مصرنا


مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها
رئيس التحرير : غريب المنسى
............................................................................................................................................................

 
 

 ياعمال العالم صلوا على النبى
...............................................................

بقلم : غريب المنسى
........................

هناك نكته تقول : أن شيوعى تزوج من مسلمة فأنجبا طفلا يقول ياعمال العالم صلوا على النبى  !!!

فدعوة كارل ماركس لعمال العالم للاتحاد قد تحولت مع مرور الزمن وعولمة الاقتصاد وخضوع العالم  للرأسمالية ..الى مجرد مقولات تاريخية لم يعد يعبأ بها الاقتصاديون ولم يعد لها بريق الماضى ..علما بأن العمال هم أساس أى تطور أقتصادى وهم الفئة التى تستحق الرحمة والعطف والحماية .

فالعامل فى النظام الرأسمالى محتاج للأتحاد بقوة لاتقل عن نظيره الاشتراكى .. فقوانين العمالة فى النظام الرأسمالى قوانين مجحفة أحيانا .. وتهدف لخدمة صاحب العمل أولا ثم العامل ثانيا .. ومع ذلك مازال للرأسمالية بريق وجاذبية لانستطيع معها أن ننكر أنها ألقت ظلالا من النسيان على الاشتراكية.

عندما وقف ميخائيل جورباتشوف أمام المؤتمر المركزى للحزب الشيوعى ليعلن أن الاتحاد السوفيتى قد أنفق على أصدقائه من دول العالم الثالث مايقرب من ستون بليون دولار فى شكل مساعدات عسكرية واقتصادية وتقنية .. لم ينفقها لترويج نظرياته بقدرماهو تعاطف مع هؤلاء الاصدقاء الذين هم كانوا يتأرجحون بين الرأسمالية والاشتراكية وهم غيرمبالين بعد بما هو الأنفع لبلدانهم .. ومع ذلك كان رد هؤلاء الاصدقاء هو مطاردة الاشتراكيين فى بلدانهم واعتقالهم وتشريدهم وتجويعهم.

عندما ساعد الروس مصر فى بناء السد العالى .. وبناء الجيش المصرى بعد هزيمة يونيو .. وتأمين سماء مصر ضد الفانتوم الاسرائيلى الذى كان يجول فى أعماق مصر بلا مقاومة .. كان رد الجميل من الرئيس السادات أن طرد الخبراء الروس الذين كانوا يدربون الجيش المصرى على استخدام السلاح الروسى المتقدم !! وبعد معركة أكتوبر تحول النظام المصرى بدرجة 180 درجة الى الأمريكان هروبا من الروس وكأنهم وباء!!

وقام النظام المصرى ومنذ عهد عبد الناصر باعتقال كل الاشتراكيين المصريين واتهامهم بالشيوعية وهى تهمة كفلية بخراب بيوتهم فى مجتمع محافظ كمصر.. ومع ذلك ظل عبد الناصر صديقا للروس وحتى وفاته ..ولولا مساعدتهم له .. لما قام للجيش المصرى قائمة مرة أخرى .

تناقض .. اليس كذلك ؟

مصرعلى علاقة جيدة مع الولايات المتحدة منذ توقيع مبادرة السلام مع اسرائيل سنة تسعة وسبعون .. وتتلقى مصر مساعدات عسكرية واقتصادية وتقنية من الولايات المتحدة سنويا بما يعادل اثنين بليون دولارا ويقوم الجيش المصرى بمناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الأمريكى مرة كل عامين تسمى مناورات النجم الساطع ومن خلال هذه التدريبات المشتركة يستفيد الجيش المصرى من الاحتكاك مع جيش قوة عظمى بالاضافة لاستخدام آخر التكنولوجيا العسكرية فى التدريب والسفارة الامريكية فى القاهرة تعتبر من أكبر السفارات الأمريكية فى الشرق الأوسط بعد سفارة العراق !!.. ومع ذلك لانرى أى تأثير لهذه العلاقة لافى الاقتصاد المصرى الذى يتدهور بسرعة الصاروخ .. ولا فى الحياة اليومية للمواطن البسيط المطحون .. الذى دعاه كارل ماركس يوما للاتحاد !! ولا فى الحياة السياسية فى مصر التى هى مزيج من الرأسمالية والاشتراكية والعرقسوس.

ومع ذلك .. وكرد للجميل فأن أول تهمة توجه للمفكريين الليبراليين فى مصر أنهم عملاء للمخابرات المركزية الأمريكية .. وكأن مصر دولة مليئة بالأسرار التى يصعب على أمريكا اكتشافها !! فى نفس الوقت الذى يعشق الرئيس المصرى الولايات المتحدة فى السر ويدارى هذا الولهان فى العلن !!!!

وعندما يبدأ النظام فى الاحساس بأن التغيير الديمقراطى الأمريكى فى طريقه الى مصر وهذا شىء طبيعى لتطورونمو العلاقات بين مصر والولايات المتحدة .. ينزعج جدا ...وهنا لابد من لبس عباءة الدين واللعب بكارد الاسلام .. فكلما بدأت الديمقراطية الدولية تضغط .. هنا فقط تظهر مصرونظامها ومؤساساتها كدولة اسلامية محافظه .. ولامانع من اعطاء الأخوان دور مرسوم مسبقا للخروج من مأزق الديموقراطية ... وبعد الخروج من المأزق لامانع من التضحية بالأخوان عند أول منحنى فى الطريق واتهامهم بالارهاب .. وكل التهم سابقة التجهيز.

تناقض .. اليس كذلك ؟

الحكاية ببساطة أن دول العالم الثالث وعلى رأسهم مصر يمارسون دور المنافق الذى يجارى أى قوة عظمى ليفوز بالبقشيش !! أما النية فى الايمان بالرأسمالية أوالاشتراكية أو الاسلامية كنظام حياة .. لم ولن تكون هى الفكرة الجيدة للحاكم لأنه ببساطة سيجد نفسه مطالب بالتزامات هو فى غنى عنها ..ومطالب بصدق نية مطلق وهو سىء النية تجاه شعبه !! لذلك تجده يغيرقبعته وجلده حينما يقتضى الأمر بطريقة تؤكد أنه لايهمه مستقبل شعبه وهذا فى حد ذاته قصر نظر .. لأن التاريخ يستدعى أن يكون هناك رجل يكرس حياته لمستقبل وطنه .. وليس مستقبل اسرته فحسب!!!

الروس توصلوا لهذه الحقيقة منذ زمن طويل .. وعندما حانت لهم الفرصة انسحبوا من ملعب الهيمنة وتركوا الولايات المتحدة تشرب الكأس من عملائها العرب الذين يستنزفون طاقاتها ومواردها ومع ذلك لم ولن يؤمنوا بالديموقراطية وتداول السلطة وحرية الديانات والافراد .. هؤلاء العملاء الذين هم عالة على القوة العظمى وهم الذين سيكونون السبب فى مشاكل الولايات المتحدة على المدى الغير بعيد .

تناقض .. اليس كذلك ؟ 


 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية