هيئات حقوق الانسان أن هذه السموم تؤدى الى تعذيب المعدوم لمدة ربع ساعة قبل أن يفارق الحياة وهذا يتنافى مع العرف الانسانى وهذا ماجعل المحكمة العليا تقوم بمراجعة هذه الاجراءات القانونية مرة أخرى ..... فالمعدوم أولا واخيرا انسان !!
نقول هذا بمناسبة تطبيق عقوبة الاعدام فى العربية السعودية بطريقة قطع الرقبة وفصلها عن الجسد بطريقة حيوانية مرعبة وغير انسانية على الاطلاق !! ولاسيما أن هذه العقوبة عادة ماتطبق فى جرائم لا توازى حجم هذه العقوبة . فمن المعروف قانونيا أن العقاب لابد أن يكون متساوى مع حجم الجريمة .. فكل البشر يرتكبون أخطاء يوميا وبالتالى يكون هدف القانون هو تهذيب السلوك لاعادة المخطىء الى المجتمع مرة أخرى بعد أن يكون قد تعلم درسا .. واذا لم يتعلم فهناك قوانين أشد وطأة .... ويكون الحل الأخير هو الاعدام!!
ولكن الملاحظ أن مملكة عبدو تطبق هذه القوانين بنسبة كبيرة على الأجانب وبالذات العرب والباكستانيون والهنود !! ولاتستطيع أن تطبقها على الأمريكان أوالأوربيون خوفا من الردود الفعل العالمية وأيضا خوفا وتملقا للحكومة الأمريكية حتى لايكون رد الفعل الأمريكى عنيف .. ومع ذلك فمملكة عبدو فى أول القائمة الأمريكية للدول التى تنتهك حقوق الانسان وهى دولة ليس لديها أى اعتبار للانسان أيا كان ..على الأقل بالمقياس الأوربى والأمريكى .
ومن الملاحظ أيضا أن مملكة عبدو لاتطبق هذه القوانين الصارمة على الأمراء والطبقة العليا المختارة فى المملكة علما بأن هؤلاء الأمراء "يسكرون ويعربدون ويحششون" ويعيشون حياة أوربية بالكامل داخل المملكة .. ولكن ماذا نستطيع أن نقول عندما يكون العقاب والحياة والرزق والموت بمكيالين .. واحد للأثرياء وواحد للفقراء الذين دخلوا مملكة عبدو بحثا عن فرصة عمل وانتهى بهم المطاف الى السياف!!
والعجيب أن مملكة عبدوا تتصرف على أساس أنها دولة عظمى .. فرعاياها من حقهم أن يكسروا جميع القوانين فى الدول العربية ولا يخضعون لقوانين هذه الدول فى حين أن مواطنى هذه الدول يعاملون بقسوة شديدة جدا على أراضيها وهذا أمر يثير الفضول!! فمنذ فترة بسيطة قتلت أميرة سعودية مواطن مصرى فى حادثة سيارة وهى فى وضع " سكر " ومع ذلك لم تسجن ولم يطبق عليها القانون المصرى لأنها من أمراء مملكة عبدو !!
ان القانون هو "حسنة من حسنات العقل ولم يكون يوما العقل أسيرا للقانون " وبالتالى فنحن نطالب السادة مؤلفى القانون فى مملكة عبدو أن يلتزموا بالمبدأ القائل أن المساواة فى الظلم عدل .. وأن يبدوأ فى قطع رقاب معظم الأمراء الذين يكسرون نفس هذا القانون الذى يعاقب به المواطنون الغرباء الغلابة والذين لم تتاح لهم أى فرصة فى دفاع نزيه وهذا حق أساسى لكل انسان . ونطالب الحكومات العربية أن تطبق نفس قوانينها الصارمة على مواطنى مملكة عبدو اللذين يكسرون كل قوانين العرب ويعتدون على أعراضهم وخصوصياتهم وكأنهم جنس بشرى مختلف عن البشر.