الأكسوجين
...............................................................
بقلم : غريب المنسى
........................
كما أن الأكسوجين ضرورى للكائنات الحية فهو ضرورى جدا للأنظمة السياسية والاجتماعية التى تعيش عليها المجتمعات الانسانية فقد تعيش المجتمعات فى عدل ورفاهية أو فى قهروظلم كل حسب كمية الأكسوجين التى تضخ فى هذه الأنظمة وكيفية امتصاص هذه الانظمة لكمية الأكسوجين.
فماكينة الحياة لدول العالم الأول تعتمد على استقلال المؤسسات وحيدتها وعملها المتناسق للوصول لهدف بسيط وهو : خلق حياة سهلة كريمة للمواطن الذى هو فى الأساس ترس رئيسى فى هذه الآلة .. ولكى تعمل هذه الآلة كان لابد من وجود أنبوبة أكسوجين نقى تضخ فى أرجائها متمثلة فى صحافة تجارية مستقلة وقانون ديناميكى عادل وقضاء مستقل تماما .. قناة الأكسوجين هذه لها دورة كاملة داخل الآلة وبالتالى تجدد نفسها وينتعش معها المجتمع وتكون الحياة صحية سياسيا واجتماعيا .. فلا مكان فى هذه الآلة للحيتان واللصوص والسوابق .
أما فى دول العالم الثالث والرابع .. والتى لها علاقات بدول العالم الأول والتى تتسول منه معونات اقتصادية وعسكرية وحتى ترضيه كان لابد من تصميم آلة مشابهه فى الشكل ومختلفة تماما فى الأهداف.
فمثلا من حيث الشكل:
1-هناك نظام نيابى مشابه تماما لكل الانظمة النيابية فى العالم الأول ولكنه خليط من أصحاب السوابق واللصوص والمنافقين والشرفاء فيه يعدون على أصابع اليد الواحدة.
2- نظام قضائى مهيب مشابه تماما لكل الأنظمة القضائية فى العالم الأول ولكن مليىء بالقضاة الخائفون المرتعدون وفى أحيان أخرى قضاة تابعون وليسوا مستقلون.
3- حرية صحافة شملت الصفراء والخضراء والبنى والعسلى ولكنها فشلت فى ضخ الأكسوجين المطلوب لادارة الآلة .. الشكل العام يوحى بالحرية ولكن فى الواقع هى مقهورة مشوشة غير مسموعة .
هنا يجلس الحاكم أمام نظيره من العالم الأول ويدعى أنه ديموقراطى وقانونى وأكسوجينى وفهلوى .. ولكنه نسى أن يذكر أنه صمم أنبوبة الأكسوجين بطريقة خاصة جدا وتحتاج الى عيون فاحصة لتكتشف الملعوب .. فلقد صمم الحاكم فرعين فى مؤخرة ماسورة الأكسوجين الفرع الأول يصب فى المجارى والفرع الثانى يصب فى السجون والمعتقلات .
أيها الأكسوجين كم من الجرائم ترتكب بأسمك !!!