مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها
............................................................................................................................................................

 
 

  الرئيس الغشيم
...............................................................

 

صدام حسين

 

غريب المنسى
...................


فى أسبوع واحد ودع العالم اثنين من الرؤساء.. الاول جيرالد فورد الامريكى ..والثانى صدام حسين العراقى .. وفى وداعهم .. المختلف تماما .. ممكن لنا أن نقرأ مابين السطور .. ونفهم شىء جديد فى هذه الحياة .. فعلى مايبدوا أننا مازلنا تلاميذ ابتدائى فى هذه الحياة المتلاطمة الامواج .. وبالذات السياسة.
****
الاول وصل الى السلطة بمحض الصدفة - فهو كان عضو كونجرس عادى جدا - فلو لم يستقيل نائب الرئيس نيكسون بتهمة تهربه من الضرائب لما اختاره نيكسون ليكون نائبه .. ثم رئيسا للولايات المتحدة بعدما استقال نيكسون فى فضيحة ووترجيت الشهيرة.

والثانى وصل الى السلطة عن طريق اللف والدوران والتسلق والغدر والخيانة والقتل والتدمير.. ببساطة وصل للسلطة بطريقة الالعبان.
****
الاول - وهو الامريكى - اتخذ قرار وطنى جرىء - كلفه اعادة انتخابه - وهو الاعفاء التام عن نيكسون - اعفاء جنائى - حتى يجنب بلده الانشقاق وحتى يطوى صفحة سوداء من تاريخ الرئاسة الامريكية ولتنطلق بلده للامام بدلا من الخلف دور.
والثانى - وهو العراقى - كان ماسك فى المنصب بطريقة محرومة نهمة وكان لسان حاله يقول - على رأى الاستاذ محمود الزهيرى - من القصر الجمهورى الى القبر الجمهورى.
****
الاول خرج الى المعاش وبنى مكتبة ومتحف يحمل اسمه وقضى أيامه بعد الرئاسة هادىء البال .. يلعب جولف .. ويموت حبا فى زوجته ويمارس معها الجنس بانتظام .
والثانى عاش كل فترة رئاسته هاربا من محل اقامة الى الاخر... وأخترع عملية الشبيه هذه ... وصار كما العفريت لانعرف متى سيظهر.. ولا أين يقيم ..ولاكيف يفكر ... حيرنا معه .... وكان على ما يبدوا مستمتعا بهذه المبارة المتعبة ذهنيا.
****
الاول عاش بطريقة متحضرة .. ومات على سريره .. وأعطى زوجته قبلة مع السلامة ياحبيبتى .. قبل أن يقبض عزرائيل روحه فى هدوء.
والثانى خرج من القصر الجمهورى ... الى الجحر الجمهورى ...الى السجن الجمهورى ... ولم يكن عنده وقت حتى يهرش فى قفاه .. ناهيك عن وداع أسرته.
****
الاول نكست أعلام بلده لمدة شهر كامل ودفن بجنازة رئاسية محترمة
والثانى كما كلكم شاهدتم وضع جثمانه على عربة نصف نقل تويوتا مهكعة ودفن تحت جنح الظلام وكأنه لم يكن يوما رئيسا ....أو حتى كان غفيرا.
****
الاول تسكع كل الرؤساء والملوك العرب المنافقين ..واتلطعوا على التليفون لساعات حتى يقدموا واجب العزاء لبوش أولا ثم لزوجته .. ومنهم من بكى نفاقا على طريقة .. ده كان معايا امبارح وقالى.
والثانى هرب من حتى ترديد اسمه .. كل أخوته الرؤساء والملوك العرب المنافقين أيضا .. الا من القذافى ..وأيضا شهامته كانت على طريقة خالف تعرف وياحيطه دارينى وعلى الله بوش ما يعرفش.
****
الاول مات ولم يكلف دولته مليما أكثر من المقرر له
والثانى ضرب الرقم القياسى فى تكلفة عزرائيل ..يقال تيرليون دولار ..وهى تكلفة الحرب.
****
الاول كان متعلم .. ناضج نفسيا .. وملتزم بالقانون
الثانى كان أبوجهل .. قطاع طرق .. وشرير .. وكان غشيما
دخل فى موضوع السياسة الدولية بغشم يدل على جهل مستطير.. ولعب مع الكبار بطريقة غبية فكان أول المنبوذين .. وأول المطرودين .. وأول المشنوقين من الرؤساء العرب .. عقبال الباقى يارب .. انك أنت السميع المجيب.
******
ملحوظة مهمة جدا .. على المستوى الشخصى أنا ضد حكم الاعدام .. لاننى مؤمن بأن كل انسان أسير لظروفه الشخصية ..وأيضا لست من الشامتين فى الموتى .. ولكن صدام حسين بالذات كسر كل حدود المنطق والعقل .. لم نسمعه مرة يتكلم مع شعبه .. والعالم .. بنفس الطريقة التى كان يتكلم بها فى جلسات المحكمة .. ولم يكن جادا فى موضوع الاسلحة الكيماوية.. لانه لو دعا العالم لتفتيشه ربما كانت النتائج تغيرت .. ولربما كان وفر على العراق وشعب العراق كل هذه المشاكل الدموية .. ولكنه كان غشيما .. صامتا .. كانت حساباته كلها خاطئه .. جعل العالم يعاديه .. واكتشفنا فى النهاية أنه لم يكن لديه حتى حقن أنسولين.
**************
رحم الله أبو عدى رحمة واسعة .. وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .. وقد كانت ّّذنوبه تعجزعن حملها قافلة شاحنات بنز المانى..
 

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية